- أوباما: المجموعة أنقذت الاقتصاد من السقوط في الهاوية وخطط المجموعة لإصلاح الأسواق المالية العالمية ستخلق نظاماً مالياً أكثر أماناً من النظام السابق
مع اقتراب الاقتصاد العالمي من الانتعاش بعد أسوأ أزمة مالية في غضون سبعة عقود استغل قادة مجموعة العشرين قمتهم المنعقدة في بتسبرغ لاظهار عزمهم على الا يكرروا أخطاء الماضي بعد تعهدهم بإقامة «نموذج نمو عالمي اكثر توازنا» للحيلولة دون حصول أزمة عالمية جديدة.
وقال رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في بيانهم الختامي «سنتعاون لادارة الانتقال نحو نموذج اكثر توازنا للنمو العالمي، وأضافوا «قررنا اطلاق اطار يحدد السياسات وطريقة تحركنا سوية للتوصل الى نمو عالمي قوي، مستدام ومتوازن، موضحين «يجب ان ننتقل من المصادر العامة الى المصادر الخاصة للطلب، وان نقيم نموذجا للنمو اكثر ديمومة وأكثر توازنا في كل البلدان وان نخفض اختلالات التوازن على صعيد التنمية».
«التحرك سوياً»
وتعهد قادة مجموعة العشرين ايضا بـ «التحرك سويا» لتحديد المعايير المصرفية على صعيد الارصدة، وتطبيق معايير دولية على صعيد المكافآت، للتأكد من ان كبرى الشركات المتعددة الجنسية تتحمل مسؤولية المجازفات التي تخوضها، وقرروا ايضا اضفاء الديموقراطية على آليات اتخاذ القرار، من خلال اعطاء مزيد من الأهمية للبلدان الناشئة في المنظمات المالية الدولية، عبر نقل «5% على الاقل» من الحصص في اطار صندوق النقد الدولي و«3% على الاقل» من حقوق التصويت في البنك الدولي.
وزادوا ايضا من دور صندوق النقد الدولي في الادارة الاقتصادية العالمية من خلال زيادة قدرته على مراقبة السياسات الاقتصادية الوطنية وتنسيقها، وأعلنوا اخيرا انهم سيجتمعون مرتين في 2010 في كندا وفي كوريا الجنوبية ومرة واحدة في 2011 في فرنسا.
هذا وقد ساعد الانهيار شبه الكامل للقطاع المالي الأميركي في وول ستريت في سبتمبر عام 2008 على دفع القسم الاعظم من العالم إلى أول كساد منذ الحرب العالمية الثانية، وصارت البطالة الى ارتفاع في البلدان الغنية بينما انزلق 90 مليون آخرون الى الفقر المدقع، حيث يأملون في تشجيع تحولات مماثلة في الاقتصاد العالمي.
السقوط في الهاوية
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الأزمة الاقتصادية العالمية في حكم المنتهية حيث ذكر أن الاقتصاد العالمي أنقذ من السقوط في الهاوية وأن الأسس اللازمة للخروج من الأزمة وتجاوز آثارها وضعت بالفعل، مؤكدا القول «يجب أن نعمل معا لأن اقتصادات بلادنا مرتبطة ببعضها البعض».
وأوضح أوباما أن خطط مجموعة العشرين لإصلاح السوق من شأنها أن تخلق نظاما ماليا يكون أكثر أمانا من النظام السابق، مشيرا الى أن مجموعة الحوافز المالية التي وضعتها الحكومات في جميع أنحاء العالم لاحتواء الركود ستستمر حتى «تعود شعوبنا إلى العمل».
وذكر أن أهم الاقتصادات في العالم تريد التخلي عن المساعدات الحكومية التي تنفق في دعم الوقود الأحفوري، وقد اتفقت قمة العشرين على العمل من أجل هذا الغرض، مؤكدا على ان هذا الهدف سيسهم في تأمين الطاقة المتاحة لنا وخلق الوظائف الخضراء في المستقبل، مضيفا أن هذا الأمر سيوفر دعما إجماليا مقداره 300 مليار يورو على مستوى العالم.
من جانبها قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أنه يتعين أن تعطي الاتفاقات التي تتم صياغتها في إطار مجموعة العشرين في بتسبرغ الشعوب الثقة في أن «هذه الازمة لن تتكرر ثانية».
