أحمد مغربي
قال الرئيس التنفيذي في شركة «ايكاروس» للصناعات النفطية سهيل بوقريص أن الديون المتبقية على الشركة تبلغ 35 مليون دينار لاحد البنوك المحلية وسيتم سدادها خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشيرا الى أن الشركة ستتجه لاتباع استراتيجية جديدة في الاستحواذ وهي الدخول في حصص كبيرة ومؤثرة في مصانع تشغيلية في السوق المحلي او الخليجي. وأوضح بوقريص في حوار شامل مع «الأنباء» أن «ايكاروس» دخلت في مفاوضات جادة للاستحواذ على حصة استراتيجية في مصنع تشغيلي محلي، مضيفا أن مفاوضات الاستحواذ تسير على قدم وساق وسيعلن عنها خلال الشهور القليلة المقبلة في حال إتمامها بنجاح. وأشار الى أن التسهيلات التي حظيت بها الشركة في السوق السعودي دفعتها الى تعزيز حصصها في كبرى الشركات في السعودية مثل حصة الـ 9% في «سيبكم» و6% في شركة تصنيع، موضحا أن الشركة لها حصة مميزة تبلغ 11% في مجمع «الاستاين» المتوقع تشغيله نهاية العام الحالي. واشار الى أن السعودية لديها إستراتيجية ورؤية واضحة لتشجيع الصناعة خاصة ان المملكة أخذت منذ فترة خطوات جبارة لتشجيع القطاع الخاص من خلال توفير المناطق الصناعية التي تتوافر بها كل وسائل النقل والكهرباء ومساحات كافية للمصانع وبنى تحتية متكاملة وموانئ للتصدير. وبين أن الشركة ليست لها نوايا في الادراج بأي سوق خارجي، مرجعا ذلك الى أن الشركة تعيد في الوقت الحالي تنظيم شؤونها الداخلية وتعديل أوضاعها المالية التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية.. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
في البداية نود ألقاء الضوء على شركة «ايكاروس» للصناعات النفطية من حيث النشأة والتطور.
شركة «ايكاروس» للخدمات النفطية هي احدى شركات مجموعة الصناعات الوطنية وكان هدف إنشائها منذ البداية هو خلق ذراع استثمارية جديدة للمجموعة في قطاع البتروكيماويات ومع مرور الوقت تطورت الشركة إلى أن أصبح رأسمالها الحالي 75 مليون دينار. تختص شركة ايكاروس في الأساس بمجالات النفط والغاز والبتروكيماويات وتتركز استثماراتها منذ البداية في السعودية بقطاع البتروكيماويات ولدى الشركة حاليا العديد من الشراكات الإستراتيجية في كبرى الشركات بالسعودية، وقطاع البتروكيماويات من القطاعات الناجحة في السعودية، خاصة ان البيئة الاستثمارية بيئة صحية للاستثمار وتقوم المملكة بتذليل كل العقبات أمام الشركات سواء المحلية أو الخارجية. أدرجت شركة «ايكاروس» في سوق الكويت للأوراق المالية في شهر ابريل 2008، واحتفظت مجموعة الصناعات بحصة مباشرة في «ايكاروس» تبلغ 49% ولا توجد نوايا للشركة للإدراج في أي سوق آخر بالمنطقة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
ما إستراتيجية الشركة الحالية التي تسعى لتحقيقها في السنوات المقبلة في ظل الأزمة المالية العالمية التي تضرب اقتصادات العالم بلا هوادة؟
قبل عملية الإدراج في البورصة عينت «ايكاروس» شركة بورز اند كومباني مستشارا تم تكليفه بإعداد إستراتيجية طويلة المدى للسنوات الخمس المقبلة، ولكن مع انطلاق الشرارة الأولى للازمة المالية العالمية مع نهاية العام الماضي أوقفت الشركة العمل في هذه الإستراتيجية وخاصة الجزء المختص بالتوسعات الخارجية، حيث كانت إستراتيجية الشركة في البداية تنصب في التوسع الخارجي، والشركة أخذت خطوات كبيرة في الدخول في شراكات إستراتيجية في عدد من الأسواق منها شرق آسيا وروسيا. وخلال الأزمة قامت الشركة بإعداد دراسات مستفيضة عن الوضع الراهن وتوصلت إلى ضرورة المساهمة في حصص تشغيلية كبيرة تدر تدفقات نقدية عالية بدلا من المساهمات العديدة التي دخلت فيها الشركة، فمراجعة الإستراتيجية تتطلب وقتا لتنفيذها ولكن «ايكاروس» خطوات عملها سريعة وخير دليل أن الشركة أوقفت مشاريعها المقترحة في شرق آسيا وروسيا ودخلت في مفاوضات جادة مع إحدى الشركات المحلية للمشاركة في احد المصانع التشغيلية بالكويت، ومن هنا أؤكد على أن إستراتيجية الشركة الحالية تتلخص في البحث عن فرص استثمارية تحقق الهدف الاستراتيجي وهي الدخول بحصة أغلبية في شركة تشغيلية.
