عاطف رمضان
أكد مدير عام شركة المزيني للصيرفة جمال زايد في حوار مع «الأنباء» أن الأزمة المالية العالمية قد شارفت على الانتهاء واننا نعيش حاليا في بداية انتعاش اقتصادي.
وأضاف زايد ان سوق الصيرفة في الكويت لم يتأثر كثيرا بالأوضاع الاقتصادية العالمية، مستدلا على ذلك بأن شركة المزيني للصيرفة لديها 45 فرعا في الكويت لم تتأثر بالأزمة المالية وان هناك اقبالا كبيرا على جميع فروع الشركة كما ان عدد عمليات التحويل لم تتراجع. وقال ان سوق الصيرفة قبيل عيد الفطر المبارك شهد انتعاشا، مشيرا الى ان الدولار تصدر العملات الأخرى من حيث الإقبال يليه الجنيه المصري ثم الروبية الهندية ثم الريال السعودي ثم الدرهم الإماراتي.
ولفت الى ان الدولار الأميركي كان «تحت ضغط» خلال الفترة الأخيرة، حيث انخفض مقابل العملات الأخرى، مؤكدا انه لايزال هناك ضغط كبير على الدولار متأثرا بالأوضاع الاقتصادية. واشار الى ان الإقبال على الاسترليني واليورو وبعض العملات الأخرى ليس بهدف المضاربة ولكن لوجود طلب على هذه العملات. وأوضح انه على الرغم من ذلك فلايزال الدولار الأميركي العملة الرئيسية لاحتياطيات دول العالم، مرجعا ذلك الى قوة ومتانة الاقتصاد الأميركي وإلى ان اميركا تمتلك سوقا كبيرا وانها متقدمة في التكنولوجيا وصناعات الأسلحة وعلوم الفضاء وعلم صناعة الأدوية والصناعات الثقيلة الأخرى ذات المردود المالي الكبير. وشبه زايد الاقتصاد الأميركي بالنسبة لاقتصادات دول العالم بالقاطرة التي تجر عربات خلفها. وعن الذهب أفاد زايد بأن كثيرا من الأشخاص يرغبون في الاحتفاظ به كضمان ضد تقلبات الأسعار.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، هل تعتقد أن شركات الصيرفة بالكويت تأثرت من تداعيات الأزمة المالية العالمية؟
اعتقد أن سوق الصيرفة المحلي لم يتأثر بالأوضاع الاقتصادية العالمية، فمن واقع عملنا نجد أن شركات الصرافة شهدت اقبالا قبيل عيد الفطر المبارك، كما ان اجمالي عدد فروع شركة المزيني للصيرفة بلغ 45 فرعا وان هذه الفروع تستقطب العديد من العمالة الأجنبية بهدف التحويلات.
فلم نشعر بالنقص في عدد العمليات (عمليات التحويلات البنكية) وأنه كما تردد ان بعض الشركات بالكويت أنهت خدمات بعض الموظفين بسبب الازمة المالية العالمية، فإن هذه العمالة التي تم تفنيشها لم تغادر الكويت فهم يبحثون عن شركات أخرى أو بمعنى آخر «وظائف جديدة» حتى وان كانت هذه الوظائف برواتب اقل من التي كانوا يتقاضونها قبل انهاء خدماتهم.
من الواضح ان شركة المزيني للصيرفة لم تتأثر بالأوضاع الاقتصادية والدليل على ذلك ان فروعنا تعمل لفترات طويلة (دوام طويل لمدة 12 ساعة)، حيث ان لدينا 3 فروع تعمل على مدار الـ 24 ساعة في مطار الكويت الدولي «اثنان في المطار القديم وفرع في المطار الجديد».
كما ان بعض فروعنا تعمل لمدة 15 ساعة تقريبا، علما بان فروع المزيني للصيرفة منتشرة في جميع مناطق الكويت.
خدمات إلكترونية
هل هناك خدمات الكترونية جديدة ستقدمها الشركة لعملائها خلال الفترة المقبلة؟
جميع فروع «المزيني» مزودة بخدمة السحب الآلي لصرف المبالغ عبر «الكي نت» وذلك لتسهيل صرف الأموال دون الذهاب لفروع البنوك، كما ان هذه الخدمة اكثر أمانا لعملائنا حيث يتعرض العميل للمخاطر (للسرقة) في حال وجود مبالغ مالية كبيرة معه.
إقبال ملحوظ
حدثنا عن أكثر العملات التي شهدت اقبالا من قبل العمالة الأجنبية خلال الاسبوع الاخير من شهر رمضان المبارك «قبيل عيد الفطر المبارك»؟
من الملاحظ أن الدولار الاميركي هو العملة الرئيسية، كما ان العملة المصرية تتناسب مع عدد العمالة المصرية الموجودة في الكويت الى جانب العمالة الهندية فهناك اقبال ملحوظ على الجنيه المصري والروبية الهندية.
ومن الواضح ايضا ان كثيرا من العمالة المتواجدة في الكويت انتهزت فرصة اجازة عيد الفطر المبارك وسافرت لبلدانها مما نتج عن ذلك اقبال على بعض العملات كالدولار والجنيه المصري والروبية الهندية سواء كان نقدا او تحويلا، وهناك كذلك اقبال على الريال السعودي بمناسبة العمرة.
