ذكـــــر التقــــرير العقـــاري لشركة «كولد ويل بانكر العالمية» فرع الكويت أن عوائد العقارات التجارية في مختلف محافظات البلاد شهدت ارتفاعا هو الأكبر منذ 7 سنوات حيث حققت نسبة ارتفاع تراوحت بين 16 و33% بسبب تراجع أسعار العقارات التجارية بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي.
واشار التقرير إلى تسجيل منطقة الفحيحيل لأعلى مستوى عوائد للعقارات التجارية محققة 11.5% مقارنة مع 9.5% في العام الماضي تليها منطقة الجهراء التجارية والتي بلغت العوائد بها11% بعدما كانت 10% خلال العام 2008، وفي منطقة الفروانية بلغت نسب العوائد على العقارات التجارية 1075% مقارنة مع 9.25% في العام الماضي، أما منطقة السالمية فقد ارتفعت عوائد العقارات التجارية بها من 8% إلى 9%، كما سجلت منطقة حولي ارتفاعا بواقع 0.5% محققة 9.25%، أما العاصمة فقد ارتفعت عوائد العقارات بها لتصل الى 8% بعدما كانت تتراوح بين 6 و7%.
واكد التقرير أن الهبوط الذي أصاب أسعار العقارات التجارية على مستوى جميع المحافظات كان بمنزلة السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع الذي تشهده نسب العوائد والتي وصلت إلى المعدلات نفسها التي كانت عليها خلال 2001 أي قبل الطفرة العقارية والعمرانية التي شهدتها البلاد، خاصة أن الأسعار في ذاك الوقت كانت متواضعة أو طبيعية مقارنة مع أسعار العقارات التجارية في المنطقة.
الجدير بالذكر أن الطفرة التي شهدتها البلاد بداية من العام 2003 والتي غيرت كثيرا من ملامح مختلف مناطق الكويت هي التي أحدثت التضخم الكبير في أسعار العقارات التجارية في البلاد، فيما جاءت الأزمة المالية العالمية وما تبعها من آثار سلبية على أداء الأسواق والشركات لتعيد أسعار العقارات في البلاد بشكل عام إلى معدلاتها الطبيعية، الأمر الذي كان له صدى على عوائد تلك العقارات وزاد العوائد بشكل ملحوظ.
وأوضح التقرير أن عوائد العقارات التجارية كانت قد حققت أدنى مستوى لها خلال العامين 2005 و2006 عندما كانت أسعار العقارات التجارية تحقق أرقاما قياسية للارتفاع فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت عوائد العقارات في العاصمة الكويتية قد وصلت إلى نحو 6% حينما كان سعر المتر يصل إلى 12 و14 ألف دينار في عدد من المواقع المميزة، خاصة شارعي أحمد الجابر وفهد السالم، فيما ارتفعت الآن العوائد في هذين الشارعين إلى نحو 8% بسبب تراجع سعر المتر فيهما إلى ما بين 6 و8 آلاف دينار، وكذلك الحال فيما يخص منطقة السالمية والتي تشهد إقبالا غير طبيعي على شراء العقارات، حيث شهدت عوائد عقاراتها التجارية أدنى مستوى لها بنسبة 8% خلال العام 2006، حيث كان سعر المتر يرتفع في شارع سالم المبارك ليصل إلى 4.5 آلاف دينار.
وتوقع التقرير أن تستمر عوائد العقارات التجارية في التزايد، لاسيما للعقارات التي تقع داخل العاصمة بسبب التوقعات الرامية لاستمرار تراجع أسعارها في ظل تزايد حجم المعروض من المكاتب الإدارية والمساحات التجارية بها، مقابل محدودية الطلب من قبل الشركات والمؤسسات والتي تمر أغلبها بظروف مادية لا تسمح لها بالتنقل إلى مكاتب جديدة أو عمل توسعات، إلى جانب استعداد الحكومة الكويتية لضخ مساحات شاسعة من الأراضي التجارية في السوق وهو الأمر الذي سيزيد من الأزمة التي يمر بها قطاع العقارات التجارية.