ما قيمة استثماراتكم الحالية؟
أغلب أصول الشركة أسهم في شركات خاصة في السعودية مثل حصة 9% في شركة «سيبكم» و6% في شركة تصنيع وحصة 11% في مصنعين سعوديين سيبدآن الإنتاج نهاية العام الحالي، وأي شخص للوهلة الأولى يشعر بأن حصص «ايكاروس» صغيرة نسبيا في هذه الشركات ولكننا أن ننظر إلى حجم هذه الشركات التي نساهم فيها برؤوس أموالها الكبيرة ونشاطاتها المتنوعة، وما دامت هذه الأسهم مدرجة فالسعر السوقي هو الذي يحدد قيمتها التي تتفاوت حسب الأسعار وهذا لا يهمنا في «ايكاروس» وإنما الشيء الأهم هو أن هذه الشركات لديها مصانع تعمل على ارض الواقع ولديها حصص إنتاجية جيدة وهذه الحصص في ازدياد وتطور. وما حدث في الفترة الماضية من انخفاضات كبيرة في سعر السهم لا يهمنا لأننا نعلم جيدا انه لا يعكس أداء الشركة وإنما يخضع لمتغيرات عديدة في السوق و لانعكاسات الأزمة المالية العالمية، وقامت الشركة بأخذ المخصصات اللازمة مما انعكس سلبا على نتائج الشركة في السنة الماضية نتيجة لتطبيق العرف المحاسبي، لكننا لدينا قناعة تامة بأن انخفاض سعر السهم في البورصة لا يعكس بالضرورة أداء الشركة التشغيلي ولا حصص الإنتاج التي تسعى هذه الشركات لزيادتها، فشركات البتروكيماويات تختلف تماما عن شركات الاستثمار مثلا لأن شركات البتروكيماويات لديها مصانع وحصص إنتاجية معينة وتختلف تماما عن الشركات الاخرى، فطبيعي ان يكون السهم لا يعكس أداء الشركة بالأساس. وخلال الفترة الماضية شهد سهم ايكاروس تجاوبا شديدا بالتزامن مع تحسن قطاع البتروكيماويات في السوق السعودي، وهو ما انعكس بالإيجاب على سعر السهم ليسجل ارتفاعا كبيرا خلال الشهرين الماضيين فصناعات البتروكيماويات بدأت تتحسن ولاتزال تشهد انتعاشا كبيرا. وفي قطاع البتروكيماويات يتحكم سعر النفط في كل شيء وارتفاع الأسعار كان له مردود ايجابي وفعال كذلك على سعر السهم في البورصة، لكن هناك عوامل أخرى تتحكم في أسعار النفط مثل المضاربات وانخفاض سعر الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية، ومن الواضح أن هناك تحسنا في الطلب وهذا التحسن ينعكس على كل الصناعات التي يدخل فيها النفط بما فيها البتروكيماويات.
