كتب ـ يوسف عبدالرحمن
[email protected]
ودّعت الديرة وأهلها أمس الأربعاء فقيدها م.هشام سليمان محمد العتيبي عن عمر يناهز الـ 70 عاما قضاها في خدمة وطنه وشعبه حاملا الأمانة بكل شرف وهمة متدرجا في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص.
وصدر مرسوم أميري بتعيين الفقيد م.هشام العتيبي وزيرا للتجارة والصناعة في عام 1998 وقد شغل قبل تعيينه وزيرا منصب المدير العام لسوق الكويت للأوراق المالية ونائب رئيس لجنة السوق (البورصة).
كما شغل الفقيد العديد من المناصب والمراكز المهمة الأخرى في القطاعات الاقتصادية والتجارية.
وبهذه المناسبة الأليمة الحزينة تتقدم أسرة «الأنباء» الى ذوي الفقيد بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
إضاءات على مسيرة الراحل
تقلد هشام العتيبي عددا كبيرا من الوظائف القيادية، فبعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة من الولايات المتحدة الأميركية في عام 1971، عمل كمراقب في الإدارة الصناعية، وأمين سر لجنة تنمية الصناعة بوزارة التجارة والصناعة من 1971 الى 1974، ثم خرج العتيبي للعمل في القطاع الخاص، فعمل في منصب العضو المنتدب في شركة المقاولات والخدمات البحرية من 1975 الى 1978 ثم رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للحفريات من 1978 الى 1983.
كما كان العتيبي عضو مجلس الإدارة في شركة الفنادق الكويتية في الفترة من 1980 حتى 1986، ثم رئيسا لمجلس إدارة المجموعة الاستثمارية العقارية الدولية من 1983 حتى 1988، ورئيسا لمجلس إدارة الشركة الدولية للاستثمار بلندن في الفترة من 1983 الى 1988، ورئيسا لمجلس اتحاد البورصات وهيئات أسواق المال العربية لمدة دورتين من 1987 الى 1988 ومن 1995 إلى 1996.
وعاد العتيبي مرة اخرى الى القطاع العام وهو محمّل بخبرات كبيرة من سنوات العمل الأهلي، فتقلّد منصب نائب رئيس لجنة سوق الكويت للأوراق المالية من 1987 الى 1988، ثم مديرا عاما لسوق الكويت للأوراق المالية من 1987 حتى شغله منصب وزير التجارة في 16 ديسمبر 1998.
رجل الاقتصاد المتفائل
في مواقف عديدة، كانت للعتيبي نظرات ثاقبة في التوجهات الاقتصادية في الدولة، فمع تراجع أسعار النفط في العام 2009 كان أول من فكر في تخفيض الإنفاق، كما كان مؤيدا لقرار الدولة بخفض المصروفات بنحو 20% في ميزانية 2009، واعتبره قرارا صائبا من الناحية الترشيدية، إذ أكد وقتها ضرورة خفض المصروفات على المشاريع غير المهمة حتى لا تتأثر الميزانية سلبا.
وكان، رحمه الله، يؤكد على ضرورة الاهتمام بزيادة المدفوعات في قطاع التنمية لأهميته وما يمثله من قيمة مضافة الى الدولة، مشيرا الى انه على الرغم من ان تخفيض هذا البند في الميزانية مهم وضروري، فإن الإنفاق في الوقت الحالي على قطاع التنمية أكثر ضرورة لمساعدة خطة الإنقاذ والتنمية، موضحا ان الوقت الحالي يعد فرصة لزيادة الإنفاق على تلك المشاريع، وذلك لانخفاض أسعار المواد الأولية بأكثر من 50% نظرا لانعكاسات الأزمة المالية على قطاعات الإنشاء، ومؤكدا ضرورة إعادة بعض المناقصات التي أهملت في السابق.
