رصدت مجلة «المستثمرون» في عددها الجديد الذي يأتي بالتزامن مع الظروف القاسية التي مازالت تعيشها اقتصادات العالم، عددا من الأحداث الاقتصادية الساخنة التي تشغل بال المستثمر المحلي والخليجي معا، فقد سلطت قضية العدد الضوء على ما حل ببعض شركات الاستثمار في الكويت من انتكاسة وتعثر مالي وعجز عن سداد الديون، بعد أن كان نجمها الساطع يضيء صفحات الاقتصاد بالإنجازات المستقبلية والمشاريع الاستثمارية الضخمة التي لم ير الكثير منها النور حتى الآن.
ويأتي هذا الملف الساخن ليحل اللغز الذي يعيشه المستثمر الصغير، بعدما تبددت طموحاته المتزامنة مع الطموحات الوهمية لبعض رواد تلك الشركات، وأصبحت الثقة فيها اليوم شبه منعدمة لاسيما بعد أن شارف بعضها على الإفلاس، فقد تقصى هذا الملف العوامل الحقيقية التي تسببت في تعثر الشركات الاستثمارية، والتي عزاها المحللون إلى الأزمة المالية العالمية، إضافة إلى ما شهدته إدارات الشركات من الفساد وانعدام الخبرة والولوج في استثمارات غير ملائمة ودون احتساب المخاطر، متطرقا في النهاية إلى أهم السبل العلاجية لهذه التعثرات.
فمن جانبه أكد رئيس الجمعية الكويتية للأسواق المالية عقيل ناصر حبيب أن هشاشة إدارات شركات الاستثمار، وعدم فصل الملكية عن الإدارة دفع الكثير من القائمين عليها إلى سوء استخدام السلطة وارتكاب مخالفات مهنية جسيمة. أما نائب المدير العام في شركة الاتحاد للوساطة المالية فهد مطلق الشريعان، فقد لفت إلى أن تكاثر الشركات الاستثمارية في ظل تسامح قانوني، ساهم أيضا في تشعب المشكلة، وأدى إلى أن ترزح الشركات الأم تحت وطأة الديون والتعثر، وهو ما أضر أيضا بسمعة الاقتصاد الكويتي.
وعلى الجانب المشرق، جاء العدد الـ 90 من «المستثمرون» ليسلط الضوء بصورة مكثفة على تغير خارطة الاستثمار الإقليمية بين دول مجلس التعاون الخليجي، فمن خلال ملف خاص، حطت «المستثمرون» رحالها في مملكة البحرين، والتي باتت تشكل اقتصادا صاعدا تمكن من الحفاظ على استقراره وجذب الأنظار العالمية نحوه.