من جانبه دعا الرئيس الصيني هو جينتاو زعماء العالم لاستغلال مجموعة العشرين لمعالجة أصعب المشكلات الاقتصادية ودفع مسار التعافي، وقال إن الاتفاق العام لايزال ضروريا كوقود للتعافي العالمي غير أنه رفض في الوقت نفسه الحمائية وسط خلافات مع الولايات المتحدة بشأن التعريفة الجمركية على الإطارات.
كبح المخاطر
ووافق القادة على مجموعة من الاصلاحات المالية التي تستهدف كبح المخاطر المتزايدة التي تقدم عليها البنوك وثمة خطة للمعايير الدولية ستجعل أجر المدير يعتمد بشكل أكبر على الانجاز.
كما تستهدف الحكومات رفع قيمة رأس المال الذي يتعين على البنوك الاحتفاظ به بما يضمن استقرارها ومرونتها في مواجهة الخسائر.
من جهة أخرى شارك اكثر من 4 آلاف متظاهر بحسب الشرطة في مسيرة هادئة يوم الجمعة الماضي في مدينة بيتسبرغ للتعبير عن معارضتهم لسياسات مجموعة العشرين، غداة صدامات ادت الى اعتقال العشرات، وامتد موكب يضم خليطا متنوعا من المتظاهرين على اكثر من كيلومتر في جو مرح يجمع بين صوت طبول المدافعين عن البيئة المستائين من سياسات مجموعة العشرين، ودعاة السلام ومحاربين سابقين في العراق او حتى رهبان بورميين وتيبتيين للاحتجاج على الاحتلال الصيني، على حد قولهم.
المصارف المركزية يمكن أن تحد من قيمة المكافآت
بيتسبرغ ـ ا.ف.پ: أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان قادة مجموعة العشرين اتفقوا على ان تتمكن المصارف المركزية لأكبر الاقتصادات المتطورة والناشئة من «الحد من القيمة الإجمالية للمكافآت في المصارف».
وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي عقده في ختام القمة «سررت جدا بما قررناه» في مجموعة العشرين في بيتسبرغ، مضيفا «هناك اجماع على الحؤول دون تكرار اخطاء الماضي، واوضح الرئيس الفرنسي ان «ثلاث نقاط أساسية» قد «تقررت»: «قواعد مؤتمر بال 2 (التي تنظم الانشطة المصرفية من خلال تحديد مستوى ارصدتها على سبيل المثال لدرء المخاطر) ستطبق في كل مكان»، بلدان مجموعة العشرين متفقة ايضا «على المطالبة بأن تزيد ارصدتها المصارف التي تقوم بأنشطة تنطوي على مجازفة»، وأخيرا اخذ برأي فرنسا «حول مسألة المكافآت» وخصوصا «منع المكافآت المضمونة ما يفوق السنة» ووضع «منظومة للمكافآت الاضافية».
..والمجموعة تتفق على نقل 5% على الأقل من الحصص
بيتسبرغ ـ ا.ف.پ: أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس ان قمة مجموعة العشرين اتفقت على نقل «5% على الاقل» من حصص صندوق النقد الدولي الى «البلدان النامية والمتطورة الفعالة».
ويرمي هـــذا القرار الذي اتخـــذ في بيتسبرغ (الولايات المتحدة) الى تأمين اعادة تـــوازن من خلال منح مــزيد من الأصوات الى البلدان غير الممثلة في الوقت الراهن تمثيلا كافيا، وستدعو مجموعة العشرين ايضا البلدان الاعضاء الـ 186 في صندوق النقد الدولي الى التصديق على الإصلاح الذي تقرر في 2008 والذي بقي حبرا على ورق لأن عـــددا كافيا من البلدان لم يصدق عليه.
وقال ستروس في بيان ان «هذا القرار التاريخي وبروز مجموعة العشرين بصفتها منتدى مركزيا للتعاون الاقتصادي الدولي سيرسيان الأسس لشراكة عميقة في السياسة الاقتصادية العالمية، مضيفا ان التوزيع الجديد للحصص سيبقى قيد التفاوض.