ورغم تفاؤله المستمر، لم يقلل العتيبي يوما من حجم الأزمة المالية العالمية وانعكاسها في الكويت، فقال إن لها تأثيرها الكارثي والمخيف على الأسواق العالمية دون استثناء وعلى جميع المستويات، وقد اهتم الجميع بتراجع قيم الأسهم في الأسواق المالية، إلا أن أحدا لم يحسب تبعات هذا التردي اجتماعيا وسياسيا، فمعالجة الأزمة ليست معالجة مالية فقط، إذ يجب أن تكون على جميع المستويات، كما يجب حساب انعكاساتها المجتمعية، وتكون بسرعة واحترافية، مع اعتبار أن هذه المعالجة ترجع الى اقتصاديين، ويجب الا يغير القطاع التشريعي ما ينجزونه.
مدير البورصة
وكمدير سابق لسوق الكويت للأوراق المالية، كانت للعتيبي آراء مهمة حول دور إدارة السوق والنواقص التي تفتقر إليها بورصة الكويت، فكان يعتقد أن إدارة البورصة ليست لها علاقة مباشرة بما يحدث من بيع وشراء للأسهم «كإدارة» وهي أداة رقابية على هذه العمليات وكشف الميزانيات والإفصاح، ولا يمكن لها بأي حال من الاحوال ان تتدخل للتحكم في آليات العرض والطلب.
اما عن الاجراءات او القوانين التي مازلنا نفتقدها في بورصة الكويت، فاوضح ان البورصة تفتقر الى قانون الشركات الذي لم ير النور منذ سنوات، والذي قد يعمل على تحسين اداء الشركات والتزاماتها، كما ينقص البورصة عملية التخصيص حتى تعمل بمبدأ الربح والخسارة.
وعن تشدد الادارة في ادراج الشركات حدد العتيبي موقفه بان شروط الادراج هي حماية للهيكل العام للسوق، موضحا ان التشدد في الادراج في السنوات الاخيرة كان لوجود نوع من الاحساس بأن السوق لا يتحمل هذا الكم الهائل من الشركات، ولكن حاليا فقد تبدل الحال.
الكويت مركز مالي وتجاري
وكان هشام العتيبي يؤكد رؤيته في أهمية تحول الكويت الى مركز مالي وتجاري دولي وكان مقتنعاً بأن الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد قادرة على هذا التحول المرجو للقضاء على البيروقراطية واختيار المشاريع للمستثمرين الخارجيين بناء على ما تضيفه تلك المشاريع من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
رأي صريح في الـ«B.O.T»
وعن قانون الـ«B.O.T» الذي أرّق العقاريين، وصفه العتيبي بالمعوق قائلا: انه سيقتل كل مشاريع الـ«B.O.T» وبرأيي هذا القانون يجب اعادة النظر فيه وتطويره بصورة تتلاقى فيها مصلحتا القطاعين الخاص والعام، فهذا القانون فيه تعسف واضح بحق القطاع الخاص، موضحا ان الكويت تحتاج الى تعديل مثل هذه القوانين المعوقة، خاصة انها مازالت تعاني تداعيات الازمة العالمية، فالكويت جزء من منظومة اقتصادية عالمية، وليست بمعزل عن التأثر سلبا وايجابا بما يحدث لاقتصادات العالم، والكويت بطبيعة الحال بلد مصدر لرؤوس الاموال وغير مستورد، ومعظم استثماراته خارجية، فهو مما لا شك فيه متأثر بالازمة المالية العالمية وتداعياتها.
21 عاماً في البورصة
عمل هشام العتيبي في بورصة الكويت لمدة تزيد على 21 عاما كانت تمثل له التحدي الحقيقي في حياته، وتحدث عن مقومات نجاحه في هذه المرحلة فقال إن كثيرا من الناس لديهم القدرة والمقدرة على النجاح، ولكن الأمر يظل مرهونا بالمكان الذي تعمل فيه والمحيطين بك، أي ان الأمر يظل رهنا للوجود في المكان المناسب والوقت المناسب.
