قال تقرير إدارة الدراسات والبحوث في شركة بيان للاستثمار انه مع مواصلة البورصة السير في المسار الصعودي في الآونة الأخيرة، إلا أنه رغم ذلك ينتاب الكثير من المستثمرين تخوفات من عدم تمكنها من مواصلة هذا الصعود، لا سيما أن السيولة النقدية في السوق لا زالت تدور ضمن مستويات محدودة جدا منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي تسبب فيه استمرار سوء أحوال الاقتصاد الوطني منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية أواخر عام 2008 دون أن يشهد تغييرات جذرية تسهم في إصلاح تبعات هذه الأزمة.
وأضاف التقرير أن أداء الأسواق المالية عموما يرتبط ارتباطا وثيقا بأداء الاقتصاد الذي تعمل فيه، لذلك فإن هذه التخوفات تعتبر منطقية ومبررة إلى حد كبير في ظل حالة عدم الوضوح المقترنة بعملية الإصلاح الاقتصادي في البلاد، فالاقتصاد الوطني لا زال أمامه الكثير من التحديات، وهو الأمر الذي يتطلب بذل مجهود مضاعف من قبل الحكومة في الفترة الحالية فيما يخص عملية الإصلاح الاقتصادي، وكذلك القضاء على المعضلات التي تعترض طريق هذا الإصلاح، وذلك بهدف خلق مناخ اقتصادي مشجع وبيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال، مما سينعكس بالنهاية بشكل إيجابي على كل أركان الاقتصاد المحلي، بما فيها بورصة الكويت التي نأمل في استمرار الصحوة التي تشهدها منذ بداية العام الحالي.
هذا وقد أصدر ديوان المحاسبة تقريرا في ذلك السياق طالب فيه الحكومة بتحمل مسؤولياتها فيما يخص عملية الإصلاح الاقتصادي، وذلك من خلال وقفة جادة في الإصلاح الهيكلي للمالية العامة، ومعالجة الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد المحلي، والتي تتمثل في الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، محذرا من الهيمنة الحكومية على القطاعات الاقتصادية في الدولة، مما يضعف دور القطاع الخاص.