أبرز النقاط الواردة في البيان الختامي لقادة مجموعة العشرين
بيتسبيرغ ـ أ.ف.پ: فيما يلي ابرز النقاط الواردة في البيان الختامي لرؤساء دول وحكومات البلدان الصناعية والناشئة في مجموعة العشرين، الذي صدر الجمعة بعد اجتماعهم في بيتسبرغ بالولايات المتحدة بحسب ترجمة قدمها الوفد الفرنسي:
شروط الانتعاش: «نجتمع في هذا الوقت الانتقالي العصيب بين الازمة والانتعاش لطي صفحة عهد من عدم المسؤولية وتبني جملة تدابير وقواعد وإصلاحات ضرورية لتلبية احتياجات الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين»، «ان الشعور بعودة (الوضع) الى طبيعته يجب الا يقودنا الى الافراط في الثقة، ينبغي علينا ان ننتقل من مصادر عامة الى مصادر خاصة للطلب، وإقامة نموذج نمو اكثر ديمومة واكثر توازنا في جميع البلدان والحد من انعدام التوازن في التنمية».
ضبط النظام المالي: «قررنا السهر على ان لا تنطوي انظمتنا لضبط المصارف والمؤسسات المالية الأخرى على التجاوزات التي أدت الى الازمة، ولن نسمح بعودة الممارسات المصرفية السابقة حيث أدى عدم التبصر وغياب المسؤولية الى الازمة، التزمنا بالعمل معاً لرفع المعايير في مجال رؤوس الاموال ولوضع معايير دولية صارمة في مجال المكافآت بغية وضع حد للممارسات التي أدت الى مجازفات مفرطة، ولتحسين سوق المنتجات (المالية) الفرعية ولانشاء أدوات اقوى من اجل ضمان ان تتحمل الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى مسؤولية المجازفات التي تتخذها».
إصلاح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي: «ان صندوق النقد يجب ان يقوم بدور أساسي في تشجيع الاستـــقرار المالي العالمي وإعادة توازن النمو، نطلب من صنـــدوق النقـــد الدولـــي مساعـــدة وزراء ماليتنا وحكــام مصارفنا المركـــزية في هذه العملية للتقويم المشترك ان وزراء ماليتنا وحكام مصارفنا المركزية سيحددون هذه العملية بشكل اوضح اثناء اجتماعهم في نوفمبر وسنضع حصيلة نتائج هذا التقويم الاول المشترك اثناء قمتنا المقبلة».
استمرار مجموعة العشرين: «حددنا مجموعة العشرين كمنبر ذي اولوية لتعاوننا الاقتصادي العالمي، وأخيرا اتفقنا على تنظيم قمة في كندا في يونيو 2010 واخرى في كوريا الجنوبية في نوفمبر 2010، وننوي الاجتماع كل سنة بعد ذلك وسنلتقي في فرنسا في 2011».
ميركل «أقل تشاؤماً»: اقتصاد ألمانيا سينكمش 5% العام الحالي
برلين ـ رويترز: قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أكبر اقتصاد في أوروبا سينكمش 5% هذا العام. وهذه تقديرات أقل تشاؤما بقليل من توقعاتها السابقة.
واضافت ميركل، في تصريحات خلال مشاركتها في مجموعة العشرين، ان الاقتصاد الالماني «سيشهد تراجعا بنسبة 5% ولم يحدث لنا هذا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية»، وكانت ميركل قالت من قبل إن الناتج المحلي الإجمالي قد ينكمش ما بين 5 و6%.
من جهة اخرى، اعلن كبير المفاوضين الاميركيين لقمة مجموعة العشرين انه ستكون هناك حاجة «لمجموعة كبيرة» من السياسات للمساعدة في اصلاح الخلل في الاقتصاد العالمي.
وقال مايكل فورمان المساعد بالبيت الابيض انه غير متأكد مما اذا كانـــت قضـــية العملات طرحت خلال تلك المباحثات.
واضاف ايضا انه لم يتم اتخاذ قرار بشأن ما اذا كان زعماء مجموعة العشرين بحاجة للاجتماع مرة اخرى قبل محادثات التغير المناخي المزمع عقدها في ديسمبر المقبل، لكنه قال انهم اتفقوا على ان يظلوا على اتصال وثيق بشأن هذه القضية.
