- الكويت مرتبطة تاريخياً بقرارات الفيدرالي الأميركي منذ 10 سنوات
- رفع الفائدة سيزيد التكلفة على الإقراض مع توجه للسندات العالمية
- الدولار سيواصل قفزاته التاريخية أمام سلة العملات العالمية
- ترجيحات بانخفاض لأسعار الذهب ليصبح الاحتفاظ به أكثر تكلفة
محمود فاروق - أحمد موسى
يترقب صانعو السياسات النقدية العالمية والخليجية قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) في اجتماع الغد بشأن رفع أسعار الفائدة وسط احتمالات قوية برفع الفائدة وهو ما يرجح معه رفع الفائدة في الكويت نتيجة الارتباط الوثيق والتاريخي بين رفع الفائدة أمريكيا وكذلك محليا.
ويرى مراقبون ان احتمالات الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة 25 نقطة أساس إلى 0.75% في اجتماع الغد باتت أكثر ترجيحا خاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى كرسي الرئاسة الأميركية مع نيته خفض الضرائب، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية، وهو ما يعني أن المجلس يسعى الى رفع أسعار الفائدة لاحتواء ضغوط التضخم.
ويبلغ سعر الفائدة في الكويت حاليا 2.25%، بعد أن رفع بنك الكويت المركزي سعر الخصم ربع نقطة مئوية بنهاية 2015 في خطوة للحاق بقرار الفيدرالي الأميركي حينها وذلك بهدف ضمان تنافسية وجاذبية العملة الكويتية باعتبارها الوعاء الأساسي للمدخرات بالدينار الكويتي والحصول على عوائد أعلى مقارنة بالإيداع بالعملات الرئيسية الأخرى.
وفي سياق تاريخي تشير بيانات أعدتها «الأنباء» إلى حذو المركزي الكويتي حذو نظيره الأميركي فيما يتعلق بتخفيض او رفع سعر الخصم على مدار الأعوام الماضية منذ عام 2006 حتى الآن، على النحو التالي:
1 - في عام 2006 رفع الفيدرالي الأميركي الفائدة 4 مرات لتصل إلى 5.25% ليتبعه المركزي الكويتي في تحديد سعر الخصم بـ 6.25%.
2 - عندما بدأ الفيدرالي الأميركي بتخفيض الفائدة تدريجيا مع نهاية 2007 (أي منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية) من 4.75% لتصل في بداية عام 2008 إلى 3.5%، وتبعة المركزي الكويتي في تخفيض سعر الخصم إلى 5.75%.
3 - استمر الفيدرالي الأميركي في التخفيض المستمر لسعر الفائدة خلال 2008 لتصل مع نهاية العام لتتراوح ما بين 0% و0.25%.
4 - قام المركزي الكويتي بتخفيض سعر الخصم خلال 2008 أربع مرات ليصل في نهاية العام إلى 3.75%.
5 - توقف الفيدرالي الأميركي عن تحديد سعر الفائدة منذ عام 2008 حتى الآن، فيما قام المركزي الكويتي خلال عام 2009 بتحديد سعر الخصم مرتين الأولى عند 3.5% والثانية ليستقر سعر الخصم عند 3%.
6- قام المركزي الكويتي خلال 2010 بتحديد سعر الخصم عند 2.5%.
7 - خلال عام 2012 قام المركزي الكويتي بتخفيضه الأخير لسعر الخصم عند 2%.
8- بنهاية عام 2015 قام المركزي الكويتي برفع سعر الخصم ربع نقطة مئوية إلى 2.25% بعد قرار الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة بنفس المقدار.
ويعني رفع الفائدة أميركيا ولحاق الكويت بها زيادة في تكلفة الاقتراض محليا، بالإضافة إلى زيادة في الفائدة الى الإيداع، كما سيساهم في زيادة التكلفة على الأقراض، فيما يخص السندات مع توجه الكويت الي الأسواق العالمية لطرح 10 مليارات دولار من السندات الدولية.
ويتوقع كثير من الخبراء الاقتصاديين أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في اجتماع الغد وهو ما سيدعم الدولار الذي يؤدي صعوده إلى ارتفاع أسعار السلع الأولية للمتعاملين من حائزي العملات الأخرى.
وينخفض سعر الذهب عادة مع رفع الفائدة الأميركية، إذ يصبح الاحتفاظ بالذهب على المستثمر اكثر تكلفة، كما أن ارتفاع الدولار يجعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أكثر كلفة على أصحاب العملات الأخرى.
وفي حال رفع الفائدة الأميركية ستكون أسواق الأسهم أكثر تقلبا، حيث استفادت طوال السنوات الماضية من مستويات الفائدة الصفرية والمنخفضة حيث شكلت ملاذ أكثر جاذبية للمستثمرين.
وفي الوقت الحالي يسجل الدولار ارتفاعات كبيرة امام غالبية العملات الرئيسية حيث سيدعم رفع الفائدة مزيد من صعود العملة الأميركية الي سجلت في نوفمبر الماضي أعلى مستويات في نحو 14 عاما.
وأعلنت مؤسسة غولدمان ساكس للاستشارات المالية ان احتمال زيادة أسعار الفائدة ارتفع إلى 90% بعد أن كانت 85% بعد مؤشرات على تعافي مستويات التضخم وتحسن سوق العمل.