عبدالرحمن خالد
يشهد سوق التطبيقات الالكترونية تحولا رهيبا، بدأ في عام 2014 عندما بيع تطبيق «فور سيل» الكويتي بمليون دولار.
كان بمنزلة شرارة لتبدأ حفلة الاستثمار والتطوير في التطبيقات بعد اعتماد اغلب الخدمات عليها في الموبايلات الذكية.
وقبــل عامين، بيــع تطبيــق «طلبات دوت كوم» بـ 170 مليون دولار، والذي شجع العديد من المبادرين للدخول بذلك الاستثمار الرابح، وتبعه اليوم تطبيق «كاريدج» بصفقة بيع تقدر بـ 200 مليون دولار.
وتكمن الثروة في شركات الإنترنت، مثل شركتي كاريدج وطلبات، في قدرتها على جمع معلومات وبيانات هائلة عن المستهلكين وتحليلها في منصات خاصة تمكن من فهم سيكولوجية المستهلك واهتماماته ورغباته وقدراته الشرائية، ثم تساعدها هذه المعلومات المتراكمة والتاريخية على توقع حاجاته الاستهلاكية مستقبلا وضمان تكرار شرائه وإبقائه زبونا مدى الحياة، لذا تعتبر المعلومات عن كل زبون قيمة بحد ذاتها تدخل في تقييم أصول الشركة.
ويرى خبراء في السوق التكنولوجي، تحدثت «الانباء» معهم، وسألتهم عن وضع سوق التطبيقات الالكترونية في الفترة المقبلة، ان سوق التطبيقات يجب ان يكون طموحه خارج الكويت بعد نجاح تجربته في الداخل، اذ هكذا تم اكتشاف تلك التطبيقات وبيعها بقيمة عالية جدا.
يقول محمد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة فيث كابيتال ومطور طلبات دوت كوم سابقا ان هناك مشاريع لديها امكانيات عالية، وتلك التطبيقات مثل طلبات وكاريدج لم تكن فقط بالكويت ولكن توسعت قبل بيعها، ولذلك انتشرت بشكل كبير.
ويضيف: «الشباب الكويتي (وصل) الرسالة الى العالم انه باستطاعته عمل ما يقوم به الآخرون حول العالم، وبالطبع عندما وصلنا لمرحلة جذب الاسثمار الاجنبي الى الكويت، معنى ذلك ان السوق الكويتي لديه الامكانيات القوية. سعيد جدا وفخور بما تقدمه المشاريع الكويتية التكنولوجية وما وصلت اليه، واتوقع بالمستقبل سنرى صفقات اكبر من تلك».
من جانبه، يرى نائب الرئيس التنفيذي في تطوير الاعمال لدى شركة كيوبيكال سيرفيسز محمد القطان ان السوق الكويتي صغير، وتلك التطبيقات اذا لم يكن بها طموح لتوسع خليجي او اقليمي فستكون فرصتها ضعيفة للغاية.
ويضيف: «اذا اراد صاحب التطبيق الحصول على فرصة فإن السوق الكويتي مفتوح وهناك فجوة كبيرة يجب ان يتم اغلاقها لان السوق لم يتم تنظيمه بعد، لذا هناك مجال واسع امام المبادرين واصحاب الافكار».
ويردف القطان قائلا: «ميزة السوق الكويتي انه سوق مبدع ولديه منافسة شديدة جدا. يجب ان يكون هناك فرصة للتوسع خارجيا ومنافسة تطبيقات أخرى، مثل ما حدث مع كاريدج وقبلها طلبات، وتعتبر تلك موجة وستكبر مستقبليا ولكننا نحتاج الى الوقت، اذ لم نصل بتعاملنا آليا بجميع الخدمات كما وصلوا اليه في اميركا واوروبا».
وهناك العديد من اصحاب المشاريع الذين يتمسكون بمشاريعهم التي أسسوها، ويرفضون بيعها.
ويعلق القطان بهذا الصدد: «ضرورة عدم ربط المشاعر بتلك المشاريع خاصة بالبزنس، اذ ان اي فرصة تكون متاحة بسعر جيد مثل التي جاءت الى طلبات وكاريدج فيجب استغلالها فورا، لان بإمكان البائع بعد فترة شراء العديد من الشركات الصغيرة وتطويرها».
ويتمتع سوق التطبيقات بقوة شرائية عالية في الآونة الاخيرة في الكويت، حيث اصبح الملاذ الآمن والطريقة المختصرة لأي مستهلك يبحث عن خدمة او منتج، ويقول مؤسس شركة بريلينت لاب لحاضنة المشاريع ندا الديحاني: «سوق المشاريع التكنولوجية في الكويت يعتبر سوقا ممتازا جدا لأي تجربة، لصغر حجم السوق وقوته الشرائية ذات القيمة العالية، لذا سوق التكنولوجيا الكويتي متشوق لأي شيء جديد ومتحمس له».
ويضيف: «سنرى عدة صفقات في الفترة القادمة مثل تلك الصفقات المليونية، لان التكنولوجيا وجدت لإزالة الحدود في جميع الخدمات».
ويشير الديحاني: «من المفترض التعامل في السوق الخليجي كسوق واحد، تتم تجربة المشروع في جزء من هذا السوق كالكويت مثلا، وبعد ذلك تعميمه على باقي السوق مثل الامارات والسعودية وغيره».
ويقول: «سنأخذ تجربة بريلينت لاب على سبيل المثال في نمو سوق التطبيقات الالكترونية على الموبايلات الذكية، اذ في عام 2013 عندما تم افتتاح البرنامج الخاص بنا، سجل في البرنامج 30 مبادرا خلال شهر، بينما في عام 2016 تلقى البرنامج 43 طلبا لمشروع تكنولوجي، واذا تحدثنا على نمو هذا السوق فسنقول انه يزيد سنويا على الاقل 50%، لذا هناك طفرة رهيبة في سوق التطبيقات».
ويختم الديحاني حديثه: «المستثمر الاجنبي عامل ممتاز لتحريك الاموال المحلية، وبذلك سيشجع رؤوس الاموال المجمدة في البنوك لعمل مشاريع مثل تلك التطبيقات».