عاطف رمضان
سوق الصيرفة بالكويت شهد اقبالا كبيرا خلال الاسبوع الاخير من شهر رمضان المبارك، وقد بلغ الانتعاش ذروته بحجم التحويلات من قبل العمالة الأجنبية يومي «الأربعاء والخميس» قبيل عيد الفطر المبارك، والدولار والريال السعودي والعملات المصرية والسورية والهندية، كانت في مقدمة القائمة مقارنة بالعملات الاخرى. «الأنباء» رصدت سوق الصيرفة قبيل عيد الفطر المبارك حيث اكد عدد من مسؤولي شركات الصيرفة في لقاءات متفرقة ان صرف رواتب موظفي القطاع الحكومي قبل إجازة عيد الفطر المبارك من الامور التي أنعشت سوق الصيرفة الى جانب موسم العمرة. ومن جهة أخرى كشف البعض ان اداء سوق الصيرفة خلال شهر رمضان تراجع بنسبة 25% تقريبا مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي، مرجعين ذلك الى تداعيات الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على سوق الصيرفة كباقي القطاعات الاخرى التي نالها نصيب من هذا التأثير بشكل متفاوت. وتوقع البعض تأثر سوق الصيرفة المحلي جراء الأزمة المالية هذا العام انخفاضا بنسبة 10% تقريبا مقارنة بالعام الماضي. ولفت البعض الى ان الدولار الاميركي لايزال سيد العملات في العالم رغم التغيرات الطفيفة في سعره التي تتم عليه مقارنة بالتغيرات الكبيرة التي تحدث في اسعار الاسترليني واليورو. واشار البعض الى انه خلال الازمات يتزايد حجم التحويلات من قبل العمالة الأجنبية. ولفت البعض الى ان الأزمة المالية لم تؤثر على التعاملات الضرورية واللازمة. وبين البعض ان سوق الصيرفة خلال شهر رمضان المبارك تأثر هذا العام سلبا بسبب انتشار وباء انفلونزا الخنازير خاصة بعد عزوف كثير من المسلمين عن الذهاب الى المملكة العربيـــة السعوديـــة لأداء فريضـــة الحج او العمــرة. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أكد رئيس مجلس إدارة شركة الموسى للصيرفة علي الموسى انه من الملاحظ خلال فترة الاعياد تزايد كمية التحويلات للعمالة الاجنبية في الكويت مقارنة بباقي فترات السنة، مشيرا الى ان الدولار تصدر العملات خلال الفترة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يليه العملة المصرية ثم العملة السورية.
واضاف الموسى ان الريال السعودي شهد ايضا اقبالا نتيجة موسم العمرات.
وقال إن فترات الذروة بالنسبة لشركات الصيرفة عادة تكون وقت نزول رواتب الموظفين وهو ما واكب على سبيل المثال نزول رواتب موظفي القطاع الحكومي، مشيرا الى ان القطاع الخاص عادة تنزل رواتب موظفيه في نهاية كل شهر.
واشار الموسى الى ان الروبية الهندية شهدت ايضا اقبالا خلال فترة قبيل العيد خاصة ان العمالة الهندية من العمالة الكبيرة في الكويت من حيث الاعداد كما ان العملــــة الفلبينية شهـــدت ايضـــا اقبـــالا بنهاية شهر رمضـــان المبــارك.
واوضح ان الدولار له مكانته بين العملات الاخرى نتيجة الاقبال المتزايد عليه.
وبيّن الموسى ان الأزمة المالية العالمية خلفت وراءها تأثيرا على سوق الصيرفة في الكويت، مشيرا الى ان هذا القطاع كغيره من القطاعات الأخرى المتأثرة بالأزمة الا ان هناك تفاوتا في التأثير بين هـــذه القطاعـــات.
القطاع الحكومي
من جانبه افاد مدير عام شركة اعتمادكو للصيرفة احدى شركات البشر والكاظمي عبدالرحمن احمد بان نزول رواتب الموظفين في القطاع الحكومي قبل اجازة عيد الفطر المبارك اثر ايجابا على انتعاش سوق الصيرفة بالكويــــت خاصة يومي الأربعــــاء والخميس من نهايــــة الأسبــوع الماضــي.