كما ان الخبرة الجيدة تلعب دورا مهما في نجاح الانسان واستمرار نجاحه، لاسيما إذا جاء عملك عقب فترة من الازمات المتلاحقة.
وزاد: حملي حقيبة وزارة التجارة والصناعة في عام 1999 كان محطة عابرة وبمعنى أدق خاتمة جيدة لمرحلة طويلة من العمل، حيث تشرفت بثقة المسؤولين في البلد، وجاء المنصب تقديرا لجهودي في سوق الكويت للأوراق المالية، إذ إنني أعتبر عملي في البورصة هو التحدي الحقيقي الذي واجهته واثبت فيه وجودي طوال 12 سنة وهي أطول مدة شغلها مدير للسوق، وقد مررنا بأزمات عديدة أهمها كان الاحتلال العراقي الغاشم للبلاد، وجهود إعادة افتتاح البورصة وتأهيلها مجددا للتداول، وأعقبت ذلك بداية التداول الإلكتروني وتطوير نظام التقاص والتسوية.
حكمته في الحياة
وتابع: حكمتي في الحياة هي: من زرع حصد، إذ ان كل انسان يجني هو وأولاده ما تزرع يداه في حياته وعمله، وهذه الحكمة أنا أؤمن بها تماما.
وكانت حكمته: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، وكان يتمنى من كل مسؤول أو قيادي ان يضع هذه العبارة نصب عينيه، فمهما طالت مدة تقلده لمنصبه أو السلطة فإن يوم تركه لمنصبه آت وعليه ان يعمل لهذا اليوم بما يرضيه ويرضي ضميره.
هوايته المفضلة
وكانت القراءة هوايته المفضلة: أحب قراءة التاريخ وكذلك القصص، خاصة باللغة الانجليزية، اما آخر كتاب قرأته فكان «شفرة دافنشي»، وهو كتاب تاريخي يجنح إلى الخيال العلمي.
رأيه في الصحافة
وعن الصحافة قال انها رائدة وجريئة ومتطورة، وأؤكد أننا كنا نستفيد منها كثيرا، لاسيما من موضوعات النقد التي كانت توجه الينا، حيث كانت تساعد كثيرا في تقويم الامور ووضعها في النصاب الصحيح، ولا يستطيع احد ان يتجاهل الايجابيات العديدة للصحافة الكويتية في حياة الكثير من المسؤولين.
وحين سئل عن قدوته في الحياة قال رحمه الله: قدوتي في الحياة هم من تعلمت منهم الكثير والكثير من أهل بيتي، ومن أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد، خاصة في مجال الاقتصاد، حيث تشرفت بالعمل في عهده وفي عهد الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، وكذلك في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
نصيحته للشباب
وفي حديث له عن الشباب قال العتيبي: بكل تأكيد فرص العمل في الوقت الحالي باتت محدودة امام الجيل الجديد من الشباب ولم تعد الفرص عديدة ووفيرة مثلما كانت معنا نحن، حيث أصبحنا رعيلا قديما عاش في وقت وفرة الوظائف والفرص، وقد اصبح الشاب اليوم مطالبا بكثير من القدرات والخبرات حتى يجد الوظيفة الملائمة لطموحه ويستطيع المنافسة بقوة للحصول عليها.
ولا شك في اننا جيل محظوظ وفرصتنا كانت أفضل من فرصة جيل اليوم.
يكره الإسراف
عرف عن هشام العتيبي، رحمه الله، كرهه للإسراف والتباهي للتفاخر، وكان مما قاله: جميع الأمور غير الأساسية الموجودة في حياتنا يمكن الاستغناء عنها او بعضها من غير أن تتأثر معيشتنا، ومنها السفر والملابس والمجوهرات والسلع الفاخرة والسيارات الفاخرة، وهي أمور يبالغ البعض فيها ويتحمل تكاليف فوق قدرته احيانا من أجل التباهي والتفاخر، ومن الممكن ان يحافظ المواطن على درجة معقولة من الرفاهية له ولاسرته من دون اسراف، فالسفرات المتعددة الى الخارج للتسوق والسياحة يمكن تخفيضها، وكذلك اقتناء السيارات بعدد افراد الاسرة ليس ضروريا.
