هشام أبوشادي
تراجعت كل المؤشرات العامة لسوق الكويت للاوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس وذلك بفعل عمليات البيع الملحوظة التي سيطرت على آلية تداولات البورصة، وهذا يعود الى ردود الافعال والتحليلات المتباينة لاعلان مجموعة الاوراق المالية انها تدرس شراء جزء او كل حصة الهيئة العامة للاستثمار في زين ومدى انعكاس ذلك على صفقة بيع 46% من اسهم الشركة لتحالف هندي ـ ماليزي.
ففي بداية التداولات، شهدت البورصة ارتفاعا محدودا مع ضعف نسبي في حركة التداول بشكل عام، الا ان السوق تحول الى الهبوط بوتيرة محدودة، لكن بعد مرور ساعة ونصف الساعة من فترة التداول ازدادت عمليات البيع بشكل ملحوظ على مختلف الاسهم، خصوصا على اسهم بعض الشركات القيادية، الامر الذي دفع صغار المتداولين لبيع اسهم الشركات الرخيصة وفي الوقت نفسه الاحجام عن الشراء الى ان تتضح الرؤية حول الاعلان الاخير لمجموعة الاوراق المالية ومدى انعكاس ذلك على صفقة بيع 46% من اسهم زين والتي يبدو انها لن تتأثر، خاصة ان مجموعة الخرافي لم تعلن حتى الآن اي رد فعل حول توجهات مجموعة الاوراق المالية. بالاضافة الى ذلك، فإن الكثير من اوساط المتداولين يرون ان السوق يحتاج الى محفزات جديدة، خاصة في ظل المخاوف من ازمات سياسية بين السلطتين والقلق تجاه النتائج المالية للشركات في الربع الثالث، لذلك فإن هناك مطالب بضرورة ضخ الهيئة العامة للاستثمار سيولة جديدة في السوق رغم ان هناك وفرة في السيولة المالية، لكن الاوضاع الراهنة سواء على مستوى الوضع السياسي او اداء الشركات والوضع الاقتصادي العام غير مشجعة على دخول هذه السيولة المالية رغم ان هناك فرصا استثمارية اكثر من جيدة في السوق.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 67 نقطة ليغلق على 7781.6 نقطة بانخفاض نسبته 0.85% مقارنة بنهاية تداولات الاسبوع الماضي، كذلك تكبد المؤشر الوزني خسائر قدرها 5.03 نقاط ليغلق على 457.81 نقطة بانخفاض نسبته 1.09%.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 212 مليون سهم نفذت من خلال 5290 صفقة قيمتها 66.3 مليون دينار، وجرى التداول على اسهم 124 شركة من اصل 203 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 10 شركات وتراجعت اسعار اسهم 79 شركة وحافظت اسهم 35 شركة على اسعارها و79 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 51.3 مليون سهم نفذت من خلال 1040 صفقة قيمتها 5.8 ملايين دينار.
وجاء قطاع الشركات الخدماتية في المركز الثاني بكمية تداول حجها 48.2 مليون سهم نفذت من خلال 1258 صفقة قيمتها 15.3 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات غير الكويتية المركز الثالث بكمية تداول حجمها 36.6 مليون سهم نفذت من خلال 737 صفقة قيمتها 5.2 ملايين دينار.
وحصل قطاع البنوك على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 28.5 مليون سهم نفذت من خلال 824 صفقة قيمتها 27.1 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 25 مليون سهم نفذت من خلال 369 صفقة قيمتها 2.6 مليون دينار.
شبه إحجام عن الشراء
هناك شبه احجام واضح عن الشراء فاستحواذ قيمة تداولات خمس شركات على 60.7% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول البالغ عددها 124 شركة يظهر مدى الاحجام عن الشراء، بل ان هناك اتجاها واضحا نحو البيع على بعض الاسهم منها اسهم شركات قيادية، ويرجع ذلك الى مدى الاجواء غير المريحة التي تسود الاوساط الاستثمارية خاصة مع التطورات الجديدة حول زين والخاصة باعلان مجموعة الاوراق عن انها تدرس شراء كل او جزء من حصة الحكومة البالغة 24.4% من شركة زين، فمنذ سنوات وخلال فورة بيع الحكومة حصصها في الشركات المدرجة، فبمجرد تسريب اشاعات عن تقدم جهة الى هيئة الاستثمار لشراء حصتها في اي شركة كان سهم هذه الشركة يشهد نشاطا محموما ويزداد هذا النشاط عند الاعلان رسميا عن ذلك، وهذا النشاط ايضا كان ينعكس بشكل ايجابي على السوق، ولكن ما حدث امس يأتي عكس ما كان يحدث منذ سنوات، فقد شهد السوق هبوطا ملحوظا، وانخفض سهم زين الامر الذي يظهر مدى التغير الواضح في قراءة الاوساط الاستثمارية لقرار مجموعة الاوراق المالية والذي جاء في ظل وجود اتفاق مبدئي لبيع 46% من اسهم زين الامر الذي خلق ضبابية وعدم قدرة على قراءة ما يحدث حول زين، وبالتالي انعكس ذلك على تداولات السوق التي سجلت مؤشراتها انخفاضا ملحوظا.
