عمر راشد
أخيرا وبعد طول انتظار، دخلت بورصة الكويت أمس مرحلة مهمة للغاية على صعيد التطوير التكنولوجي وإحكام الرقابة على سوق المشتقات لتنويع الخيارات وتنشيط سوق المشتقات أمام المتعاملين، حيث أبرمت إدارة السوق رسميا مع مجموعة «أوماكس ناسداك» عقد تزويد السوق بتكنولوجيا التداول والرقابة والخدمات الاستشارية، بقيمة إجمالية تبلغ 18.3 مليون دينار ويأتي التوقيع متزامنا مع إقرار اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس الأمة لمشروع قانون هيئة سوق المال.
ووفقا للعقد فإنه سيتم الانتهاء من نظام التداول الآلي خلال 13 شهرا على أن يتم الانتهاء من النظام بأكمله منتصف 2011.
وفي تصريح صحافي له بعد توقيع العقد، أشار وزير التجارة والصناعة أحمد الهارون إلى أن السوق انتظر طويلا وأنفق مرحلة من الاستعدادات والترتيبات حتى الوصول إلى مرحلة توقيع العقد، مؤكدا على أن السوق سيجني ثمار هذا التطور خلال المرحلة المقبلة على صعيد التطوير الفعلي والمهني لآليات التعامل والرقابة، مضيفا أن إدارة السوق كانت حريصة على مواكبة التطور في أسواق المال الأخرى، مشيرا إلى أن طبيعة أسواق المال لا تقف عند مرحلة من التطور في ظل التطور الزمني والوصول إلى وسائل تكنولوجية متطورة.
وقال إن توقيع العقد سيتيح عددا من الأدوات التي ستستوعبها المرحلة الحالية وتكون متاحة في المستقبل أمام المتعاملين من داخل السوق وخارجه، مؤكدا أن هذا التطور سينعكس ايجابيا على جاذبية سوق المال في الكويت وتنافسيته أمام البورصات الأخرى.
ولفت الى أن توقيع الاتفاق مع ناسداك جاء متزامنا مع إقرار اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس الأمة لمشروع قانون هيئة سوق المال الذي ينتظر أن يكون ضمن أولويات المجلس خلال دور الانعقاد المقبل، وهي خطوة مهمة للغاية في الطريق الصحيح، نأمل أن نرى هيئة سوق المال وقد أصبحت واقعا خلال الأشهر المقبلة.
جهد متواصل
ومن جانبه، أكد مدير عام السوق صالح الفلاح أن توقيع العقد مع مجموعة «أوماكس ناسداك» جاء تتويجا للجهد المتواصل على مدار أكثر من عام ونصف العام حيث توصلنا على أثرها إلى هذه الاتفاقية التي ستأخذ السوق إلى مصاف الأسواق العالمية المتطورة والعريقة، وستجني الشركات والمتعاملون في السوق ثمار هذه الاتفاقية، نأمل أن يكون التنفيذ خلال المراحل المحددة.
وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، ان توقيع العقد تم بحضور كل من وزير التجارة والصناعة ورئيس لجنة السوق احمد الهارون، والشركة الكويتية للمقاصة، ورئيس هيئة أعضاء السوق يوسف الماجد، وأعضاء لجنة السوق، وممثل شركات الوساطة في لجنة السوق طارق الايوب، وانه بموجب هذه الاتفاقية، فإن الاتفاقية تنص على قيام ناسداك بتوفير خدمات استشارية إستراتيجية لفريق إدارة السوق بهدف دعمه لامتلاك المعايير الدولية والإسهام الفاعل في تطوير سوق المال وذلك من خلال تقديم مبادرة خاصة على هذا الصعيد تتمثل في تنفيذ قاعدة جديدة للتجارة الالكترونية في السوق تكون منطلقا لتداول الأسهم وكذلك السندات والمشتقات والرقابة الآلية عليها وتقديم سلسلة من المنتجات الأولية التي سيتم طرحها مع حلول النصف الأول من 2011.
وأوضح أن ناسداك ستقوم بتوفير التكنولوجيا لأغراض التداول والرقابة والمساعدة في توفير البيانات الخاصة بالسوق، كما ستقوم بتقديم برنامج موسع للتدريب الإرشادي الميداني وبرامج متخصصة في عمل البورصات بهدف نقل المعرفة والخبرة إلى موظفي السوق من خلال برنامج التعاون المشترك.
