- الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيات يبين مدى الإهدار في السنوات قبل انخفاض الأسعار
- استخدام بيانات هائلة لتحسين التنبؤ باحتياجات الشركات أسلوب آخر لخفض التكاليف
تعمل شركات النفط الكبرى مثل شتات أويل وشل وشيفرون على تجربة تكنولوجيات مختلفة من الطائرات بدون طيار وتصميمات الحفر إلى إدارة البيانات وذلك من أجل خفض التكاليف واجتياز فترة التراجع الحاد في سوق النفط.
ولأن الشركات عازمة على عدم المساس بتوزيعاتها النقدية والحفاظ على البنية التحتية التي ستسمح لها مستقبلا بالمنافسة وبالنمو إذا ما استردت السوق عافيتها فقد أصبحت تتطلع بشكل متزايد لاستخدام التكنولوجيات والتصميمات المتقدمة من أجل تحقيق الوفورات.
وقالت شركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط والغاز إنها تستخدم الآن طائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات تفقد تفصيلية لبعض حقولها النفطية في أعقاب تجربة أجريت على منصاتها البحرية إلجن/فرانكلين في بحر الشمال.
وأشارت شركة سايبرهوك للطائرات دون طيار التي أدارت التجربة إلى إن هذا النوع من الأعمال كان مهندسون ينفذونه من قبل وهم مربوطون بحبال على ارتفاعات عالية.
وأضافت أن هذه العملية كانت تتطلب سبع رحلات منفصلة مدة كل منها أسبوعان بفريق مؤلف من 12 فردا يتم نقله جوا وتهيئة الموقع لإقامته فيه.
أما الطائرات بلا طيار فتنجز هذا العمل في يومين بعشر التكلفة تقريبا وفقا لتقدير مالكوم كونولي مؤسس الشركة البريطانية الذي قال إن الشركة نفذت أعمالا أيضا مع شركات إكسون موبيل وشل وكونوكو فيليبس وبي.بي.
وامتنعت توتال عن التعليق على طول المدة التي كان المهندسون يستغرقونها في إنجاز الأعمال المطلوبة أو تحديد حجم ما تحقق من وفر.
ويمثل حقل يوهان سفيردروب العملاق التابع لشركة شتات أويل وهو أكبر حقل نفطي يكتشف في بحر الشمال منذ نحو 30 عاما مثالا بارزا على خفض التكاليف في عصر النفط الرخيص. ومن المقرر أن يبدأ انتاج هذا الحقل عام 2019.
ويقول مديرون تنفيذيون: إن الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيات الموجودة منذ فترة يبين مدى الإهدار الذي كانت الصناعة العالمية تعاني منه في السنوات التي سبقت انخفاض الأسعار.
فعندما كانت أسعار النفط الخام أعلى من 100 دولار للبرميل وتحقق أرباحا وفيرة لم يكن لدى الشركات حافز يذكر للعمل على تطوير الحقول بدرجة أعلى من كفاءة الأداء.
أساليب جديدة
كما طورت شتات أويل طريقة للحفر تستخدم كدليل في حفر الآبار الثماني الأولى في الحقل. وقالت إنها قللت وقت الحفر الإجمالي بأكثر من 50 يوما الأمر الذي وفر نحو 150 مليون كرونة عن كل بئر انتاجية بالمقارنة مع التكاليف القائمة على أساليب الحفر لعام 2013.
وقالت أوفروم «أكبر عامل (في تحقيق الوفر) وبفارق كبير كان هو التبسيط.
أي التفكير بقدر أكبر من البساطة والبدء بالأساسيات ثم الإضافة إليها بدلا من البدايات الكبيرة جدا.» ولم تستطع الشركة تحديد رقم لما تحقق على المستوى العام من وفورات بفعل استخدام التكنولوجيا والتصميمات المحسنة.
لكنها قالت إن المشروعات التي من المقرر أن تبدأ الانتاج بحلول عام 2022 ستتمكن من تحقيق ربح إذا كان سعر النفط 41 دولارا للبرميل انخفاضا من 70 دولارا للبرميل في عام 2013 وذلك بفعل عوامل من بينها مثل هذه الابتكارات.
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن الإنفاق في قطاع المنبع - أي التنقيب والإنتاج - في مجال النفط والغاز انخفض بأكثر من 300 مليار دولار عموما في 2015-2016 أي ما يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي السنوي لجنوب أفريقيا.
وقالت الوكالة إن حوالي ثلثي هذا المبلغ مصدره تخفيضات في التكاليف لا إلغاء مشروعات.
بيانات هائلة
ومن الأساليب الأخرى التي تدرسها شركات النفط لخفض التكاليف استخدام ما لديها من بيانات هائلة لتحسين التنبؤ باحتياجاتها.
ومنذ انخفاض أسعار النفط بدأت شركات من بينها شل واكسون موبيل وشتات أويل استخدام برامج كمبيوتر يمكن من خلالها معالجة البيانات بشكل أفضل لخفض الهدر في طلبيات مواد البناء.
ووجدت بعض الشركات أن لديها فائضا كبيرا من هذه المواد ومنيت بخسائر ضخمة لأن قيمة إعادة بيعها كانت أقل كثيرا بل واضطر بعضها في بعض الحالات لدفن المواد غير المطلوبة وذلك وفقا لما ذكرته شركة انترجراف التابعة لشركة هكساجون السويدية التي تطور مثل هذه النظم لعملائها في صناعة النفط.
وقال باتريك هولكومب نائب الرئيس التنفيذي لشركة انترجراف «في السابق كان المعمول به في الصناعة طلب مواد إضافية بنسبة 3 إلى 5% زيادة على المطلوب وهو ما يعد مبلغا كبيرا من المال في مشروع قيمته مليار دولار».
وأضاف أن تحسين إدارة البيانات ساعد شركات النفط على تفهم حجم المواد المطلوبة بالضبط ومواعيد تسليمها، الأمر الذي قلص الزيادة إلى 0.2 أو 0.3%.