آلية التداول
سجلت اغلب اسهم البنوك انخفاضا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض البنوك خاصة على سهمي البنك الوطني وبيتك والتي غلبت عليها عمليات البيع، فقد شهد سهم البنك الوطني ارتفاعا في تداولاته مع استقرار في سعره، الامر الذي يشير الى انه في الوقت الذي كان السهم يشهد فيه عمليات بيع كانت يقابلها عمليات شراء خاصة وان انتشار معلومات عن ان ارباح البنك في التسعة اشهر يتوقع ان تصل الى 200 مليون دينار والتي تعتبر جيدة في ظل الظروف الاقتصادية والمالية العالمية والمحلية، كذلك سيطرت عمليات البيع على سهم بيتك الذي سجل انخفاضا محدودا.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية انخفاضا في اسعارها مع تراجع واضح في تداولات اسهم القطاع، فقد شهد سهم الاستثمارات الوطنية انخفاضا ملحوظا في سعره في تداولات متواضعة، وذلك نتيجة المخاوف التي سادت اوساط المتداولين تجاه زين، حيث انخفض السهم من 610 فلوس الى 570 فلسا. وواصل سهم مجموعة عارف الانخفاض الملحوظ في تداولات متواضعة، ورغم التداولات الضعيفة على سهم الاهلية القابضة، الا انه واصل اتجاهه الصعودي، كما سجل سهم الصفاة للاستثمار انخفاضا محدودا في سعره في تداولات ضعيفة. وبشكل عام، فإن اسهم الشركات الاستثمارية سيغلب على تداولاتها طابع التذبذب الى ان يعلن اغلبها عن نتائجها المالية في ظل المخاوف من الصعوبات التي تواجه اغلب هذه الشركات في اعادة هيكلة ديونها واصولها.
وتراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات العقارية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على بعض الاسهم، خاصة سهم جيزان العقارية الذي حافظ على سعره، فيما سجل سهم عقارات الكويت تراجعا ملحوظا في سعره في تداولات متواضعة، كما سجل سهم الوطنية العقارية انخفاضا محدودا في سعره في تداولات ضعيفة. وتكبد سهم المزايا القابضة خسائر ملحوظة في تداولات متواضعة جدا.
ويلاحظ ان اسهم الشركات العقارية رغم رخص اسعارها والتي اغلبها جاذب لأصحاب الاتجاهات المضاربية، الا ان الاجواء النفسية التي سادت اوساط المتداولين دفعتهم للاحجام عن الشراء.
الصناعة والخدمات
سجلت اغلب اسهم الشركات الصناعية انخفاضا في اسعارها في تداولات ضعيفة، خاصة اغلب اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي والتي تراجع بعضها بالحد الادنى معروضا دون طلبات مثل صناعات الانابيب وصناعات وبناء السفن. كما سجل سهم الصناعات الوطنية انخفاضا ملحوظا في سعره في تداولات مرتفعة نسبيا غلب عليها عمليات البيع. واستمرت التداولات المرتفعة على سهم منا القابضة الذي سجل انخفاضا محدودا رغم عمليات جني الارباح التي قلصت مكاسب السهم الذي ارتفع خلال التداول من 510 فلوس الى 540 فلسا ليغلق على 520 فلسا.
واتسمت حركة التداول على اسهم الشركات الخدماتية بالضعف الملحوظ مع انخفاض اسعار بعضها. فقد شهد سهم زين تذبذبا في سعره، حيث ارتفع خلال التداول من دينار و400 فلس الى دينار و440 فلسا، الا انه تراجع الى دينار و360 فلسا ليغلق على سعره السابق البالغ دينارا و400 فلسا.
وسجل سهم اجيليتي انخفاضا محدودا في سعره في تداولات ضعيفة، فيما سجل سهم الوطنية للاتصالات تراجعا ملحوظا في سعره في تداولات ضعيفة، وسجلت اسهم الصفوة وصفاة طاقة وصفاتك انخفاضا في اسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهم صفاتك. وتكبدت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية خسائر سوقية كبيرة في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات القياسية التي شهدها سهم التمويل الخليجي والتي سيطرت عليها عمليات البيع، الامر الذي أدى لانخفاضه بالحد الادنى معروضا.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول اسهم خمس شركات والبالغة 40.3 مليون دينار على 60.7% من القيمة الإجمالية، وهذه الشركات هي: البنك الوطني، التمويل الكويتي، منا القابضة، زين، التمويل الخليجي.
استحوذت قيمة تداولات سهم البنك الوطني البالغة 15 مليون دينار على 22.6% من القيمة الإجمالية.
باستثناء استقرار مؤشر قطاع التأمين، فقد تراجعت مؤشرات القطاعات الأخرى اعلاها قطاع شركات الاستثمار بمقدار 126.9 نقطة، تلاه قطاع الشركات غير الكويتية بمقدار 117.4 نقطة، تلاه قطاع البنوك بمقدار 87.7 نقطة.