تسببت التقارير الإعلامية التي أفادت بعزم كوريا الجنوبية حظر تداول «بيتكوين» وقريناتها عبر البورصات، في تدفق ما يقرب من 100 مليار دولار خارج سوق العملات الرقمية يوم الخميس الماضي، بحسب موقع «هاكد».
وتراجعت القيمة السوقية لعملة بيتكوين والريبل والايثيريوم إلى 630 مليار دولار مقابل 730 مليار دولار قيمة تلك العملات السوقية بنهاية الاسبوع الماضي.
ورغم أن البلد الشرق آسيوي الذي يعد واحدة من أكبر الأسواق لعملات رئيسية لم يتخذ قرارا بالفعل في هذا الصدد، إلا أن سوق العملات الرقمية شهد تراجعا كبيرا وسط موجة بيعية من المستثمرين، بعدما قال وزير العدل إن وزارته تدرس تشريعا لحظر تداول هذه الأصول، من أجل السيطرة على الهوس بها والمضاربة عليها.
وقلص السوق خسائره، بعدما بدا المشهد مختلطا في واحد من أكبر أسواق العملات الرقمية في العالم، حيث قالت وزارة المالية الكورية إنها لا تدعم هذه الخطوة وإن وزير العدل لم يناقش أو يعرض عليها المقترح.
وسجلت عملة بيتكوين تراجعات قوية تخطت 3% خلال نهاية الاسبوع الماضي لتبلغ مستويات 13.374 ألف دولار لتصل قيمتها السوقية إلى 229.17 مليار دولار.
وهبطت عملة الريبل بنحو 14% إلى 1.716 دولار لتبلغ قيمتها السوقية 68.48 مليار دولار، وتراجعت عملة الايثيريوم بنحو 5% إلى 1192.8 دولار بقيمة سوقية 118.17 مليار دولار.
وقبل ايام تلقت أسواق العملات الرقمية المشفرة تحذيرا جديدا شديد اللهجة، وجاء هذه المرة على لسان أحد أثرى أثرياء العالم وأحد أهم وأشهر رجال الأعمال في الولايات المتحدة والعالم، وهو وارن بافيت الذي قال إن «نهاية سيئة تنتظر بيتكوين حتما».
وقال بافيت، وهو الرئيس التنفيذي لشركة «بيركشاير هاثواي» إن «ما يحدث حاليا سيؤدي بكل تأكيد إلى نهاية سيئة»، في إشارة إلى الارتفاعات الكبيرة والأرباح الهائلة التي تسجلها العملات الرقمية في العالم، مؤكدا أن شركته ليس لديها أي اهتمام مطلقا بالعملات الرقمية المشفرة، ولا تفكر بالاستثمار فيها ولا التعامل بها.
وأضاف بافيت مع إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية: «نحن لا نملك أي عملة رقمية، ولا نفكر في الأمر قريبا، بل لن يكون لنا مكان مطلقا في هذا السوق».
وانتهى بافيت إلى تأكيد اعتقاده أن ما يجري في أسواق العملات الرقمية المشفرة سيؤدي إلى النهاية السيئة لكل المستثمرين فيه.
وكانت عملة «بيتكوين»، وهي أشهر العملات الرقمية المشفرة وأكثرها تداولا في العالم، قد سجلت ارتفاعات فلكية في الشهور الأخيرة، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة 1327% خلال العام 2017 وحده، ليحصد بذلك المستثمرون فيها أرباحا فلكية لم يسبق أن حققها المستثمرون في السلع الأخرى.
ومنذ مطلع العام الحالي 2018 حققت العملة الرقمية «ريبل» أرباحا فلكية تجاوزت الـ100% خلال أيام قليلة، قبل أن تعاود الهبوط مع موجة الهبوط التي بدأت تضرب العملات الرقمية خلال اليومين الماضيين.