وأضاف احمد ان الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على سوق الصيرفة هذا العام، مشيرا الى ان النزول في اداء او حركة السوق في شهر رمضان من العام الحالي تتراوح نسبته بين 20 و25% مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي.
مرجعا ذلك ايضا الى وباء انفلونزا الخنازير الذي اثر بدوره سلبيا على اداء العمرات والذهاب الى المملكة العربية السعودية حيث قلت اعداد المعتمرين هذا العام بسبب ذلك الوباء الذي انتشر بشكل لافت للأنظار في كثير من دول العالم.
وتوقع احمد تأثر السوق المحلي «سوق الصيرفة» هذا العام جراء الأزمة المالية العالمية مقارنة بالعام الماضي بنسبة 10% انخفاضا.
وأشار احمد الى ان الريال السعودي والجنيه المصري والدولار الأميركي تصدرت العملات الأخرى من حيث الاقبال عليها قبيل اجازة عيد الفطر المبارك.
وقال ان الدولار لايزال سيّد العملات في العالم سواء في الفترة الحالية او الفترة المقبلة «بعــد الأزمة المالية العالميـــة»، مرجعا ذلك الى ان التغير في سعر صـــرف الدولار طفيف مقارنة بالاسترليني او اليورو ممــــا أدى الى وجود اقبال كبير على هذه العملة الاميركية في مختلف مناطق او دول العالم.
ولفت الى ان هناك تخوفا من التغيرات او التقلبات الحاصلة في «الاسترليني واليورو» مقارنة بالدولار.
القلق النفسي
اما المدير المالي بشركة عمان للصيرفة عماد بلان فقد افاد بأن التحويلات خلال الفترة الأخيرة من شهر رمضان المبارك «قبيل العيد» شهدت انتعاشا كبيرا خاصة بالنسبة لعمالة الدول الإسلامية والعربية، مشيرا الى ان حركة او حجم التحويلات يتزايد بشكل ملحوظ خلال فترات الأعياد.
كما ان حجم التحويلات يتزايد خلال شهر رمضان المبارك مقارنة بالشهور الأخرى من السنة.
وقال ان فترة الـ 10 أيام الأخيرة من شهر رمضـــان كان هناك اقبـــال ملحـــوظ على شركات الصيرفة من قبل العمالة الأجنبيــــة في الكويــت.
وأشار الى ان الريال السعودي يشهد اقبالا متزايدا في فترة الحج مقارنة بالعمرات نظرا لكثرة الحجاج وانه يعتبر موسمـــا رئيسيا بالنسبة للمملكة العربيـــة السعوديـــة.
ولفت بلان الى ان التحويلات تتزايد خلال فترة الأزمات، مؤكدا ان هناك العديد من الوافدين كانوا حريصين على تحويل اموالهم لبلادهم خلال الازمة المالية العالمية، مرجعا ذلك الى عامل نفسي بالنسبة لهم.
وزاد قائلا: مما لاشك فيه ان القلق النفسي يؤدي الى زيادة التحويلات خلال الأزمات حيـــث يشعـــر الوافـــد بــــان شراء عقار على سبيل المثــــال في بلـــده أكثر أمانــــا مـــن وجــــود هذه الأمـــوال في البنـــوك.
التعاملات الضرورية
في رأي مخالف اكد احد مسؤولي احدى شركات الصيرفة ان الازمة المالية العالمية لم تؤثر على حجم التحويلات لاسيما ان الناس «لابد ان يرسلوا لاهاليهم او عوائلهم» اموالا قبل الاعياد، مرجعا ذلك الى انه امر ضروري. وقال ان هناك امورا ضرورية ومتطلبات لابد منها سواء كانت هناك «ازمة مالية ام لا» مثل المأكل والمشرب والملبس.
واضاف ان الازمة المالية قد تؤثر سلبا على شراء الاشياء غير الضرورية التي يمكن للانسان الاستغناء عنها.
وعلى صعيد متصل ذكر مسؤول مكتب صيرفة آخر ان الازمة قد تؤثر على كمية التحويلات وليس عدد المتعاملين مشيرا الى ان اعداد العمالة التي تتوافد على الشركة لارسال مبالغ مالية لأسرها لم تقل ولكن ربما تكون الاموال المرسلة هي التي قّلت بمعنى ان من كان يرسل 300 دينار لأسرته من الممكن ان يرسل 200 دينار «على سبيل المثال».