ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية ان فرنسا اعطت اشارة واضحة الى ان ارتفاع اليورو يشكل تهديدا للتعافي الاقتصادي الهش للاقتصاد الأوروبي ولا يمكن تحمله اطول من ذلك.
ونقلت الصحيفة عن هنري غواينو مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قوله ان بلوغ سعر اليورو مستوى 1.50 دولارا سيكون كارثة للاقتصاد الأوروبي.
وكان اليورو قد سجل منذ مارس الماضي ارتفاعا بنسبة 15% بالمعيار التجاري اي ما يعادل ارتفاعا في اسعار الفائدة بستة ارباع نقطة مئوية. ويوم الثلاثاء الماضي تأرجح لفترة قصيرة عند 1.50 دولار قبل ان يتراجع نتيجة مخاوف من تدخل السلطات النقدية في أوروبا.
واضافت الصحيفة ان اكثر ما يقلق صانعي السياسة الأوروبيين هو ارتفاع اليورو مقابل اليوان الصيني. وكانت بكين قد ربطت عملتها بقوة بالدولار الضعيف منذ اكثر من عام محققة ميزات اضافية لصادراتها. وفي سبتمبر وحده حققت زيادة في احتياطياتها بـ 68 مليار دولار نتيجة الابقاء على انخفاض قيمة عملتها. ويجري استثمار معظم هذه الاحتياطيات الجديدة في سندات منطقة اليورو الأمر الذي رفع قيمته اكثر.
وقالت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد انه امر لا يطاق ان تدفع اوروبا ثمن العلاقة غير السليمة بين الولايات المتحدة والصين. وجدير بالذكر ان الفائض التجاري الصيني مع اوروبا بلغ في العام الماضي 169 مليار يورو.
وتقول الصحيفة ان اوروبا واليابان هما الكتلتان الوحيدتان اللتان تقفان موقف المتفرج بينما يسمح الآخرون لقيمة عملاتهم بالانخفاض او يتخذون خطوات عملية للابقاء على انخفاض سعر صرفها. وكانت البرازيل احدث الدول التي تدخلت لوقف صعود الريال بعد ان سجل منذ مارس ارتفاعا بنسبة 42% مقابل الدولار.
وفيما تتدخل سويسرا بشكل علني للابقاء على انخفاض قيمة عملتها، عملت كندا ونيوزيلندا على اطلاق حملة كلامية لوقف ارتفاع عملتيهما، بينما لجأت بريطانيا والسويد الى اتخاذ اجراءات خفية لتخفيض عملتيهما.
ومع قيام كوريا الجنوبية وتايلند وتايوان والفلبين واندونيسيا وروسيا بشراء الدولار للحد من ارتفاع عملاتها حذرت الصحيفة من ان ذلك سيطيل امد الخلل في التوازن الذي أفضى الى فقاعة الائتمانات في 2004/2007 وبالتالي الى الأزمة المالية الراهنة، وأوضحت الصحيفة ان تكديس الاحتياطيات يغذي فورة في الأصول لأنه يولد فائضا كبيرا في السيولة وانخفاضا في عائدات السندات العالمية، ودعت الصحيفة آسيا الى اجراء تخفيضات كبيرة على سعر صرف عملاتها مقابل العملات الغربية من اجل تصحيح هذا النظام.