محمود عيسى
قال بنك أوف أميركا ميريل لينش ان الولايات المتحدة مستمرة في استيراد النفط الخام من منطقة الشرق الأوسط بأسرع معدل منذ عام 2013.
وأضاف البنك في تقريره الأسبوعي عن أسواق الطاقة العالمية انه على مدى الربع الثالث من 2016 إلى الربع الأول من 2017، لاحظ أن الإنتاج المشترك للسعودية وإيران والعراق والكويت وقطر قد انخفض بمقدار 820 ألف برميل يوميا بالتتابع. ولكن إجمالي الصادرات الفعلية ارتفع بمقدار 250 ألف برميل يوميا خلال الفترة ذاتها.
وقال البنك: صحيح ان الانخفاض في الإنتاج والصادرات بين الربع الأخير من 2016 والربع الأول من عام 2017 كان أكثر اتساقا، الا إن نسبة صادرات دول الخليج الى انتاج هذه الدول ظلت مرتفعة عند مستوى 75%، مما يشير إلى أن الكثير من النفط الخام يتم تصديره من قبل أعضاء أوپيك الرئيسيين. وخلافا للتوقعات الأولية، لا يزال المعروض العالمي من النفط الخام وفيرا بعد 6 أشهر من تخفيض الإنتاج المشترك من قبل المنتجين من داخل أوپيك وخارجها. ومع استمرار تدفق النفط الخام من الشرق الأوسط إلى السوق العالمية، فلم يعد ممكنا تخفيض إجمالي مخزونات النفط الأميركية.
وأشار البنك الى استمرار تأثير مستويات المخزون المرتفعة على سوق النفط، الأمر الذي حال دون انتعاش الأسعار. وفي واقع الأمر، فما دام إجمالي مخزونات النفط في الولايات المتحدة محافظا على مستوياته العالية، فإن أسواق النفط الخام مثل خام غربي تكساس الوسيط وبرنت ستحتفظ على الأرجح ببنية هيكلية للأسعار تتضمن غرامات تأجيل التسلم على المدى الطويل. وبعبارة أخرى، فإن منظمة أوپيك لم تحقق هدفها المنشود المتمثل في تقليص فائض النفط العالمي والمخزونات النفطية ما دامت مخزونات النفط الأميركية باقية عند مستوياتها الحالية.
وفي هذا السياق، من المستغرب إلى حد ما ان نلاحظ تسارع تدفق النفط الخام من دول الخليج الى الولايات المتحدة منذ اتفاق أوپيك على خفض الانتاج في ديسمبر 2016. والواقع ان إجمالي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام قد بلغ أعلى مستوى لها خلال سنوات عديدة ماضية، وكان مصدر هذه الزيادة في الغالب تعاظم إلامدادات من قبل أوپيك. ولعله مجرد تأخر في تلمس تأثير هذه الإجراءات لأن تخفيضات أوپيك تحتاج الى وقت قبل ان تحدث آثارها المتوقعة من خلال النظام. ولكن الزيادة في واردات النفط الخام إلى الولايات المتحدة قد اقترنت مع انتعاش ملحوظ في إنتاج النفط الصخري الأميركي، مما حال في نهاية المطاف دون تخفيض كبير في مستويات المخزون من الخام الأميركي.