لم تحل الازمة الاقتصادية العالمية التي طالت بقسوة قطاع السيارات دون تقديم الشركات المنتجة لما يفوق الثمانين موديلا جديدا من السيارات التي اعتمد نصفها تقريبا على تصاميم قديمة وجدد في التصميم الداخلي.
امام هذه السيارات يقف الزوار كل يوم ليتفرجوا ويحلموا بامتلاك اجمل الجميلات رغم اشارة التوقعات الى انخفاض العدد المتوقع هذا العام الى 750 الف زائر بعد ان سجل المعرض رقما قياسيا في عدد زواره عام 2007 حيث زار مليون شخص معرض فرانكفورت. وافتتح المعرض في 17 سبتمبر ويستمر حتى27 منه. وفقد المعرض ثلث مساحته تقريبا بسبب عدم تلبية عدد من الشركات دعوة للمعرض ومنها الشركات اليابانية المهمة التي غابت للمرة الاولى في وقت ابدى فيه المصنعون في اوروبا وداخل الولايات المتحدة خشيتهم من عودة الازمة لتلف قطاع السيارات في الاشهر القادمة.
وكانت حكومات هذه البلدان منحت مساعدات مهمة لحض الافراد على شراء سيارات جديدة بدل تلك التي يملكونها بهدف مساعدة هذا القطاع المنكوب.
ومع ذلك فالتجديد يعتبر ضروريا لاستمرارية الصناعة والسيارة عليها دائما ان تكون جديدة وتبرز مفاتنها وخصوصياتها وعناصر الجذب فيها او ما تمتلكه وحدها دون غيرها امام زوار يشكل العنصر الذكوري الكم الطاغي عليهم.
وفي اجنحة السيارات الفخمة في فرانكفورت قدمت «رولس رويس» اميرة بريطانية جديدة جسدتها سيارة «غوست» (الشبح) الاخت الصغرى لرولس رويس «فانتوم» من سلسلة «اي ايكس مئتين». وكانت الشركة قدمت في معرض جنيڤ الاخير نموذجا غير مكتمل من هذه السيارة بعد أن باعت 6 نسخ حصرية من «فانتوم بيسبوك» لامراء خليجيين. وبدأت الشركة جولة على زبائنها الاكثر تطلبا وغنى عبر العالم لتعرض عليهم التصميم الجديد الذي يبقى شديد القرب من صيغ ال «اي ايكس مئتين» السابقة ويختلف في تفاصيل قمرة القيادة الاميرية الوثيرة والتي زيدت فخامة.
وتعتبر هذه السيارة الليموزين الاغلى في العالم اذ يتراوح سعرها بين 200 و300 الف يورو بحسب المواصفات الداخلية. ومن بين الاجنحة الكبيرة في معرض فرانكفورت تقليديا وهذا العام ايضا جناح سيارات بي ام دبليو الذي جدد في مفهوم المعارض عبر ادخاله لحلبة تجارب داخل الجناح نفسه وليس خارجه بينما اقامت فولكسفاغن ومرسيدس حلبات في الباحات الخارجية للمعرض. داخل هذا الجناح اثارت «بي ام دبليو اس اكس» ضجة كبيرة من حولها جراء تصميمها الفريد والرائع وتمثل هذه السيارة الاتجاهات المستقبلية لتصاميم السيارات وهي تنافس سيارة «اودي 8r» وتشبهها وكلتاهما لا زالت مشروعا للمستقبل.
فالسيارتان منخفضتان ومتشابهتان من الجانبين ما يساعد على اعطاء دينامية للسيارة ويزيد في سرعتها حيث يقلل من مقاومتها للهواء وتتحول هذه السيارة الى نوع من فراشة حين تفتح ابوابها الى فوق.
شركة اودي قدمت اكثر من سيارة جديدة بينها نموذج غير مكتمل من سيارة «اودي 8r سبايدر» التي تعتمد تقنية ثورية في نظام الكوابح وتقدم محركا يعمل وفق تكنولوجيا «تي دي اي» ما يجعل من اودي الجديدة سيارة اقتصادية رغم قوتها وسرعتها الرياضية.
وفي جناح مرسيدس الضخم تقليديا قدمت الشركة فخر صناعتها المستقبلية الموديل الجديد من سيارة «اس ال اس» الحمراء التي تنفتح ابوابها الى فوق لتصبح في شكلها مثل تمثال «ايكار» وتحتوي هذه السيارة الكوبية التي قدمت باللون الاحمر اضافة الى جمالياتها الخارجية على مواصفات فريدة جعلت منها احدى نجمات المعرض.
اما في الجناح الكبير المخصص للجميلات الايطاليات في فرانكفورت فحلت في الطليعة بين السيارات الفخمة سيارة «فيراري 458» وهي النسخة الانظف من «فيراري اف 430» وتقدم بزيادة 60 حصانا عن سابقتها ولكن بانبعاثات غازية اقل نسبتها. كما ان هذه السيارة التي تحمل البصمة الفنية للمصمم مارانيللو اخف من سابقتها بسبعين كيلوغراما واكثر رشاقة وانسيابية. ويبدأ سعر هذه السيارة من 180 الف يورو من دون الاضافات. وبجانب هذه الكبيرة يمكن ذكر صغيرة فيراري الجديدة ـ موديل 695 تريبيتو من فيراري العقرب التي يلقبها الايطاليون «لا بامبينيتا» او «الطفلة» وهي مخصصة للقيادة في المدن. اما شركة اوبل فقدمت سيارتها «فليكستريم» القريبة من «اوبل زافيرا» او «استرا» في طموحها المستقبلي وقدمت بمحركين كهربائي وآخر يعمل بالوقود اما ظاهرها فحديث جدا وانسيابي. وتفتح ابواب هذه السيارة الاعلى وتعمل بضغط الهواء والسيارة مزودة بمحرك 163 حصانا، وبطارية تعمل بأيونات الليثيوم.
وغابت شركات ميتسوبيشي ونيسان عن المعرض لكن كيا الكورية كانت حاضرة وطرحت ثلاثة موديلات جديدة في المعرض بينها سيارتها «سيبيد» التي قدمتها بالوان جذابة مستعيرة خطوطها من مزيج بجمع بين خطوط سيارة فورد فييستا الجديدة وبيجو الفرنسية بنسخها الاخيرة.
واذا كانت هذه الشركة نفذت بقوة في العالم الثالث فهي تجد صعوبة في النفاذ الى القارة الاوروبية رغم اسعارها التي لا تزاحم واقبال الزوار على مشاهدتها في فرانكفورت.