الوساطة:اجتماع مجموعة دول العشرين تسبب في تراجع الدولار أمام جميع العملات
قال التقرير الأسبوعي للمجموعة الدولية للوساطة المالية في رصده لحركة أسواق المال العالمية إن اجتماع مجموعة دول العشرين طغى على احداث الاسبوع الاقتصادية برغم الاعلان عن بعض البيانات الاقتصادية السلبية التي هوت باسواق الاسهم الأميركية خلال الاسبوع، واظهرت مسودة بيان اجتماع بيتسبرغ ان مجموعة دول العشرين ستتحول الى منتدى لادارة شؤون الاقتصاد العالمي مما يعطي دورا أكبر لقوى صاعدة مثل الصين والهند وان دول المجموعة والتي تشكل اقتصادياتها 90% من الاقتصاد العالمي ستطبق قواعد أكثر صرامة بشأن رؤوس اموال البنوك بحلول نهاية 2012.
كما تعهدت دول العشرين بالابقاء على سياسات الدعم الاقتصادي حتى يتم تعافي الاقتصاد العالمي من اثار الازمة وهو ما فسرته الاسواق على انه الابقاء على اسعار الفائدة المنخفضة، الأمر الذي دفع بالدولار للتراجع امام العملات الرئيسية وبالاخص الين.
وساهمت بيانات اقتصادية ضعيفة في تراجع اسواق الاسهم الأميركية حيث صرحت الحكومة الأميركية بأن الطلبيات الجديدة على السلع المعمرة بالولايات المتحدة انخفضت بشكل مفاجئ في أغسطس مسجلة أكبر نسبة تراجع منذ سبعة أشهر بعد هبوط طلبيات الطائرات التجارية.
وقالت وزارة التجارة ان طلبيات السلع المعمرة انخفضت بنسبة 2.4% وهو أكبر انخفاض منذ يناير مقارنة مع ارتفاع بنسبة 4.8% في يوليو، كما ارتفعت مبيعات المساكن الأميركية باقل من المتوقع خلال اغسطس حيث أظهرت بيانات حكومية يوم الجمعة ان مبيعات المساكن الجديدة لاسرة واحدة في الولايات المتحدة قفزت بنسبة 0.7% الى مستوى سنوي قدره 429 ألفا لكن الزيادة جاءت أقل من توقعات السوق التي كانت تشير الى مستوى يبلغ 440 ألف وحدة.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التعاملات في وول ستريت الجمعة منخفضا 42.25 نقطة أي بنسبة 0.44% الى 9665.19 نقطة بينما أغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا منخفضا 16.69 نقطة أو 0.79% الى 2090.92 نقطة. وسجلت المؤشرات اسوأ اداء اسبوعي منذ اوائل يوليو، وانهى داو جونز الاسبوع على خسائر قدرها 1.6% في حين هبط ناسداك 2%.
حركة العملات
وفي أسواق الصرف العالمية تراجع الدولار يوم الجمعة بعدما أفادت مسودة بيان ختامي لزعماء مجموعة العشرين بأن اجراءات التحفيز الاقتصادي ستظل قائمة في الوقت الحالي فيما يشير الى أن أسعار الفائدة بما فيها الاسعار الأميركية ستظل منخفضة. وتراجع الاسترليني الى أدنى مستوى منذ شهور مقابل العملة الأميركية واليورو والين مع استمرار اقبال المتعاملين على بيع العملة البريطانية بعد يوم من تسليط محافظ بنك انجلترا المركزي ميرفين كينج الضوء على الفوائد التي تعود على الاقتصاد من ضعف الجنيه. وارتفع اليورو 0.2% الى 1.4685 دولار بعدما تراجع في وقت سابق من التعاملات الى 1.4614 دولار. وتراجع الدولار 0.8 % مقابل الين الى 90.60 ينا قرب أدنى مستوى خلال اليوم بلغ 90.53 ينا.
النفط والمعادن
وفي أسواق النفط العالمية أغلقت اسعار النفط للعقود الآجلة على ارتفاع طفيف يوم الجمعة بعد أن غطى توتر بشأن برنامج ايران النووي وتحسن في ثقة المستهلك في أميركا على شكوك حول قوة الانتعاش الاقتصادي وارتفاع مخزونات الوقود. وأنهى الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم نوفمبر جلسة التعاملات في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) مرتفعا 13 سنتا الى 66.02 دولارا للبرميل. وفي وقت سابق من الجلسة قفز النفط أكثر من دولار بعد ان اتهم الرئيس الأميركي باراك اوباما ايران العضو في منظمة أوپيك ببناء محطة سرية للوقود النووي وطالب طهران بأن توقف على الفور ما سماه «تحديا مباشرا» للمجتمع الدولي.