الاستهلاك ظاهرة في المجتمع الكويتي وبات يحكم حياتنا وسلوكنا، ودخل المواطن يوجه بالكامل إلى المأكل والملبس والسعي لعيش حياة الرفاهية التي تصل إلى حد البذخ واقتناء ماركات عالمية من السلع من دون الحاجة اليها، ومن المفروض ان يوجه كل منا جزءا من دخله للادخار من اجل المستقبل، حتى يحافظ على استمرار مستوى الرفاهية التي يعيشها حاليا، لأن احتياجاته تتزايد مع أسرته وسيصبح دخله غير كاف لمواجهة الزيادة في الأعباء المطلوبة منه.
واذا كانت هناك اجراءات تقشف في الدولة بشكل عام، فالمواطن يمكن ان يستغني عن بعض الامتيازات المالية اذا كانت لا تؤثر في مستواه المعيشي الضروري.
يجب تعريف معنى الاسراف بالنسبة الى مختلف الدول وظروفها ومدى الدعم لمواطنيها والمجالات التي يذهب اليها، لأن بعض انواع الدعم يسهل الاسراف ويشجع عليه، خصوصا اذا كان من دون معايير، لذلك فان كل دولة يختلف فيها تعريف الاسراف عن غيرها حسب وضعها الاقتصادي ومدى تقدمها، ومن خلال ذلك يمكننا ان نعرف من هو الأكثر اسرافا من غيره.
كيفية انفاق الأموال التي لديك هي التي تحدد من هو الأكثر اسرافا، ولا يرتبط ذلك اذا كنت غنيا أم فقيرا، فإذا كنت صاحب دخل مرتفع وتعيش حياة مرفهة، وفي الوقت نفسه لديك مدخرات فأنت أفضل ممن ينفق دخله كله، ويلجأ الى الاقتراض للصرف والاستهلاك الترفي وليس الضروري.
بلا شك للمرأة دور كبير جدا في إدارة ميزانية المنزل وضبط مصاريف البيت والأولاد، لأنها الأكثر إلماما بمتطلبات المعيشة والاحتياجات اليومية التي لا يتابعها الرجل بحكم طبيعة انشغاله في أمور أخرى في العمل وتلبية احتياجات العائلة المالية وتدبيرها، والرجل لا يستطيع ان يكون مثل المرأة في متابعة كل الأمور اليومية في المنزل.
وزير صريح!
عندما سئل عن رحلة الزواج قال: زواج تقليدي، ورحلة سفر لمدة عشرة أيام في بيروت، وكانت رحلة شهر العسل في شهر ديسمبر وأولادي أربعة: ثلاث بنات وابن واحد يدرس في الولايات المتحدة الأميركية، وصف زوجته بأنها تمثل له رئيس مجلس الوزراء، لأنها تقدر عمله، خاصة عندما كان يعمل في البورصة على فترتين، وهو قدساوي الهوى، لكنه يشجع نادي الكويت جغرافيا، والعائلة معظمها قدساوية، وصديقه المفضل هو الكتاب، خاصة في السفر.
حسد يملأ الكويت
في إحدى مقابلاته للزميلة «الوطن» التي اغلقت قال: للأسف ان هناك تشكيكا في أمانة الناس وذممهم وحسدا يملأ الكويت، والسبب الرئيسي في الأعمال والمشروعات غير المستقرة هو التناحر السياسي والدورة المستندية التي تدار من قبل جهاز الدولة، فهي دورة مزعجة وتحتاج الى نسف حتى يستقر الوضع الاقتصادي والمالي، ولو قارنا الكويت مع دول الجوار على سبيل المثال السعودية فسنجدها أكثر سهولة ومرونة من الكويت في التعامل مع المستثمر الأجنبي.