ويرى محللون أن مرحلة العملات المشفرة، تواجه عاصفة حقيقية الآن، إلا أن خبراء هذه الصناعة يرون أن هذه المخاوف الآتية بالأساس من كوريا الجنوبية مبالغ فيها، وفي النهاية ستستقر سوق هذه العملات وستعود للارتفاع.
وحذر مصرف «مورغان ستانلي» - سادس أكبر البنوك الأميركية من حيث الأصول - عملاءه من مغبة الاستثمار في الـ«بيتكوين»، العملة الأكثر شهرة في العالم.
وبحسب موقع «بيزنس إنسايدر»، أرسل فريق محللي مصرف مورغان ستانلي بقيادة الخبير جيمس فوسيت مذكرة لعملاء المصرف، مشيرا إلى أن الكلفة الحقيقية للعملة الإلكترونية هو الصفر.
وتواجه «بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية تحديات تنظيمية في دول عدة حول العالم، الأمر الذي يبطئ من تقنينها ويؤدي إلى حظرها من المزيد من الحكومات، وتشير التوقعات إلى استمرار الطلب على العملة الرقمية في 2018 مع احتمالية قبولها في بعض المعاملات.
وتدرس بنوك مركزية إطلاق عملات رقمية خاصة بها والتحكم في معاملاتها في ظل إقبال مواطنيها على العملات الرقمية البعيدة عن هيمنتها، كما وصفت «بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية بأنها ملاذ جرائم غسيل الأموال والالتفاف على القانون والعقوبات الدولية من جانب بعض الحكومات مثل كوريا الشمالية والفساد والتهرب الضريبي وغيرهما.
وأكثر ما يقلق المستثمرين التذبذبات الحادة في سوق العملات والتي ظهر جانب منها في الآونة الأخيرة حيث قفزت «بيتكوين» متجاوزة حاجز 20 ألف دولار ثم سرعان ما هبطت أدنى 11 ألف دولار في غضون أيام قليلة.
تقنية بلوك شين
يزداد دعم المستثمرين وقطاعات صناعية وتجارية وزراعية لتكنولوجيا «بلوك شين» بسبب فوائدها الواعدة التي تشمل خفض التكاليف وتدشين نظام لامركزي يحفظ البيانات ويحميها من الاختراق، حيث يمكن استخدام «بلوك شين» بدلا من جميع المعاملات التي تتطلب سلطة مركزية للتصديق عليها.
وبحسب خبراء من المرجح تزايد استخدامات «بلوك شين» في العام المقبل لاسيما داخل مؤسسات مالية كبرى ستتيح للعملاء التفاعل مع بعضهم البعض.
وتوقع الخبراء أن ستدخل «بلوك شين» في عام 2018 كتكنولوجيا جديدة في أعمال حكومية وشركات القطاع الخاص.
ويذكر انه تم ابتكار تقنية «سلسلة الكتل» Blockchain في عام 2008، وهي عبارة عن برنامج معلوماتي مشفر أشبه بسجل موحد للمعاملات على شبكة الإنترنت، وقاعدة بيانات أو أسلوبا جديدا لتنظيم البيانات، فكل المتعاملين في العملات الرقمية ينفذون عمليات البيع والشراء الخاصة بهم في بورصات تستخدم تقنية بلوك تشين في تنظيم كل التعاملات.
وتعمل بلوك تشين على هيئة نظام سجل إلكتروني لمعالجة الصفقات وتدوينها بما يتيح لكل الأطراف تتبع المعلومات عبر شبكة آمنة لا تستدعي التحقق من طرف ثالث.
وتساعد تكنولوجيا «بلوك شين» التي كانت تعرف بسجل المعاملات في العملة الافتراضية بيتكوين، على الحفاظ على قوائم مقاومة للتلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، وتتيح تبادلا آمنا للمواد القيمة كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات. وخلافا لأنظمة التجارة التقليدية، لا حاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل، بل تقوم كل الجهات بالتعامل مباشرة مع بعضها بعضا.