هل ترجع الخسائر التي منيت بها الشركة خلال الربعين الأول والثاني من العام الحالي إلى انخفاض أسعار النفط؟
ليست أسعار النفط وحدها هي التي تتحكم في ارتفاع السهم أو انخفاضه بالنسبة للقطاع التي تنشط به ايكاروس، إنما هناك عوامل عديدة تتحكم في هذه النتائج المالية، فالأزمة المالية العالمية التي عصفت بالاقتصاد العالمي أواخر العام الماضي هي الأساس، خاصة ان معظم الشركات بدأت في المجازفة بالتوسع والتفريخ فانعكست هذه الأمور على الشركات حتى أصبح النمو الاقتصادي سلبيا وهذا النمو السلبي اثر على الشركات ونشاطها وهذه الأمور كلها ساعدت بشكل أساسي في أن معظم الشركات سواء المحلية أو العالمية منيت بخسائر خلال العام الحالي ومنها ايكاروس.
ما توقعاتكم لنتائج الشركة في نهاية هذا العام؟
توقعاتنا إن شاء الله إيجابية، حيث نأمل أن نغطي بعض خسائر هذه السنة، كذلك نتوقع تحسنا كبيرا في نمو أصول وحقوق المساهمين نظرا لتحسن قيمة أصول الشركة في استثماراتنا في السعودية حيث نتوقع أن يصل نمو الأصول الى 30% عن السنة الماضية.
هل توجد نوايا لدى الشركة للإدراج في السوق السعودي؟
حاليا، لا يوجد خطط للشركة للإدراج لا في السوق السعودي ولا أي سوق خارجي، لحين تعديل أوضاع الشركة الداخلية، وبعد ذلك نفكر في جدوى عمليات الإدراج، لأن الأهم أن يكون سهم الشركة سائلا في السوق بمعنى أن تصبح عمليات البيع والشراء على السهم مستمرة ولا تتوقف ويتحول السهم إلى الوضع الخامل، ناهيك عن المستثمر الاستراتيجي في الشركة ونواياه.
ذكرت أن الشركة تدرس الدخول في حصص بمصانع تشغيلية في السوق المحلي، فهل لدى الشركة دراسات نهائية في الوقت الراهن؟
اهتمام ايكاروس في الوقت الراهن هو الدخول في حصص بمصانع تشغيلية في السوق المحلي أولا، وإذا لم تتوافر فسنوسع دائرة بحثنا في الأسواق المجاورة والشرق الأوسط، وفعليا تدرس الشركة فرصتين في السوق المحلي، وركزت الشركة على فرصة منهما ستعلن عنها قريبا لان إجراءات الدخول في هذه الحصة تتم حاليا على قدم وساق.
نعلم أن اكبر مساهم في ايكاروس مجموعة الصناعات الوطنية، فما الإسهامات التي قدمتها المجموعة للشركة منذ نشأتها؟
مجموعة الصناعات هي المالك الرئيسي في ايكاروس والمجموعة تعتبر من أقدم واكبر المجموعات في الكويت وتغطي مجالات عملها العديد والعديد بداية من الاستثمار إلى الخدمات والصناعة، فالمجموعة عبارة عن منظومة متكاملة وايكاروس جزء من هذه المنظومة، فالمجموعة قامت بمساع كبيرة خلال الأزمة من توفير بعض السيولة اللازمة للشركة، ودعم الشركة تجاه دائنيها.