أمنياته على مدار حياته الاقتصادية:
1 ـ إبعاد السياسة عن الاقتصاد والاستثمار ودعم المستثمر الوطني.
2 ـ القضاء على الدورة المستندية والروتين خصوصا في «التجارة» و«البلدية».
3 ـ اختيار القيادات الحكومية الفاعلة والمنتجة والمشهود لها بالمهنية.
4 ـ استبدال قانون الشركات بقانون أكثر مرونة وشفافية ودقة.
5 ـ تشريع مجلس الأمة لقوانين تواكب التطور والتقدم.
6 ـ العمل على تنمية القطاع الصناعي بشكل حقيقي وملموس.
7 ـ تنوع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على النفط.
8 ـ ان يتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
9 ـ عدم التشكيك في نوايا المسؤولين على جميع المستويات.
رحم الله الاخ هشام سليمان العتيبي ـ أبا مناف ـ فلقد كان وطنيا حتى النخاع وأتعب من بعده في مركزه وانجازاته، وكل العزاء لأسرته الكريمة ومحبيه وأصدقائه وأهله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ورحل علم من الكويت لا يعرف!فتاريخه سجل الزمن المضيء.. رحمك الله ابا مناف.
نصائح العتيبي للاقتصاد الكويتي
عندما سئل العتيبي عن الاقتصاد الكويتي، قال: الكويت تحتاج إلى قوانين تواكب وتتماشى مع العولمة التجارية والاقتصادية، وأهم من ذلك أن تتوافر النوايا لدى القائمين على الدولة سواء الحكومة أو السلطة التشريعية والبعد عن الهاجس الأمني والنظر إلى الجانب الاقتصادي بقدر من الاهتمام ووضعه في الأولوية، خاصة أن هناك استقرارا تشهده الساحة السياسية في المنطقة بصفة عامة، والكويت لديها اقتصاد قوي ومتين وإدارة سياسية واقتصادية واعية.
هذا، إلى جانب توافر كوادر سواء في القطاع العام أو الخاص، كما أن لدى الكويت فوائض مالية ضخمة وهي جاهزة للاستثمار في العديد من المشاريع التنموية في البلاد، خصوصا البنية التحتية التي هي عماد اقتصاد أي بلد في العالم.
وفي الحقيقة الكويت مؤهلة لقيام اقتصاد رائد بها في المنطقة، كما أن للكويت موقعا ممتازا وسط تكتلات وكثافة سكانية عالية، سواء في العراق أو إيران، إضافة إلى أن موقعها في رأس الخليج يضيف لها ميزة أخرى وقربها من طريق الحرير الرابط بين آسيا الصغرى ووسط آسيا.
فقط تنقصنا القوانين التي تشجع على إعطاء مرونة في روح التعامل وفك الاشتباك بين الإدارات والمؤسسات الحكومية، وأن يتعامل المستثمر مع جهة واحدة فقط، لا أن يتعامل مع العديد من المصالح والمؤسسات المختلفة، حتى تكون الكويت دولة جاذبة للاستثمار وليست طاردة أو مهجرة للأموال والكوادر التي تملكها.
اقتصاديون: إسهامات العتيبي واضحة في الاقتصاد الوطني
شريف حمدي - عاطف رمضان
شهدت مسيرة الراحل هشام العتيبي الكثير من الإنجازات التي تحققت خلال المناصب التي تبوأها طيلة مسيرته المهنية، ونعت شخصيات اقتصادية بارزة الفقيد، وعددت مآثره ودوره الكبير في خدمة الاقتصاد الكويتي في السطور المقبلة:
زميل دراسة
وفي هذا السياق، قال العضو المنتدب السابق للهيئة العامة للاستثمار عبدالله القبندي، ان الراحل كان زميلا للدراسة وصديقا مقربا، وكان له دور كبير في خدمة ونهضة الاقتصاد الكويتي.
