دخل مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على خط التوتر على حدود المملكة الجنوبية وأكد أن فتنة المتمردين الحوثيين تقوم على التعصب لـ «أفكار شاذة وآراء فاسدة».
وقال آل الشيخ في تصريح لصحيفة «عكاظ» في عددها الصادر أمس إن «الحوثيين يريدون فرض عقيدتهم الفاسدة على المجتمع والبلاد الإسلامية، داعيا البلدان الإسلامية إلى عدم الرضى بالأفكار الفاسدة التي تكون خالية من الشريعة الإسلامية.
وأشاد مفتي عام المملكة بما يؤديه رجال الأمن من جهد للحفاظ على أمن الوطن وحماية مقدراته، مضيفا: «هؤلاء الجنود المرابطون إنما هم في جهاد يحرسون ثغرا من ثغور الإسلام، وهم على خير وأجر عظيم في إخلاصهم ودفاعهم عن الوطن».
وبين أن حكومة المملكة تقدم مجهودات كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين وتدافع عن الوطن وممتلكاته.
وقال آل الشيخ: «المملكة لا تعتدي على أحد ولكنها تمتلك القدرة لردع كل من تجاوز حدوده وأراد الإفساد والإخلال بالأمن».
من جانبه، أعلن الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير على الحدود مع اليمن انه تم تطهير جميعالمواقع من المتسللين الحوثيين إلى أراضي المملكة واصفا إياهم بأنهم «عصابات غادرة وخسيسة».
عصابات غادرة
وقال الأمير فيصل بن خالد في تصريح صحافي «ان بلادنا ستبقى شامخة وسينقطع دابر من يحاول المساس بأمنها واستقرارها» مضيفا أنه «بالتوجيهات المستمرة للقيادة والمتابعة الميدانية من الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع فقد تم تطهير المواقع من المتسللين».
ووصف أمير منطقة عسير أولئك المتسللين (الحوثيين) بأنهم «عصابات غادرة وخسيسة وسيتم القضاء على المتسللين الذين خانوا وطنهم قبل كل شيء».
ووصف التفاف «أبناء الوطن والروح الوطنية المتقدة» بأنه يدعو إلى الفخر والاعتزاز. وكان الطيران السعودي قام الليلة الماضية بقصف عنيف ومكثف على جيوب متنوعة حول محيط جبل الدخان وشاركت في القصف الجوي طائرات الأباتشي.
وقالت أنباء صحافية انه تم توجيه أكثر من كتيبة عسكرية لتلك الجهات لردع المتسللين وتمشيط المنطقة فيما وصلت صباح امس طلائع فرق مظلية تعزيزية وصلت من منطقة تبوك ومن المتوقع نقلها الى لمواقع الميدانية بأسرع وقت ممكن.
في هذا الوقت استمر النزوح الكبير لأهالي محافظة الخوبة بقراها الـ 240 في ظل تهيئة المخيمات واستكمالها وكذلك توفير كل الاحتياجات، بينما قالت قناة العربية الفضائية ان القوات السعودية تمكنت من أسر نحو 250 من المتمردين.
في سياق متصل، قال مصدر سعودي رسمي لوكالة الأنباء الفرنسية ان المملكة خففت من حدة عملياتها على الحدود مع اليمن وألقت القبض على مئات المتمردين الحوثيين.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «ان عمليات القصف المدفعي المكثف قد انتهت».
انتشار تكتيكي
وذكر ان «هناك انتشارا تكتيكيا للوحدات في المنطقة ونريد ان نتأكد انه تم القضاء على خطر المتمردين».
وأكد المصدر السعودي ان الحوثيين «تكبدوا خسائر بشرية كبيرة» دون إعطاء حصيلة، فيما لم يعلن المتمردون أيضا عن حصيلة خسائرهم البشرية.
وقال ان «الكثيرين استسلموا في الساعات الـ 48 الاخيرة، وهناك المئات من المقاتلين الذي سلموا أنفسهم». من جهة أخرى أعلن مصدر حدودي أنه تم ضبط نحو 5448 متسللا و58 مهربا منذ 23 اكتوبر الماضي. فيما تمت مصادرة قنابل يدوية وطلقات نارية و28 ألف كيلو قات و45 سيارة ومواد مخدرة أخرى.
جاء ذلك بموازاة تأكيد المتمردين الحوثيين ان الجيش السعودي استأنف امس غاراته الجوية على مواقعهم في المناطق الحدودية وداخل اليمن، فيما ابقت صنعاء على صمتها ازاء التطورات على حدودها.
وافاد المتحدث باسمهم ان «غارات سعودية مكثفة شنت منذ ليل امس (الاول) الاحد والمناطق المستهدفة شملت مدينة الملاحيظ وقرى سوق الحصامة وقرى مديرية شدا وقرى يمنية اخرى المتاخمة للحدود السعودية».
كما افاد المتمردون في بيان وزعوه بان القوات اليمنية من جهتها شنت ايضا عدة هجمات ضدهم في منطقة حرف سفيان شمال صنعاء وفي ضواحي صعدة، معقل التمرد. كما نفى الحوثيون ان تكون القوات السعودية سيطرت على جبل الدخان الحدودي مؤكدين استمرار تواجدهم فيه.
الى ذلك، جددت أحزاب اللقاء المشترك، المعارضة باليمن تحميل السلطة مسؤولية ماآلت إليه الحرب في مساراتها التصعيدية الراهنة في محافظة صعدة، محذرة من احتمالات تطور الأوضاع في شمال اليمن إلى نشوب حرب إقليمية.