- «بلومبيرغ»: ارتفاع معدل إنتاج البرازيل 26% والصادرات 39% في 2017
محمود عيسى
قال موقع وورلد اويل ان الاقتصاد البرازيلي الذي يعاني من اشد حالات الانكماش الاقتصادي يزيد من تعقيدات الظروف بالنسبة لمنظمة أوپيك.
وقد نقل الموقع عن محطة بلومبيرغ الاخبارية قولها ان إنتاج النفط المتزايد في البرازيل جنبا إلى جنب مع انخفاض الطلب المحلي اطلق العنان امام تعاظم الصادرات النفطية البرازيلية الى معدلات قياسية، مما قوض جهود أوپيك لعكس اتجاه انخفاض الأسعار من خلال خفض الإنتاج.
وقالت المحطة ان البرازيل سجلت معدل إنتاج يومي بلغ 1.5 مليون برميل في وقت سابق من هذا العام، بزيادة 26% عن الرقم القياسي السابق الذي سجلته في عام 2010.
وبالمقابل فقد ارتفع متوسط الصادرات بنسبة 39% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2017 مقارنة بالعام السابق.
وتتوقع شركة بيتروليو براسيليرو التي تسيطر عليها الدولة وتعتبر مصدرا لنصف صادرات البرازيل من النفط الخام أن ينتهي عام 2017 وقد حققت نموا بنسبة 30% في المبيعات النفطية الدولية.
ونتيجة لذلك، قالت المحطة ان من المتوقع ان تكون البرازيل ثاني اكبر مصدر للنفط من خارج أوپيك في النصف الثاني من العام الحالي، وفقا لما ذكرته المنظمة في تقريرها الصادر في يونيو الجاري.
ومع ذلك فإن المسافة ما زالت بعيدة بينها وبين احتلال المركز الثاني بعد الولايات المتحدة، حيث لاتزال ثورة النفط الصخري تدفع نمو الانتاج على الرغم من تدهور الأسعار.
ونسبت بلومبيرغ الى المشرع النفطي البرازيلي السابق والاستاذ في جامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية هيلدر كويروز قوله لها عبر الهاتف «ان تحول البرازيل الى مصدر نفطي مهم يعوق جهود أوپيك الرامية للسيطرة على الاسعار من خلال خفض الانتاج».
ويساعد نمو الصادرات هذه الدولة الاميركية اللاتينية على تعزيز ميزانها التجاري ويوفر بعض الدعم في غمرة اسوأ ركود تشهده البلاد خلال قرن.
وفي مقابلة له مع بلومبيرغ، قال مدير وكالة النفط الوطنية لتنظيم الشؤون النفطية أوريليو أمارال «إن المنتجين في البرازيل أحرار في ضخ وتصدير النفط الخام بمحض ارادتهم، خلافا لما هو عليه الوضع بالنسبة لاعضاء أوپيك حيث تضع الحكومات حدودا للإنتاج، ان الأمر متروك للشركات لاتخاذ قرارها بهذا الشأن لان السوق ليست منظمة».
وترى المحطة ان الركود جزء من تفسير الوضع، حيث إن انخفاض استهلاك الوقود يحرر النفط لأغراض التصدير، فيما واصل الطلب على النفط الخام تراجعه في البرازيل خلال أبريل بحوالي 130 ألف برميل يوميا، أي 5.7% تقريبا من إجمالي الاستهلاك.
وقالت شركة بيتروبراس في تعقيب «ان انخفاض مبيعات الوقود في السوق المحلية يقلص الحاجة لتكرير النفط في المصافي المحلية»، لكن الأزمة الاقتصادية ليست السبب الوحيد، حيث إن الحقول البحرية فيما يسمى بمنطقة المرحلة قبل الملحية التي اكتشفت قبل عقد من الزمان، اصبحت الآن مصدرا لنمو قوي.
وقالت الشركة ان النفط اكثر قيمة مما كانت البرازيل تنتجه تاريخيا في الحقول القريبة من الشاطئ حيث يكون محتوى الكبريت اعلى في النفط المستخرج منها.
وقالت المحطة ان صادرات النفط الخام ظلت أعلى من مليون برميل يوميا لمدة أربعة أشهر، وهو مستوى شهري لم يسجل إلا مرة واحدة قبل عام 2010، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وكالة النفط الوطنية.
وانتهت بلومبيرغ الى القول إن نمو الانتاج في كل من النفط الصخري في الولايات المتحدة والحقول الملحية في البرازيل، والرمال النفطية في كندا يحد بشكل أساسي من تأثير تخفيضات انتاج أوپيك التي تم تمديدها حتى شهر مارس المقبل.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ان ترفع الدول المنتجة خارج اطار أوپيك بما فيها الولايات المتحدة والبرازيل انتاجها بحوالي 1.5 مليون برميل يوميا في العام المقبل، مما سيرفع المعروض العالمي من النفط ليتجاوز الطلب.
وكانت الوكالة قد ذكرت في تقريرها الصادر في 14 يونيو الجاري ان نظرتها المستقبلة الاولية لعام 2018 تجعل الامور صعبة بالنسبة لهؤلاء المنتجين التواقين إلى كبح العرض.