أشـــار التقريــــر ربـــــع السنوي لمجموعة ازاك لخدمات التسويق ان قطاع الإعلان يعتبر من القطاعات المهمة والتي شهدت تطورا كبيرا خلال العقد الاخير وخاصة عقب الثورة التكنولوجية التي احدثت نقلة نوعية في كافة المجالات في جميع أنحاء العالم.
من جانبه قال المدير الشريك لمجموعة أزاك عبدالعزيز العنزي ان قطاع الإعلانات يعد من القطاعات الحيوية التي تمتلك فرصا جيدة للنمو في الشرق الاوسط وخاصة في منطقة الخليج رغم الازمة المالية العالمية، وهو ما بات واضحا من ارتفاع ميزانيات الاعلانات وبشكل قياسي خلال الاعوام الماضية في كافة دول الخليج.
وأشار العنزي إلى ان العالم ينفق سنويا ما يقرب من 600 مليار دولار على الإعلانات، مستخدما في ذلك وسائل الإعلام المختلفة كالصحف والراديو والتلفزيون والإعلانات الخارجية، مشيرا إلى ان قطاع الدعاية والإعلان يحقق دخلا في الدول العربية لا يتجاوز 1.5 مليار دولار على الرغم من الكثافة السكانية المرتفعة في هذه البلدان.
وأضاف العنزي ان قطاع الاعلانات عبر الانترنت اصبح سوقا استثماريا متطورا حيث يشهد نموا سنويا على مستوى العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر ثاني أكثر منطقة ازدهارا في العالم بعد الصين، باعتبارها أسواقا ناشئة تستثمر فيها أموال طائلة.
وأوضح العنزي ان العديد من الدراسات أشارت إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت قد بلغ 19.3 مليون مستخدم في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد ان شهدت هذه المنطقة ازديادا في استعمال الإنترنت بلغ 490.1% بين عامي 2000 و2007.كما بلغ معدل نفاذ الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط 17% فيما لم يتجاوز الـ21% في باقي أنحاء العالم.
ولفت العنزي إلى انه من المتوقع أن يعمل التباطؤ الاقتصادي في الشرق الأوسط على تعجيل نمو الإعلان على الإنترنت في المنطقة، حيث تختار الشركات دعايات الويب الأرخص عوضا عن الإعلام التقليدي المكلف وخاصة ان الإعلان على الإنترنت يكلف جزءا بسيطا جدا مما يكلفه الإعلان عبر الإعلام التقليدي، كما أنه يسهل عملية قياس تأثير الحملات الإعلانية.
وأوضح العنزي ان الإنفاق على الإعلان على الإنترنت في الشرق الأوسط يقدر بـ 50 مليون دولار، ما يترجم إلى أقل من 1 % من إجمالي الإنفاق على الإعلانات، متوقعا ان ترتفع هذه الحصة خلال العام الحالي.
واضاف العنزي ان معظم الدراسات تتوقع أن يزداد الترويج عبر الإنترنت في السنوات الخمس المقبلة ليتجاوز الـ 140 مليون دولار بحلول العام 2014.، بعد ان بلغت نسبة النمو أكثر من 50% في السنوات الست المنصرمة، حيث ارتفع الإنفاق على الإعلان عبر الإنترنت في نهاية العام 2006 بنسبة 54.6% مقارنة بعام 2005 والذي كان قد بلغ 18.71 مليون دولار في دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق العربي.
ولفت العنزي إلى ان دراسة حديثة لدول مجلس التعاون الخليجي كشفت ان استمرار النمو في الإعلانات على شبكة الإنترنت في دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى زيادة معدلات استخدام الإنترنت في هذه الدول قد جعلت من الإعلان على شبكة الإنترنت والحملات الإعلانية على الشبكة أسرع القطاعات نموا فيما يتعلق بالإعلان في منطقة الشرق الأوسط. وأشار العنزي إلى ان الدراسة توقعت زيادة حجم الإنفاق على الإعلان الإلكتروني بنسبة 30% خلال العام الحالي وبمعدل 50% خلال عام 2010 نتيجة استفادة المعلنين من وسائل إعلانية أكثر فاعلية من حيث التكلفة وذات قدرة على استهداف أفضل للجمهور.