وخلاصة القول: ان الدولار يأتي في المرتبة الاولى من حيث الاقبال يليه وفي المرتبة الثانية الجنيه المصري ثم الروبية الهندية وبعد ذلك تأتي العملة السعودية «الريال السعودي» في المرتبة الرابعة لتحتل بعد ذلك العملة الاماراتية «الدرهم» المرتبة الخامسة.
سوق العملات
وماذا عن الدولار الاميركي ومكانته وسط العملات الاجنبية؟
من الملاحظ ان الدولار الاميركي كان تحت ضغط كبير خلال الفترة الاخيرة حيث انخفض مقابل العملات الاخرى مثل الين الياباني واليورو الاوروبي والجنيه الاسترليني، ولايزال هناك ضغط كبير على الدولار متأثرا بالاوضاع الاقتصادية ولاتزال ايضا المؤشرات الاقتصادية العالمية لم تظهر حالة ثبات للانتعاش الاقتصادي.
نهاية الازمة
اذن هل الازمة المالية شارفت على الانتها؟
اعتقد ان الازمة المالية شارفت على الانتهاء فقد وصلنا إلى نهايتها ونحن الآن نعيش في بداية انتعاش ولكن لم تتضح الصورة او لم يكن هناك ثبات لدورة انتعاش.
وهناك امر مهم اريد التطرق اليه انه تردد خلال الفترة الاخيرة ان هناك مطالبات عالمية بايجاد عملة رئيسية بديلة عن الدولار الاميركي وتردد ايضا انه من الممكن ان تكون العملة الصينية بديلا او اليورو او الين الياباني.
ولكن لايزال الدولار هو العملة الاساسية لاحتياطيات العالم كله نظرا لان حجم الولايات المتحدة الاميركية كبير.
الاحتفاظ بالذهب
هناك من يظن ان الاحتفاظ بالذهب وسيلة مهمة لتجنب مخاطر الاسواق او نزول اسعار العملات كيف ترى ذلك؟
من المعلوم ان الذهب في فترة السبعينيات كان سعره 38.5 دولارا للأوقية تقريبا، كما ان سعر اوقية الفضة كان حوالي 1.25 دولار، وبدأت اسعارهما ترتفع مع مرور الوقت كما ان سعر النفط والمواد الخام الصناعية مثل الحديد والنحاس بدأ يرتفع ايضا ويتخذ نفس المسار.
واصبح سعر الذهب حاليا 1020 دولارا للأوقية تقريبا او 1016 دولارا، فلايزال الذهب مرتفعا جدا ولكننا لا نعلم مدى ارتفاعه مستقبلا، لكن بالرغم من ذلك فإن هناك طلبا كبيرا على الذهب وهناك من يرغب في الاحتفاظ به كبديل عن العملات الرئيسية.
وبعض الاشخاص يفضلون الذهب كضمان ضد تقلبات الأسعار وقد كان سعر الدولار حوالي 286 فلسا في آخر تداول يوم الخميس الماضي «قبيل عيد الفطر المبارك» وذلك نتيجة هبوطه في الاسواق العالمية مقابل اليورو والين والاسترليني والفرنك.
وهذا السعر (286 فلسا) حدده بنك الكويت المركزي ويحدده ايضا بشكل يومي طبقا لتقلبات اسعاره او حركته في الاسواق العالمية.
وسعر الدولار 287 فلسا للكاش و286.25 فلسا للحوالة.
عربة القطار
هل تنصح المستثمرين بالاحتفاظ بالدولار خلال الفترة المقبلة؟
من الواضح ان الدولار وصل لاسعار متدنية جدا ولا استطيع ان انصح المستثمرين بشراء اليورو او الاسترليني لكونهما ارتفعا بنسب كبيرة جدا.
ومن الملاحظ ان وجود شراء على الجنيه الاسترليني واليورو والعملات الأخرى بهدف الطلب وليس بهدف المضاربة.
وهناك توقعات كثيرة ولا احد يعلم مستقبل الاسواق العالمية فهناك اخبار اقتصادية وقرارات دولية وتساؤلات بأن: هل الدولار سيبقى عملة احتياطية أم أن هناك عملة أخرى؟ فهذا الكلام انتشر في الاسواق بشكل ملحوظ.
ولكن اعتقد ان الاوضاع الاقتصادية في العالم تسير خلف الاقتصاد الاميركي والدليل على ذلك ان الازمة المالية العالمية بدأت في اميركا، كما ان اسعار الفائدة عندما كانت 10% وانخفضت بشكل تدريجي في اميركا للحد الادنى انخفضت ايضا اسعار الفائدة في الدول الأخرى فإن الاقتصاد الاميركي بالنسبة لاقتصادات العالم يشبه قاطرة تجر سيارات خلفها أو «رأس قطار» يجر عربات خلفه.
ولعل السر وراء ذلك ان التجارة الاميركية كبيرة فقد توسعت اميركا وتميزت في التكنولوجيا وصناعة الصواريخ والاسلحة وفي علم الفضاء وهذه العلوم انتقلت للدول الأخرى.
والولايات المتحدة الاميركية سبقت العالم في الابحاث والتكنولوجيا وصناعة الادوية وهي تمتلك سوقا كبيرا.