أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) امس استعدادها لعقد مؤتمرها الوزاري في فيينا اليوم الأربعاء وسط آمال بالتوصل الى تسوية تضمن خفض مستويات الإنتاج لدعم الأسعار التي تطمح اليها الدول الأعضاء.
وذكرت مصادر مطلعة بالمنظمة أن المشاورات الأخيرة التي جرت بين وزراء نفط المنظمة وجولات الأمين العام لـ «اوپيك» في الدول الأعضاء قد تثمر اعتماد اتفاق خفض الإنتاج الهادف الى القضاء على تخمة المعروض من النفط في السوق العالمية ورفع مستوى الأسعار.
واضافت ان مسؤولي المنظمة يعملون على صياغة تفاصيل خطتهم للحد من إمدادات النفط والعمل على تقليص هوة الخلافات بشأن بعض الأمور العالقة في مبادرة على إحراز تقدم في استكمال أول اتفاق من نوعه للمنظمة منذ عام 2008.
واوضحت ان جهود المنظمة حاليا تتركز على السعي من اجل اقناع كل من ايران والعراق للانضمام الى الاتفاق المقترح بعد ان طالب العراق بإعفائه من الالتزام بالاتفاق القادم بسبب أوضاعه الداخلية الصعبة ورغبة ايران في ضخ مزيد من النفط لتعويض خسائرها جراء العقوبات الدولية.
وكانت محافظ الكويت لدى «أوپيك» نوال الفزيع قالت أمس ان اجتماع مجلس محافظي المنظمة في فيينا أوصى بخفض انتاج المنظمة من النفط.
وأوضحت الفزيع ان اجتماع مجلس محافظي المنظمة الليلة قبل الماضية قرب وجهات النظر بين الدول الاعضاء ويعتزم رفع توصيات الى الاجتماع الوزاري المقرر اليوم الاربعاء بشأن كيفية تطبيق قرار اتفاق الجزائر في سبتمبر الماضي بخفض انتاج النفط.
واضافت ان الاجتماع ناقش بشكل مستفيض جملة من المسائل من بينها اوضاع سوق النفط الحالية والتوقعات للفترة المتبقية من العام الحالي وعام 2017 كما شكل فرصة لبلورة اتفاق الجزائر والذي يقضي بخفض الانتاج الى 32.5 مليون برميل و33 مليون برميل يوميا بدلا من 333.6 مليون برميل يوميا.
وكان وزير الطاقة القطري والرئيس الحالي لمنظمة «أوپيك» محمد السادة أكد أن المطلوب من إيران والعراق تثبيت إنتاج النفط عند المستويات الحالية في إطار اتفاق أوسع نطاقا للحد من الإنتاج، موضحا ان هناك مباحثات مع البلدين حول شتى السبل والوسائل للتوصل إلى تفاهم مشترك.
من جهة اخرى، اكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح وجوب خفض المنظمة إنتاج النفط إلى 32.5 مليون برميل لتحقيق التوازن في السوق، معربا عن اعتقاده أن السوق تتجه إلى التوازن وأن «الوصول إلى تفعيل لسقف 32 مليونا ونصف المليون برميل يوميا سيعجل بذلك التعافي وسيكون لصالح المنتجين والمستهلكين».
وفيما يتعلق بروسيا وهي أكبر منتج للنفط خارج «أوپيك» قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده مستعدة لدعم قرار المنظمة بتثبيت إنتاج النفط وإنها ترى فرصة جيدة لاتفاق المنظمة على شروط التثبيت بنهاية الشهر الجاري.