- التحركات ثبتت أقدام الشركة الروسية بأسواق بالهند والصين
- سيفيك الصينية تملكت 14% من أسهم روزنيفت بقيمة 9 مليارات دولار
محمود عيسى
قال موقع اويل برايس ان من أهم القصص التي شهدها مسرح الطاقة العالمي هذا العام قيام شركة روزنيفت النفطية الروسية بشراء شركة إيسار أويل الهندية، وهي الصفقة التي اتاحت للشركة الروسية احكام قبضتها على واحد من أكبر أسواق النفط والغاز الناشئة في العالم.
وقد أصبحت هذه القصة أكثر تعقيدا في الايام الماضية عندما اعلنت روزنيفت عن ابرام صفقة أخرى من العيار الثقيل والتي لا تقل اهمية عن سابقتها، وتمثل ذلك في بيعها حصة قدرها 14.16% من اسهمها لشركة سيفك CEFC الصينية للتنقيب عن النفط والانتاج.
ومع ان حفنة من المستثمرين يعرفون شيئا عن هذه الشركة، الا انها تضيف قيمة كبيرة من خلال موافقتها على دفع 9 مليارات دولار في خطوة اعتبرها المراقبون استهدافا للسوق الصيني الذي يعتبر واحدا من اكبر الدول المستهلكة للنفط في العالم.
ومن الملاحظات الجانبية المثيرة لهذه الصفقة ان شركة سيفك الصينية استملكت اسهم روزنيفت من شركة غلينكور وصندوق قطر للثروة السيادية، اللذين اشتريا هذه الحصة قبل تسعة أشهر فقط - مقابل 12 مليار دولار.
وهذا يعني أن أصحاب هذه الأسهم باعوها بخسارة بنسبة 25% بعد أقل من عام من شرائها. ولكن في هذه الأثناء، تمكنت غلينكور من التوصل إلى صفقة مربحة لتداول خام روزنيفت الروسي، على نحو قد يعوضها بعض الخسائر.
صفقة تاريخية
وقال موقع اويل برايس ان الصفقة تعتبر تاريخية لجهة كونها أول عملية شراء رئيسية للصين في قطاع النفط والغاز الروسى – على الرغم من أن الشركات الصينية قد شاركت في تمويل مشروعات تصدير الغاز الطبيعى المسال في المنطقة القطبية الروسية – كما تعتبر دليلا على متانة العلاقات المتنامية بين روسيا والصين في مجال الطاقة.
وكانت روزنيفت وسيفك محورا لتلك العلاقة المزدهرة بين البلدين، حيث وقعت الشركتان في سبتمبر الماضى عقدا طويل الاجل لتوريد النفط الروسى الى الصين.
تعزيز الروابط
وقال الموقع ان صفقة شراء اسهم روزنيفت ستزيد من قوة الروابط التجارية، وتدلل على ان الصين ترى روسيا حليفا بالغ الاهمية في لعبة الطاقة التي تجري في الوقت الحاضر.
ولكن هناك آثارا تتجاوز هذين البلدين بكثير في ظل قدرة الصين الآن العبور من الابواب الخلفية الى أسواق مثل الهند - من خلال الاسهم التي اشترتها روزنيفت مؤخرا في ذلك البلد.
ويعتبر هذا التطور بالغ الأهمية على مسرح الطاقة العالمية بالنظر إلى أن الشركات الصينية لم تحصل مباشرة على الكثير من الامكانات التي تتيح لها سهولة اقتحام السوق الهندية - على الرغم من كون هذه الدولة واحدة من أهم لاعبي الاسواق الناشئة في المشهد العالمي للطاقة.
ومن شان تملك الصين حصصا في روزنيفت ان يغير هذا الواقع ويفتح ابواب الفرص على مصاريعها في مناطق اخرى من العالم – حيث تدير روزنيفت في الوقت الحاضر انشطة في دول تمتد من مصر الى البرازيل لتصل الى فنزويلا.
وختم موقع اويل برايس بالقول ان كل تلك التطورات تبين بجلاء مدى التعقيد الذي تتصف به الامور في هذه الزاوية سريعة التغير في عالم الطاقة. وعلينا ان نشاهد المزيد من صفقات الطاقة بين الصين وروسيا - والنفوذ الناشئ من هاتين القوتين العظميين في مجال الطاقة القادر على اختراق اسواق رئيسية اخرى مثل الهند.