- السوق تشبع بشركات المكملات..وأتوقع خروج بعضها خلال العامين المقبلين
- المنافسة الشرسة دفعت شركات لمغادرة السوق بأول شهرين
- تضارب الرقابة بين «التجارة» و«الصحة» على المكملات الغذائية
- لا توجد آلية لتنظيم بيع المكملات رغم بيعها بالسوبر ماركت بالخارج
يوسف لازم
بيزنس مختلف تصرف فيه الأموال في الكويت بأسعار ضخمة مقارنة بباقي دول العالم، وسط قفزات في عدد الشركات العاملة فيه بلغت 3 اضعاف خلال الخمس سنوات الماضية: انها تجارة المكملات الغذائية من البروتينات والفيتامينات وحبوب التخسيس والوجبات الصحية.
هذه التجارة الرائجة والنمو القوي دفعت «الأنباء» للتعرف على سر هذه الصناعة في مقابلة مع مدير عام شركة «هيلث هاوس» للمكملات الغذائية محمد بوخمسين، التي تعتبر شركته من الشركات حديثة التأسيس في هذا السوق. ويقول بوخميسين ان سوق المكملات الغذائية مر بأسوء فترة مبيعات خلال شهري ابريل ومايو الماضيين، خصوصا مع زيادة عدد الوكالات التي وصلت إلى 70 وكالة في الكويت، بعد أن أصبح الحصول على وكالة مكملات غذائية اليوم امرا سهلا حيث يكلف نحو 1000 دينار فقط أي أرخص من اقتناء سيارة اقتصادية. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
حدثنا عن شركتكم وموقعها في السوق الكويتي؟
٭ شركة «هيلث هاوس» حديثة التأسيس فقد تأسست عام 2013 في اول فرع لها بمنطقة شرق تحت مظلة مجموعة شركات بوخمسين القابضة، وقد تولدت لدي الفكرة منذ عام 2005 بدخول هذا المجال وظلت الفكرة موجودة حتى اتى الوقت المناسب في عام 2013 حيث إن الطلب على المكملات الغذائية اصبح في ازدياد والشركات الموجودة في الكويت حتى ذلك الوقت لم تتمكن من تلبية كل احتياجات السوق سواء من ناحية الاسعار او الجودة. فاصبح هناك فراغ في السوق رغم وجود 4 او 5 شركات في ذلك الوقت، إلا ان المستهلكين كانوا يفضلون الطلب من المواقع الاجنبية على الشراء من السوق المحلي بسبب غلاء الاسعار وعدم ضمان جودة المنتجات.
من هنا، قررنا الدخول في المنافسة من خلال استقطاب أحد اكبر الشركات الاوروبية وضخ منتجاتها بالسوق في وقت كان السوق لا يعرف سوى المنتجات الأميركية.
ما المخاطر التي واجهتكم في سوق المكملات الغذائية؟
٭ واجهتنا البيروقراطية في تخليص رخصة المحل والتي تحتاج إلى 4 اشهر تقريبا لاستخراجها رغم استعدادنا للافتتاح خلال شهر، لذلك تكبدنا خسائر 3 اشهر ندفع ايجار المحلات لاستخراج ورقة، كما واجهنا تضارب القرارات ما بين وزارة الصحة ووزارة التجارة حيث ان الرقابة متشابكة في هذا التخصص ما بين الوزارتين، مقابل ان عمان والبحرين ودبي يتم استخراج الرخصة في يوم واحد، وللاسف يوجد لدينا في الكويت عقلية مختلفة في الجهات الحكومية بالتعامل ولا توجد آلية منظمة لمتابعة السوق، في حين أن اغلب دول العالم تبيع المكملات الغذائية بالسوبر ماركت، بينما في الكويت ما زالت محاصرة لعدم وجود آلية تنظمها.