ما حجم ديون الشركة الداخلية والخارجية؟
الشركة كانت قد أخذت تسهيلات من بنوك محلية وخارجية ومع الأزمة كان هناك صعوبة في الوفاء بهذه التسهيلات، خاصة ان معظمها كان قصير الأجل إلا أن الشركة نجحت خلال الفترة الماضية في الإيفاء بالتزاماتها تجاه البنوك الأجنبية، حيث تم الوفاء بـ 50 مليون دولار وتسديدها بالكامل خلال هذه السنة وجدولة ديون بقيمة 32 مليون دينار مع احد البنوك المحلية، وتم الاتفاق مع البنك الدائن على تقديم المزيد من المزايا لهذه التسهيلات، وبالفعل تم الاتفاق مع البنك على هذه الأمور وسوف تسدد هذه التسهيلات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
هل تشعرون أن سهم «ايكاروس» من الأسهم التي ظلمت خلال الأزمة؟
السوق الكويتي شهد انخفاضات مدوية خلال العام الحالي وذلك بتأثير مباشر من الأزمة المالية العالمية ومن حالة الهلع التي أصابت المستثمرين في البورصة، فنجد حاليا نصف الأسهم المدرجة تتداول بأقل من قيمتها الدفترية وهذا كنتيجة مباشرة للوضع المزري الذي تمر به البلد بشكل عام والاقتصاد بشكل خاص، وسهمنا مثله مثل باقي الأسهم تأثر وانخفض، لكنني لا استطيع ان أقول أن السهم ظلم أو لا فهذا يرجع إلى الخبراء المتخصصين في هذا الأمر والذين ينظرون إلى النتائج المالية للشركة خلال الأرباع الماضية وخلال العام الماضي وينظرون إلى الأداء التشغيلي للشركة بشكل عام وحجم مساهماتها في الشركات التشغيلية الكبرى ويحددون هل السهم ظلم أو لا.
ما موعد تشغيل مجمع الاستاين السعودي؟
أولا تساهم الشركة في هذا المجمع بنسبة 11% وذلك بعد تخفيضها من 15%، وسيبدأ التشغيل الفعلي لهذين المصنعين نهاية العام الحالي حيث بدأ بالفعل التشغيل التجريبي للمصنعين، وستكون عوائد التشغيل من المصنعين جيدة، خاصة ان «ايكاروس» تعتبر ثاني اكبر مساهم في المصنعين بعد شركة «سيبكم».
ما التسهيلات التي حظيت بها «ايكاروس» في السعودية؟
السوق السعودي عموما له إستراتيجية ورؤية واضحة لتشجيع الصناعة، والحقيقة المملكة أخذت منذ فترة خطوات جبارة لتشجيع القطاع الخاص من خلال توفير المناطق الصناعية التي يتوافر بها كل وسائل النقل والكهرباء وبمساحات كافية للمصانع وبنى تحتية متكاملة وموانئ للتصدير. والسعودية تمتلك مدينتين صناعيتين هما ينبع والجبيل تم تصميمهما على احدث الطرز والوسائل، وتفكر حاليا في إنشاء منطقة متخصصة في لزور لصناعة التعدين، وكل هذه العوامل الايجابية ساعدت السعودية لكي تحتل المرتبة الأولى من حيث اكبر الدول في مشاركة القطاع الخاص في صناعة البتروكيماويات.
معلومة نُسبت لـ «إيكاروس» بالخطأ
قال سهيل بوقريص ان ما نشر في احدى الصحف اليومية حول نوايا الشركة انتاج مليار قدم مكعبة من الغاز بحلول 2012 هو غير صحيح، موضحا انه حدث لبس لدى الصحيفة حيث كان محور حديثي عن القطاع النفطي للدولة وعن السعة الإنتاجية للدولة من الغاز في عام 2012 وليس «ايكاروس»، مشيرا إلى أن الشركة ليس لديها أي مصانع تشغيلية في الوقت الحالي وإنما تشارك بحصص مختلفة في شركات وخاصة في السعودية.
القياديون عملة نادرة
قال بوقريص ان القياديين الذين تخرجوا من القطاع العام وعملوا في مؤسساته لعشرات السنين ما هم إلا عملة نادرة يجب الاحتفاظ بهم والنظر إليهم على أنهم كنز لا يجب التخلي عنهم، مشيرا إلى انه لابد من الاستعانة بهؤلاء القياديين في حال القطاع النفطي الذي بدأ يشهد حالات شد وجذب كبيرة خلال السنوات الماضية.