من جانبه قال نائب مدير عام السوق لشؤون التداول فالح الرقبة ان هناك أركانا أخرى الى جانب ادارة السوق في هذا الاتفاق، تتمثل في الشركات والبنوك المدرجة في السوق والشركة الكويتية للمقاصة، الى جانب شركات الوساطة، التي سيكون لها جميعا دور هام ومساهمة محورية في المرحلة المقبلة، مشيرا في هذا الصدد الى أن ادارة البورصة بدأت في التشاور مع هذه الأطراف كافة في شأن الدور الذي سيقومون به، ونحن جميعا شركاء في الاتفاقية.
وأشار الرقبة الى أنه بعد توقيع الاتفاقية ستكون هناك مرحلة تمهيدية تصل الى نحو شهرين للإعداد لمرحلة تفعيل الاتفاقية، مشيرا الى أنه حسب الاتفاقية سيتم الانتهاء من مرحلة التداول الآلي خلال 13 شهرا من بدء العمل، بينما سيتم الانتهاء كليا من بنود هذه الاتفاقية في منتصف 2011.
من جانبه قال نائب الرئيس الاول في ناسداك لارس اوتر سجارد «اننا نتطلع الى تطوير السوق المالي في الكويت التي تعتبر في طليعة الاسواق التي تمتلك التقنيات الحديثة بين اسواق منطقة الشرق الاوسط».
وأوضح أنه على اعتبار أن الكويت تستهدف التحول الى مركز مالي رئيسي في منطقة الشرق الأوسط فإننا على أتم الثقة بأن تعاوننا مع السوق الكويتي سيسهم في تحقيق هذا الهدف كما سيساعد على خلق الوعي الكامل للمستثمرين في السوق، الامر الذي ينعكس لصالح السوق الكويتي بصفة خاصة وسوق رأس المال على وجه العموم.
تفعيل الرقابة الآلية على مرحلتين
وبدوره أوضح مستشار السوق لتقنية المعلومات عصام العصيمي أن قيمة العقد الإجمالية بلغت 18.3 مليون دينار، مشيرا الى أن الاتفاقية تتضمن عدة أمور أهمها التعاون المشترك بين بورصة الكويت وبورصة أوماكس ناسداك بهدف نقل المعلومات وأحدث التطورات التكنولوجية التي تأخذ بها البورصات العالمية الى الكويت للارتقاء بعمل البورصة الكويتية، بالاضافة الى تطوير النظم الخاصة بالتداول الآلي النقدي والتداول الآلي للمشتقات، ونظام الرقابة الآلية. وأضاف ان تفعيل نظام الرقابة الآلية سيتم على مرحلتين، الأولى تبدأ في النصف الأول من العام المقبل على نظام التداول الحالي، والمرحلة الثانية في منتصف 2011 وستتزامن مع تطبيق نظام التداول الآلي الجديد، مشيرا الى أن نظام الرقابة سيراقب كل الأمور التي ينبغي على البورصات مراقبتها.
العميل 11
تجدر الإشارة إلى أن السوق الكويتي يعد أحد الأسواق الرائدة في المنطقة خاصة ان قيمته الرأسمالية تبلغ حوالي 34.5 مليار دينار كويتي، كما يتخطى عدد شركاته المدرجة 221 شركة ويتداول السوق العديد من المشتقات المالية التي يسعى إلى إحداث تطوير جذري في تداولاتها مع تفعيل التكنولوجيا الملائمة.
مواجهة التغييرات
يخطط السوق من خلال مشروع تطوير سوق رأس المال لتطبيق المعايير العالمية لتحقيق هذه الأهداف، كما يسعى إلى اعداد البنية اللازمة لمواجهة التغييرات المطلوبة في المرحلة المقبلة التي تتضمن إنشاء هيئة لسوق المال، لاسيما في مجال تزويد موظفيه بالخبرة المطلوبة والمتوقع اكتسابها عبر الإفادة من خبرات مجموعة الشركات التابعة لـ omx والتي تغطي جميع الأسواق الكبرى ذات التقنيات الحديثة إضافة إلى الأسواق الصغيرة المختصة بالتداول في الدول الاسكندنافية.
موظفو ناسداك
بموجب الاتفاقية، يقدم موظفو ناسداك omx خبراتهم المتراكمة على صعيد الرقابة وكذلك علومهم المالية والتي ظهرت في أسواق شمال أوروبا نظرا لتشابه التغييرات بين تلك الأسواق والسوق الكويتي لاسيما في المجالات التنظيمية وخصخصة الأسواق المالية والاندماج الإقليمي وتقديم منتجات وتطوير مراكز توحيد الأدوات النقدية والمشتقات.