ذكر التقرير العقاري لشركة «كولد ويل بانكر العالمية» في الكويت أن الأزمة المالية العالمية التي تشرف الآن العديد من الأسواق العالمية والاقليمية على التخارج منها غيرت تماما من خريطة المدن الجاذبة للاستثمارات العقارية.
وأشار التقرير الى أن السوق العقار الكويتي بدأ يشهد تنفيذ بعض عمليات لتخارج الشركات العقارية المدرجة من أجزاء من استثماراتها العقارية المحلية، فيما تمضي شركات أخرى محلية حاليا في خططتها للتخارج من بعض استثماراتها الخارجية في المنطقة ودول الجوار أيضا والتي كانت قد بدأتها في العام 2006 وتستعد لتوجيه أموالها الى أسواق أخرى أكثر فاعلية مازالت تنتظر مراحل نمو قوية وتتمتع بالاستقرار في ذات الوقت.
من الأسواق التي ظهرت على الخريطة الجديدة للمناطق الجاذبة للاستثمارات الموجهة للقطاع العقاري السعودية ولبنان ومصر والمغرب وليبيا والسودان، حيث يأتي السوق السعودي في المرتبة الأولى، كونه يتمتع بخصائص استثمارية جذابة أهمها اعتماده على التمويل الذاتي الذي يضفي طابعا من الاستقرار والأمان، فقد قام عدد من الشركات الكويتية بالاستثمار في السوق السعودي من خلال شراء أصول عقارية في مواقع مميزة بمدينتي الرياض وجدة، وكذلك منطقة العزيزية بالخبر، ومنطقة الدمام منها أصول تجارية مدرة بعوائد ممتازة والأخرى عبارة عن أراض متنوعة للتطوير. وذكر التقرير أن السعودية تعد ضمن اقل دول المنطقة تأثرا بالأزمة المالية العالمية، بسبب تقييد التشريعات المالية لديها، وابتعاد مؤسساتها المالية عن التمويل العقاري كسلعة أساسية، ومتانة الملاءة المالية للحكومة. أما في لبنان فان حجم الطلب السنوي على الشقق السكنية يبلغ نحو 25 ألف طلب، في حين أن قطاع البناء لا يضع أكثر من 15 ألف شقة في السوق، الأمر الذي يرفع السعر بشكل طبيعي نتيجة زيادة الطلب.
ويتأثر السعر بمكان الشقة السكنية ومواصفات بنائها، وتتراوح الأسعار في مناطق الواجهة البحرية ومنطقة سوليدير وبعض مناطق بيروت مثل الاشرفية، فردان، رأس بيروت وغيرها، بين 3 آلاف و7 آلاف دولار للمتر المربع المبني. اما الطلب على الشقق والغرف الفندقية فقد ارتفع بشكل كبير هذا العام الذي شهد تزايدا في عدد السياح العرب والأجانب، وأوضح التقرير أنه خلال العامين 2004 و2005 تم عقد صفقات لاضافة 3000 غرفة جديدة، لكن بعض المشاريع ألغي والبعض الآخر تأجل بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدها لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكن العام الحالي أعاد بعض الثقة للمستثمرين، مما دفعهم الى استكمال المشاريع التي توقفت، فخلال السنتين القادمتين سيتم اضافة 2000 غرفة فندقية. وأشار الى أن وسط بيروت شهد منذ فترة قصيرة بدء أعمال البناء في فندق «غراند حياة» المتوقع أن يضم 500 غرفة، على أن يكون جاهزا لاستقبال الزوار بعد سنتين.
فيما لجأت بعض الشركات باعداد دراسات حول سوق السودان العقاري والتي أظهرت نتائجها قوة الطلب في هذا السوق للمباني السكنية والمكاتب، لاسيما في العاصمة الخرطوم التي تنخفض فيها أسعار الأراضي مقارنة مع العديد من الدول وتعتبر مناسبة للاستثمار الى جانب أن هناك العديد من الأراضي المتاحة للبيع والاستثمار التي تتميز باطلالتها على نهر النيل. أما سوق دبي فلا يتوقع له أن يعود الى فترات الرواج العقارية التي شهدها على مدار الخمس سنوات الماضية، الأمر الذي يعزز خطط الشركات التي كانت تعمل في هذا السوق للعمل في أسواق أخرى ويدفعها الى تغيير خططتها التوسعية في الخارج.