أما في الغرب فقد أشارت كل التقارير الاقتصادية في فرنسا الى ان القطاع يبدو مشجعا على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، ومن المتوقع ان يهيمن المشهد الاعلاني عبر الانترنت على سوق الاعلان وذلك بفضل ارتفاع عدد عملاء الإنترنت والذي بلغ 10% وكذلك زيادة عدد المعلنين الذين سيلتحقون بإعلانات الإنترنت خصوصا في مجال المنتجات الغذائية وبالتالي سيرتفع سوق الإعلانات ليحقق 14% سنة 2009 أي بمبلغ يقدر بـ 2.3 مليار يورو من الناتج المحلى.
وأوضح العنزي ان هناك توقعات بزيادة نمو حجم الإعلانات عبر الانترنت بنسبة 23% في فرنسا حسب تقرير نقابة وكلاء الإنترنت الفرنسية والذي أشار إلى ان الإعلانات الإلكترونية (الأون لاين) حققت مدخولات في فرنسا خلال عام 2008 بقيمة 2 مليار يورو كما شكلت مداخيلها 6% من مجموع مداخيل نشاط الاتصالات على الرغم من ان الإعلانات التلفزيونية مازالت السند الإعلاني الرئيسي المسيطر على السوق التجارية.
واضح العنزي ان هناك اتفاقا من العديد من المؤسسات على زيادة ميزانية التسويق التفاعلي «كالإعلان عبر الانترنت» من خلال وقف او تخفيض تمويل عمليات التسويق التقليدي، مشيرا إلى أن الإعلانات الرقمية التي ستبلغ قيمتها 12% من إجمالي الإنفاق على الإعلانات في عام 2009، سترتفع إلى حوالي 21% في غضون 5 سنوات. وبشكل عام، ليست هناك خطط لزيادة ميزانيات الإعلانات خلال تلك الفترة.
وأضاف العنزي ان هناك تفاؤلا حول نمو قطاعات إعلانات الانترنت في الولايات المتحدة الأميركية خصوصا عقب إصدار المكتب الدولي للإعلانات تقريره المتعلق بحجم الاستثمار في قطاع الإعلانات بالولايات المتحدة الأميركية والذي أكد فيه ان هذا القطاع حقق نموا في الأول من سنة 2009 بمقدار 15.2% مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2007 في حين سجلت الروابط النتية الخاصة بالإعلانات 5.1 مليارات دولار أي بنسبة بلغت 44% في المجموع متقدمة على اللوحات الإعلانية التي حققت 27% والإعلانات القصيرة 14%، مشيرا إلى ان ثلثي المصاريف في مجال الإعلانات (الأون لاين) توجد في القارة العجوز (65 % حوالي 7.3 مليارات يورو) وقد تم تحقيقها في أهم أسواق الإعلانات وهي على التوالي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا. ولفت العنزي إلى ان هناك العديد من التقارير التي تؤكد ان أن الإنفاق على الإعلانات عبر شبكة الإنترنت في المملكة المتحدة قد تفوقت ولأول مرة على الإعلانات عبر التلفزيون. مشيرا إلى ان الإنفاق على الإعلانات عبر الشبكة قد ارتفع بنسبة 4.6% لتصل إلى 1.752 مليار جنيه إسترليني في النصف الأول من عام 2009، بينما انخفضت الإعلانات التلفزيونية بنسبة 16.1% لتصل إلى 1.639 مليار جنيه إسترليني».
واضاف العنزي ان أهم الوسائل المستعملة في إعلانات الإنترنت حاليا هي الروابط التجارية لمحركات البحث الشهيرة وأيضا شرائط الإعلانات المتحركة والتي مثلت خلال 2008 بين 49% بالنسبة للأولى و42% بالنسبة للثانية فيما يخص الإعلانات القصيرة، مشيرا إلى أن «الإنفاق الإعلاني في الانترنت سيواصل النمو وسيمثل 9.7% من الإنفاق الإعلاني العالمي العام الحالي و12.3% في 2010».