قال التقرير الأسبوعي للمجموعة الدولية للوساطة المالية في رصده لحركة أسواق المال العالمية ان التخوف من التضخم نتيجة استمرار تراجع الدولار وارتفاع أسعار السلع الأولية والمعادن الى مستويات قياسية دفع السلطات الأميركية الى التذكير بانها مستعدة للبدء بالتشدد في سياستها النقدية بعد التأكد من عودة الاقتصاد الأميركي للانتعاش.
وكان الدولار قد تعرض لمزيد من الضغوط مع الإعلان عن ان عجز الموازنة الأميركية قد بلغ 1.4 ترليون دولار خلال السنة المالية 2009 وهو الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة وبلغت نسبته نحو 10% من الناتج المحلي. ومع تراجع الدولار ارتفع الذهب الى أعلى مستوياته على الاطلاق متخطيا 1060 دولارا للاونصة في حين استفاد النفط من تحسن توقعات الطلب العالمي ليتخطى حاجز الـ 72 دولارا للبرميل.
ولم تتوان الصين في ابداء قلقها من وضع الدولار حيث أضحى مقلقا للعديد من الدول وسارعت الى الاعلان عن ضرورة اصلاح النظام النقدي للعالم ليكون اكثر استقرارا كما تحدثت انباء عن اجتماع دول أوپيك الخليجية للتباحث في شأن تخليها عن الدولار وهو ما نفته تلك الدول على لسان مسؤوليها. وكان نجم الاسبوع بلا منازع هو الذهب الذي استفاد من تراجع الدولار مسجلا مستويات قياسية جديدة وذلك بفضل دخول الصناديق الاستثمارية لشراء الذهب مع استمرار فورة انتعاش الاسعار حيث تتزايد التوقعات حول ارتفاع الذهب الى مستوى 1100 دولار للاونصة.
حركة الأسهم
وفي أسواق الاسهم الأميركية صعدت الاسهم يوم الجمعة مع توقع المستثمرين انباء ايجابية في تقارير ارباح الشركات الاسبوع المقبل بينما أعطت تعليقات متفائلة من شركات للوساطة المالية دفعة لأسهم التكنولوجيا.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التعاملات في وول ستريت مرتفعا 78.07 نقطة أي بنسبة 0.80% الى 9864.94 نقطة. وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا مرتفعا 15.35 نقطة أو 0.72% الى 2139.28 نقطة. وساعد هذا الاسهم الأميركية على تسجيل افضل اداء اسبوعي منذ منتصف يوليو. وينهي داو جونز الاسبوع على مكاسب قدرها 4% في حين بلغت مكاسب ناسداك 4.5%.
وفي أسواق الصرف العالمية ارتفع الدولار امام معظم العملات الرئيسية يوم الجمعة بعدما قال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي ان البنك المركزي الأميركي سيكون مستعدا لتشديد السياسة النقدية مع استتباب الانتعاش الاقتصادي. وعوض الدولار الأميركي ـ الذي تراجع أغلب أيام الاسبوع ـ بعض خسائره مقابل اليورو يوم الجمعة وارتفع من أدنى مستوى في ثمانية أشهر ونصف الشهر مقابل الين الذي كان هبط اليه في وقت سابق هذا الاسبوع. ورغم مكاسب يوم الجمعة يظل الدولار منخفضا أمام سلة من العملات الرئيسية مقارنة مع الاسبوع الماضي.
وقال برنانكي مساء الخميس الماضي في حين أن الدعم الواسع من البنك المركزي الأميركي للاقتصاد سيكون ضروريا على الارجح لبعض الوقت فانه سيتعين على مجلس الاحتياطي سحب تلك الاجراءات مع تحسن الاقتصاد لتفادي التضخم. وخفض المجلس أسعار الفائدة لتقترب من 0% وضخ مئات المليارات من الدولارات في النظام المالي للمساعدة في تعزيز الاقتصاد. وارتفع مؤشر الدولار ـ الذي يقيس اداء العملة الأميركية امام سلة من ست عملات رئيسية ـ بنسبة 0.6% ليسجل في أواخر التعاملات في سوق نيويورك 76.430 مقارنة مع أدنى مستوى في 14 شهرا البالغ 75.767 والذي سجله يوم الخميس الماضي. وينهي المؤشر الاسبوع منخفضا 0.8%.
وامام العملة اليابانية ارتفع الدولار 1.6%الى 89.80 ينا مسجلا أكبر مكاسب ليوم واحد في شهرين. وتراجع اليورو 0.5% الى 1.4722 دولار من أعلى مستوى في أسبوعين الذي قفز اليه امس والبالغ 1.4815 دولار.
وفي أسواق النفط العالمية أغلقت اسعار النفط للعقود الآجلة على ارتفاع يوم الجمعة بعدما غطت توقعات ايجابية من وكالة الطاقة الدولية للطلب على مكاسب للدولار الأميركي.
وأنهى الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم نوفمبر جلسة التداول في بورصة نايمكس بنيويورك مرتفعا 59 سنتا عند 72.28 دولارا للبرميل بعد ان تراوح في نطاق بين 70.62 دولارا و72.35 دولارا. وفي لندن صعد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 68 سنتا ليغلق على 70.45 دولارا للبرميل. وزادت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2010 وايضا للفترة الباقية من العام الحالي. وجاءت هذه الخطوة بعد ان رفعت ادارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت سابق من هذا الاسبوع افتراضاتها للطلب في 2010 وهو ما زاد التوقعات لتحول اقتصادي قد يعزز استهلاك الوقود.
وفي أسواق المعادن الثمينة تراجع الذهب عن 1050 دولارا للاونصة يوم الجمعة مع ارتفاع الدولار ليقطع المعدن النفيس موجة صعود وصلت بالسعر الى مستويات غير مسبوقة لثلاثة أيام متتالية. وكان الذهب لامس في المعاملات الفورية يوم الخميس الماضي مستوى 1061.20 دولارا للاونصة حيث عزز ضعف الدولار جاذبية المعدن الاصفر كأداة تحوط. لكن الدولار ارتفع في معاملات يوم الجمعة بعدما لمح مجلس الاحتياطي الاتحادي الى احتمال تضييق السياسة النقدية مما ساهم في انتشال العملة الأميركية من أدنى مستوياتها في 14 شهرا مقابل سلة عملات. والى جانب علاقته العكسية مع الدولار ساهمت أيضا المخاوف بشأن التضخم في ارتفاع الذهب الى مستويات تاريخية هذا الاسبوع.