- القطاع يحتاج لتشكيل فريق استكشافي لجذب الشركات العالمية إلى البلاد
زكي عثمان
يعاني قطاع الخدمات اللوجستية في الكويت من حالة ضعف شديدة، فهو في مفترق طرق خطير يتمثل في ضعف الامكانيات وعدم اجراء عمليات تطوير له منذ سنوات، وأيضا في احجام الشركات العالمية في الدخول اليه.
ففي الوقت الذي تستطيع فيه الكويت تأمين الظروف الجيدة لنشاط تجاري كبير في المنطقة وذلك من خلال تأمين بنية تحتية عالية المستوى، يقف تطوير القطاع التجاري واللوجستي «محلك سر» ويبقى متوقفا أيضا على الشركات العاملة في هذه المجال.
وقد أوضحت مصادر مراقبة لـ «الأنباء» ان الكويت يتعين عليها السعي بإيجابية الى جذب الشركات اللوجستية الى كل القطاعات الأساسية ومن شأن مثل هذا الإجراء أن يؤمن بالطبع وظائف جديدة ويوفر المعرفة الجديدة والمهارة، ما يؤدي إلى زيادة حجم التجارة والإنتاج العام في الكويت.
وأضافوا انه يمكن توسيع أي قطاع اقتصادي عموما عن طريق زيادة حجم الشركات والمشاريع الموجودة فيه فضلا عن تسهيل الإجراءات المحلية لتأسيس شركات أخرى وجذب مستثمرين أجانب.
وبما أن النشاط التجاري هو عملية مرتبطة بشبكة من الأعمال التجارية الدولية وتنطوي على أهمية بالغة في جذب لاعبين دوليين كبار، لذا فإن ما يحتاجه القطاع التجاري في الكويت الآن هو المزيد من الاطلاع على النشاطات الدولية والقيام بدور اكبر في شبكة العلاقات الاقتصادية العالمية وقيام المستثمرين المعتمدين بتوفير فرص العمل.
ورغم وجود عدد من اللاعبين الدوليين البارزين في الكويت، فإن الكويت لا تشكل عموما سوى موقع في شبكة أعمال مثل هؤلاء اللاعبين الدوليين الذين توجد مقراتهم في أماكن أخرى كدبي والبحرين.
وكانت اللقاءات التي جرت مع بعض اللاعبين اللوجستيين في الكويت أظهرت أسبابا عدة لمغادرة اللاعبين الوطنيين الكويت ولعدم اختيار اللاعبين الدوليين الكويت مكانا لعملياتهم الرئيسية.
وقالت المصادر ان من هذه الأشياء وجود عدد كبير جدا من النظم المقيدة للعمل، وعدم الوضوح في أساليب وإجراءات التقدم بطلب للعمل وصعوبات في الحصول على الأرض.
وكذلك ليس لدى ادارة الاستثمار الأجنبي في الكويت ميزانية للقيام بأي نشاط رئيسي فيما لم ينجح ممثلو التجارة الخارجية في الكويت ولا غرفة تجارة وصناعة الكويت في جذب المستثمرين.
ولا شك ان رؤساء الشركات التجارية العالمية واللاعبين اللوجستيين بحاجة لأن يعرفوا ان الكويت مكان جاذب للبدء بالعمليات اللوجستية، وباختصار يتعين ان يدرك صناع القرار أن الكويت خيار مفيد أمامهم ومثل هذه المبادرة يجب أن تكون مسؤولية غرفة التجارة والصناعة التي عليها إطلاق حملة تسويق تركز فيها على وسائل الإعلام العالمية وعلى هذه الحملة أن تبرز إمكانات الكويت اللوجستية المميزة التي منها موقعها كبوابة للعراق.
وطالبت المصادر بضرورة تشكيل فريق استكشافي يعمل لجذب الشركات اللوجستية الدولية الكبرى. وهدف هذه المبادرة هو جذب شركتين لوجستيتين دوليتين كبيرتين على الأقل توفر الواحدة منهما ما بين 800 و1000 وظيفة في الكويت بالإضافة لجذب 5 شركات دولية أخرى متوسطة الحجم لتوفير ما بين 300 و500 فرصة عمل للشركة الواحدة غير أن تنفيذ هذه المبادرة يتعين أن يكون من خلال عقلية خدمات حقيقية محترفة.
وهذا يعني ضرورة القيام بالتالي: اختيار فريق من 4 أعضاء طموحين وبخبرة لوجستية وطنية ودولية.
كما يجب ان يعمل الفريق من اجل فهم أفضل للكيفية التي يرى فيها العالم الكويت، هذا الى جانب ان الفريق يتعين عليه الوصول إلى الشركات المستهدفة لفهم احتياجاتها وإقناعها بما يمكن أن تحققه في الكويت ومن ثم تسهيل إبرام صفقات الاستثمار. وأخيرا تأسيس مكتب لمساعدة الشركات اللوجستية الصغيرة والمتوسطة الحجم. ويتعين أن يكون هدف هذا المكتب مساعدة مثل هذه الشركات على النجاح في أعمالها وتطوير خططها ومساعدتها في تأمين أماكن لمخازنها وفي الحصول على التمويل اللازم.