ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي أمس إلى أعلى مستوى في عام متجاوزة 80 دولارا للبرميل ومدعومة بتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في 14 شهرا وارتفاع الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها في 12 شهرا.
ودعمت نتائج الاعمال القوية التي اعلنتها الشركات سوق الأسهم الأميركية فارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1% أمس الاول مما دفع الدولار للهبوط فزاد من الاقبال على مجموعة من السلع المقومة به بين المشترين المتعاملين بعملات أخرى.
وكانت أبل أحدث شركة أعلنت نتائج أعمال قوية بعد اقفال أسواق نيويورك أمس الاول، وبلغ سعر الخام الأميركي في عقود نوفمبر 80.05 دولارا للبرميل في التعاملات الاسيوية وهو أعلى مستوياته منذ 14 اكتوبر من العام الماضي لكنه تراجع إلى 79.8 وظل مرتفعا 19 سنتا عن تسوية أمس الاثنين. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 22 سنتا إلى 77.99 دولارا للبرميل بعد ان بلغ 78.18 دولارا في وقت سابق، وأظهر استطلاع اجرته رويترز ان المحللين يتوقعون أن تظهر البيانات زيادة قدرها مليوني برميل في مخزونات الخام خلال الأسبوع الماضي وانخفاض نواتج التقطير بمقدار 1.6 مليون برميل في حين توقعوا تراجع مخزونات البنزين 1.5 مليون برميل.
وأدت ارتفاعات أسعار النفط على مدى تسعة ايام متتالية إلى زيادته بنسبة 15% مثلما حدث في شهر يوليو تموز ليقترب النفط من تحقيق أفضل أداء شهري منذ مايو الماضي.
سعر 80 دولاراً للبرميل «مرتفع بعض الشيء»
البدري: 7 مشروعات نفطية تحييها «أوپيك» بفضل الأسعار
لندن ـ رويترز: قال الأمين العام لمنظمة أوپيك عبدالله البدري إن الدول الأعضاء تعمل على احياء مشروعات نفطية ضخمة تم وقفها نتيجة انخفاض أسعار النفط من مستوياتها القياسية في العام الماضي، مضيفا «حين انخفضت الأسعار أجلنا حوالي 35 مشروعا، الان رأينا احياء سبعة».
واوضح البدري ان سعر 80 دولارا لبرميل النفط الذي سجل أمس «مرتفع بعض الشيء» وليس له ما يبرره من عوامل أساسية في السوق، مضيفا ان أوپيك لا تشعر بارتياح لبلوغ سعر البرميل 100 دولار وان صعود الاسعار في الفترة الأخيرة ينم عن نوع من المضاربة.
وقال انه ما من نقص في الامدادات وان هناك مخزونات عائمة قدرها 125 مليون برميل وهما السببان مع قدر من المضاربة، وتابع «نرى ان سعر 80 دولارا مرتفع بعض الشيء في وقت يشهد أزمة اقتصادية ولكن علينا الانتظار لنرى اذا كان الوضع سيستمر ام لا».
وأضاف ان لا علم له بخطط لتغيير الدولار الذي يستخدم في تقويم تجارة النفط العالمية، وحين سئل عما إذا كان على دراية بمثل هذه الخطوات أجاب بالنفي قائلا انها سياسة الدول الأعضاء مؤكدا ان قضايا تقويم تجارة النفط تخص الدول الأعضاء كل على حدة وليس سياسة خاصة بالمنظمة، وذكر أيضا ان ضعف الدولار مثار قلق للمصدرين.
وأشار الى أن بعض المضاربات في تجارة النفط جزء طبيعي من عمل الأسواق لكنه أضاف أنه يجب الحد من المضاربات المفرطة، مضيفا «بعض المضاربات جزء من السوق ومن النظام لكن يجب ألا نصل إلى حد الجموح».
وأضاف البدري ان الانتقال من الدولار إلى غيره كعملة لتجارة النفط سيستغرق وقتا طويلا وأن اليورو هو البديل الممكن الوحيد، وتابع أن الانتقال من الجنيه الاسترليني الى الدولار في تقييم النفط استغرق عقودا.
العطية: لا يوجد نقص في الإمدادات
إيطاليا ـ رويترز: قال وزير النفط القطري عبدالله العطية إن منظمة أوپيك تراقب الوضع في الأسواق، لكنه أبدى ثقته أنه لا يوجد نقص في الإمدادات.
وقال العطية في مراسم افتتاح مرفأ للغاز الطبيعي المسال في ايطاليا يطل على البحر الادرياتي «إن التنبؤ بالأسعار لعام 2010 في غاية الصعوبة».
وأضــاف «نرجــو أن يكون عام 2010 عامــا أفضل، وفي «أوپيك» نحن نراقب الوضع عن كثب».
أغلب العوامل لا تصب في مصلحة ارتفاع الأسعار
أكد الخبير النفطي موسى معرفي ان الارتفاع الحالي في اسعار النفط العالمية ارتفاع مؤقت، مستبعدا وصول سعر البرميل الى 100 دولار قبل نهاية العام الحالي.
وقال معرفي لـ «كونا» ان مستوى الأسعار سيظل يدور حول 75 دولارا للبرميل صعودا وهبوطا وقد يخترق حاجز 80 دولارا خلال فترة وجيزة لكنه لن يصمد كثيرا فوق هذا الحاجز، وتشهد أسعار النفط منذ بداية الاسبوع الماضي حالة من الانتعاش ووصل سعر برميل النفط الأميركي الخام أمس الى 79.61 دولارا في سوق نيويورك بينما سجل سعر برميل خام برنت 77.77 دولارا في سوق لندن.
واشار معرفي الى ان هناك عوامل كثيرة تؤثر حاليا في اسعار النفط واغلبها لا يصب في مصلحة ارتفاع السعر بشكل كبير على الأقل قبل نهاية العام الحالي متوقعا أن تشهد الأسعار موجة جديدة من الارتفاع في عام 2010.
وبين ان اسعار النفط تتأثر حاليا بشكل كبير بسعر الدولار الأميركي المتراجع امام العملات الاخرى، لافتا الى ان العلاقة بين سعر النفط والدولار علاقة عكسية دائما لان الدول المنتجة التي تبيع نفطها بالدولار تحاول تعويض انخفاض العملة الأميركية عن طريق رفع السعر.
وتوقع معرفي ان تنخفض اسعار النفط اذا عاود الدولار مرة اخرى للارتفاع بينما قد ترتفع هذه الاسعار كثيرا اذا واصلت العملة الأميركية انخفاضها مرة اخرى، وقال ان المخزونات الاستراتيجية العالمية التي تملكها الدول والشركات النفطية الخاصة والتي يعود اغلبها الى الولايات المتحدة الأميركية حاليا في مستوى مرتفع للغاية وقد وصلت في يوليو الماضي الى 2588 مليون برميل قبل ان تنخفض في اغسطس بمقدار 11 مليونا لكنها تبقى ايضا في مستوى مرتفع.