وأضاف أن سوق الكويت للأوراق المالية شهد تطويرا كبيرا إبان فترة توليه منصب مدير عام السوق، حيث عمل على إرساء القواعد التنظيمية والرقابية للسوق.
وأشار القبندي إلى ان العتيبي له العديد من الإسهامات في خدمة اقتصاد الكويت اثناء توليه العديد من المناصب سواء الحكومية أو القطاع الخاص.
ولفت إلى أن الأسرة الاقتصادية تشعر بالحزن بوفاة الفقيد، ولكنها إرادة الله.
شخص نادر
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة المزايا القابضة رشيد النفيسي ان الراحل هشام العتيبي كان من الأشخاص النادرين في الساحة الاقتصادية الكويتية، وله بصمات لا يمكن نسيانها.
وأضاف أن الجميع يشهد له بدماثة الخلق والإيثار والتطلع إلى تطوير المنشآت الاقتصادية التي تبوأ مناصب فيها.
أما الخبير الاقتصادي، عبد المجيد الشطي فقال ان الفقيد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في التنمية الاقتصادية في الكويت.
جهود واضحة
فيما قال رئيس مجلس ادارة شركة المستثمر العقاري عبدالرحمن الحمود ان المغفور له بإذن الله هشام العتيبي كان صديقا وعزيزا له، واصفا إياه بأنه كان مجتهدا وخدم البلد من خلال المواقع التي عمل فيها وكانت جهوده واضحة للجميع.
وأضاف الحمود ان العتيبي كان محبا للكويت وأهلها كما انه كان محبوبا من قبل اهل الكويت، داعيا الله تعالى ان يتغمده برحمته ويدخله الجنة ويلهم أهله الصبر والسلوان.
مخلص في عمله
ووصفه الخبير الاقتصادي محمد النقي بأنه كان من احد المثقفين الذي نشأ في أسرة كريمة.
وأضاف النقي ان هشام العتيبي شغل عدة مناصب خلال حياته وكان مخلصا في عمله ومنتجا في أي موقع تسلمه.
وأشار الى انه كان شعبيا ومحبوبا لدى كثير من الناس نتيجة تربيته ونشأته حيث ترك بصمات طيبة.
وأعرب النقي عن تعازيه للراحل ولأسرته الكريمة، سائلا الله تعالى ان يتغمده بالرحمة والمغفرة.
طوّر البورصة
وأفادت وزيرة التجارة والصناعة السابقة د.اماني بورسلي بأن المرحوم بإذن الله هشام العتيبي تقلد العديد من المناصب خلال حياته كوزير اسبق لـ «التجارة» وعضو للجنة سوق الكويت للأوراق المالية وانه كانت له لمسات كثيرة في تطوير البورصة وتنظيمها خلال مراحل تاريخية حرجة.
وقالت بورسلي: نسأل الله عز وجل ان يتغمده بالمغفرة والرحمة وان يدخله فسيح جناته.
البورصة: أسهم في خدمة السوق خلال سنوات إدارته
أعلنت بورصة الكويت انها تلقت بكل حزن خبر وفاة هشام سليمان العتيبي الذي شغل منصب المدير العام في سوق الكويت للأوراق المالية بداية من عام 1987 حتى عام 1988.
وأعربت البورصة في بيان لها عن بالغ تأثر مجلس الإدارة وإدارتها التنفيذية لفقدان قطب اقتصادي امتاز بخبراته وحنكته المعروفة التي أسهمت في خدمة السوق خلال سنوات سابقة.
ويشهد من تعامل معه في البورصة خلال فترة التجهيز ونقل المهام على وطنية العتيبي.
وأضافت ان للعتيبي بصمات مختلفة في خدمة السوق حتى تم تسلمه من قبل القطاع الخاص، فيما شغل مناصب عدة منها رئاسة مجلس اتحاد البورصات وهيئات أسواق المال العربية لمدة دورتين من 1987-1988 ثم من 1995-1996.