ما حجم حصتكم السوقية في بيع المنتجات البروتينية ومكملاتها؟
٭ حصتنا السوقية غير واضحة بعد ربما وصلنا الآن إلى 7% لكن هناك منافسة في ظهور شركات جديدة. صحيح ان هناك قوة شرائية لكن التعداد السكاني محدود خصوصا أن السوق الكويتي يعاني من الاغراق والتشبع في منتجات المكملات الغذائية وهي موضة ظهرت في السنوات الأخيرة ومستمرة في النمو، وعدد الشركات التي تعمل في نفس مجالنا اكثر من 15 شركة أي ان هناك نحو 60 فرعا للمكملات الغذائية في سوق صغير مثل الكويت، بالتالي اتوقع خروج العديد من شركات السوق الكويتي خلال سنتين لعدم قدرتها على الاستمرارية بسبب تكدس المخزون وتاريخ الصلاحية يجبرها على تخفيض الاسعار لبيعها قبل ان تنتهي، وقد لاحظنا فعلا خروج بعض الشركات من السوق وإحدى هذه الشركات كانت اول واقدم شركة في الكويت، ولكن لم تتمكن من الاستمرار في المنافسة. وهناك شركات غادرت السوق بعد شهرين فقط من افتتاحها!
هل لديكم عقود مع أي جهات كبرى في المكملات الغذائية؟
٭ لدينا تعاملات مشتركة مع عدة جهات، ابرزها: الاندية الرياضية في الكويت، لأن منتجاتنا آمنة للرياضين وفعالة وخالية من المنشطات والمواد المحظورة، واغلب الرياضيين ولاعبي الاندية هم زبائن شركة «هيلث هاوس».
ما المنتجات الاعلى مبيعا؟
٭ الشباب تجذبهم المنتجات التي تعطي طاقة وقوة اكبر لبناء وابراز عضلاتهم، اما البنات فتجذبهم منتجات التخسيس والجمال بشكل عام، وهنا نستشهد بصحيفة «نتريشن بيزنس جورنال» الأميركية التي اكدت ان حجم صناعة المكملات الغذائية في 2015 بلغت 36.7 مليار دولار أي ما يعادل 11.250 مليار دينار.
ما نسبة نموكم السنوي؟
٭ لدينا ملاءة مالية حققناها خلال 3 سنوات وما زلنا نحقق نموا في مستوى مبيعاتنا وهذا مؤشر جيد في ظل تراجع مبيعات الاسواق بشكل عالمي واقليمي ومحلي نظرا إلى إغراق السوق بالمكملات الغذائية، وخلال شهري ابريل ومايو الماضيين مرت على سوق المكملات الغذائية اسوء فترة مبيعات نظرا إلى حالة الجمود التي حدثت في السوق، خصوصا مع زيادة عدد الوكالات التي وصلت إلى 70 وكالة في الكويت فقط!، حيث اصبح بامكان أي شخص اليوم برأسمال 1000 دينار ان يوقع عقد وكالة مع الشركات الجديدة التي تتمنى ان تجد زبونا يخفف ما لديها من مخزون متكدس، ولا يخفى على احد ان الحصول على وكالة مكملات غذائية اليوم اصبح اسهل من اقتناء سيارة اقتصادية، فوضع المنافسة اصبح متغيرا والبقاء للأفضل.
ما معدل هامش الربح بسوق المكملات الغذائية؟
٭ لنتحدث بشكل عالمي لأن السوق الكويتي لا يمكن مقارنته مع السوق الاميركي او الاوروبي، على مدى 10 إلى 15 سنة الماضية، شهدت مبيعات في التغذية والمكملات الغذائية في السوق العالمي ارتفاعا غير مسبوق، وقد شجع هذا الارتفاع عدد من اللاعبين الجدد للدخول إلى سوق منتجات المكملات الغذائية، مقابل قوة شرائية تزداد بسبب تقدم السكان في العالم بالعمر ومدى حاجتهم للمكملات الغذائية لعلاج الشيخوخة والزهايمر وعمليات التكميم وغيرها من الامراض الصحية، لذلك مبيعات الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية والأعشاب ارتفعت حتى نهاية النصف الاول من 2016 بنسبة ما بين 5 و6%، لذلك هامش الربح في تلك المنتجات بدأ يتقلص، بعد ان كان يتراوح ما بين 400 إلى 800% عام 2010، أما الآن فتقلص ليصل ما بين 400% إلى 200% في أسوء احواله، ونحن نصنف انفسنا مبتدئين وحديثي العهد في السوق ونتطلع إلى جذب شريحة كبيرة من السوق.