أكد الخبير النفطي موسى معرفي أن الارتفاع الحالي في اسعار النفط العالمية هو ارتفاع مؤقت مستبعدا وصول سعر البرميل الى 100 دولار قبل نهاية العام الحالي.
وقال معرفي لـ «كونا» أمس ان مستوى الأسعار سيظل يدور حول 75 دولارا للبرميل صعودا وهبوطا وقد يخترق حاجز الـ 80 دولارا خلال فترة وجيزة لكنه لن يصمد كثيرا فوق هذا الحاجز.
وتشهد أسعار النفط منذ بداية الأسبوع الماضي حالة من الانتعاش حيث وصل سعر برميل النفط الخام الى 79.61 دولارا في سوق نيويورك بينما سجل سعر برميل خام برنت 77.77 دولارا في سوق لندن.
واشار معرفي الى ان هناك عوامل كثيرة تؤثر حاليا في أسعار النفط واغلبها لا يصب في مصلحة ارتفاع السعر بشكل كبير على الأقل قبل نهاية العام الحالي، متوقعا ان تشهد الأسعار موجة جديدة من الارتفاع في عام 2010.
وبين ان اسعار النفط تتأثر حاليا بشكل كبير بسعر الدولار المتراجع أمام العملات الأخرى، لافتا الى ان العلاقة بين سعر النفط والدولار هي علاقة عكسية دائما لان الدول المنتجة التي تبيع نفطها بالدولار تحاول تعويض انخفاض العملة الأميركية عن طريق رفع السعر. وتوقع معرفي ان تنخفض أسعار النفط اذا عاود الدولار مرة أخرى الارتفاع بينما قد ترتفع هذه الأسعار كثيرا اذا واصلت العملة الاميركية انخفاضها مرة اخرى.
وقال ان المخزونات الاستراتيجية العالمية التي تملكها الدول والشركات النفطية الخاصة والتي يعود اغلبها الى الولايات المتحدة الاميركية هي حاليا في مستوى مرتفع للغاية وقد وصلت في يوليو الماضي الى 2588 مليون برميل قبل ان تنخفض في أغسطس بمقدار 11 مليونا لكنها تبقى ايضا في مستوى مرتفع.
واشار الى ان هذه المخزونات الاستراتيجية هي بخلاف المخزونات العائمة في البحار من النفط الخام والتي تتجاوز 55 مليون برميل اضافة الى مخزونات المنتجات البترولية التي تصل احيانا الى 60 مليون برميل، مبينا ان ارتفاع كل هذه المخزونات من شأنه ان يؤثر سلبا في اسعار النفط.
وذكر ان هناك مؤشرات كثيرة على تحسن الطلب العالمي على النفط الخام من أهمها زيادة الاستهلاك الاميركي مع تحسن أحوال الاقتصاد هناك اضافة الى نمو استهلاك كل من الصين من النفط الخام والذي يتوقع ان يكون بمقدار 4.2% وكذلك الهند بمقدار 3.6 عن العام الماضي، مبينا ان التوقعات تشير الى نمو الاقتصاد العالمي بمقدار 4% خلال العام المقبل.
واضاف ان دراسات «أوپيك» تشير الى ان الطلب العالمي على النفط الخام سينمو بمقدار 700 ألف برميل يوميا في العام المقبل 2010 وسيكون لـ «الأوپيك» منها 300 ألف برميل، بينما تشير دراسات اخرى الى ان النمو في الطلب العالمي سيكون بمقدار 1.700 مليون برميل يوميا خلال عام 2010 وان نصيب «أوپيك» منها سيكون في حدود مليون برميل أي ان اجمالي الطلب على نفط «أوپيك» سيكون في حدود 28.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.
وقال ان هذه العوامل من شأنها ان تؤثر ايجابيا على أسعار النفط لكن تقابلها عوامل اخرى من شأنها ان تؤثر سلبا عليها وبشكل كبير ومن اهم هذه العوامل احتمالات دخول العراق وبقوة مرة اخرى على سوق النفط في السنوات الخمس المقبلة.