- مرونة الاقتصاد الكويتي وقدرته على التعافي بقيادة القطاع الخاص ستفاجئ الكثير من المراقبين خلال العام كلما تقدم بنا الوقت
- نمو العرض النقدي والائتمان المحلي لايزال الأقوى على مستوى الخليج وعلى المستثمرين أن يركزوا خياراتهم الاستثمارية على البنوك
أكدت مؤسسة كريديه أغريكول (شيفرو) في أحدث تقرير أصدرته مؤخرا حول القضايا الإستراتيجية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط أنه على الرغم من المشاكل التي تواجهها شركات الاستثمار الكويتية فإن القطاع المصرفي الكويتي مايزال الأقوى خليجيا، وأوضحت أن مرونة الاقتصاد الكويتي وقدرته الكبيرة على التعافي بقيادة القطاع الخاص ستفاجئ الكثير من المراقبين كلما تقدم بنا الوقت خلال هذا العام.
وأشارت «شيفرو» في تقريرها الصادر في شهر سبتمبر الحالي تحت عنوان «الكويت: الوضع ليس سيئا بالقدر الذي يعتقده الكثيرون» إلى استمرار نمو العرض النقدي والائتمان في الكويت بوتيرة أسرع من معظم الدول الخليجية، موجهة النصح للمستثمرين بأن يكونوا أكثر تحديدا في خياراتهم الاستثمارية والتركيز على البنوك التي يعتقد بأنها ستشكل مفاجأة استنادا إلى ما اتخذته من مواقف وسياسات متحفظة على صعيد المخصصات في وقت مبكر من اندلاع هذه الأزمة.
وأوضحت «شيفرو» أنه على الرغم من تأثر الاقتصاد الكويتي بأداء شركات الاستثمار المتعثرة، فإن القطاع المصرفي اتسم بمرونة مذهلة حيث لاتزال محفظة القروض تنمو بمعدل تقديري يبلغ 10% سنويا، وخلصت إلى القول إن البنوك الكويتية لاتزال في وضع سليم ونمو العرض النقدي هو الأقوى في الخليج أيضا.
وفي معرض تسليطها الضوء على موضوع الفرص الاستثمارية في الكويت قالت «شيفرو» إن الحديث عن تراجع فرص الاستثمار يرجع في واقع الأمر إلى أن الكثيرين يحلو لهم على الدوام الإشارة إلى نقاط الضعف التي يعاني منها الاقتصاد الكويتي والتي باتت معروفة للجميع في حين أنه قلما يجري تسليط الضوء على نقاط القوة العديدة التي تتمتع بها الكويت، مشيرة في هذا الإطار إلى أن توزيع الأدوار والفصل بين القطاع الخاص والقطاع العام في الكويت خلق اقتصادا سوقيا أقل اعتمادا على قيادة الحكومة وهباتها مما هو عليه الحال في بقية بلدان المنطقة.
وخلصت إلى القول بهذا الشأن انه خلال المراحل الأولى من الأزمة المالية العالمية توجهت أنظار المستثمرين نحو البلدان الأكثر استفادة من الدعم الحكومي، غير أنه مع شيوع بوادر التعافي الآن فإنه من المرجح أن الاقتصادات السوقية التي تتمتع بقطاع خاص ضخم وديناميكي، كما هي الحال في الكويت ستكون الأكثر استفادة من هذا الوضع.
وأوضحت مؤسسة شيفرو أن الأمر الأهم في نظرها يتمثل في أنها لا ترى مبررا لقلق المستثمرين حيال الضعف الكبير في زيادة رأس المال من جانب القطاع المصرفي الكويتي، مضيفة أنه في الوقت الذي سيتراجع فيه اهتمام المستثمرين بأنباء صفقة بيع شركة زين، فإنه من المرجح أن تستفيد البنوك الكويتية من زيادة تدفقات المستثمرين.
وختمت «شيفرو» قائلة انه على الرغم من المشاكل التي تواجه الكويت إلا أن هذه المشاكل ليست حادة أو خطيرة بالقدر الذي يعتقده الكثيرون.