هشام أبوشادي
قفزت المؤشرات العامة لسوق الكويت للاوراق المالية لمستويات كبيرة امس مدعومة باختيار الحكومة خيار مواجهة الاستجوابات خاصة استجواب رئيس الحكومة الذي تم في جلسة سرية امس، وجاء الصعود الملحوظ للبورصة الكويتية في الوقت الذي تراجعت فيه باقي اسواق المال الخليجية الامر الذي يشير الى خروج السوق الكويتي من تأثير اسواق المال الخليجية، وهذا امر معروف، ولكن السوق في اطار التطورات الايجابية الخاصة بالاستجوابات فانه يتوقع ان يشهد المزيد من النشاط خاصة ان المجاميع الاستثمارية في حاجة لان يواصل السوق تحقيق المكاسب لتحسين اوضاع ميزانياتها بقدر الامان، فضلا عن ان الكثير من الاسهم في مستويات سعرية متدنية سواء الاسهم القيادية او الرخيصة، بالاضافة الى ان هناك سيولة مالية جاهزة للاستفادة من الاجواء الراهنة.
ففي بداية تداولات امس ساد الاتجاه النزولي المحدود حركة التداول، مع ضعف شديد في عمليات الشراء، حيث وصلت القيمة المتداولة حتى الساعة العاشرة والنصف نحو 9 ملايين دينار الا ان السوق سرعان ما غير من اتجاهه بفضل عمليات الشراء التي زادت وتيرتها اثر قبول رئيس الحكومة الاستجواب في جلسة سرية الامر الذي اعطى مؤشرات ايجابية لاوساط المتداولين على قدرة الحكومة على مواجهة الاستجواب وبالتالي فشل اي محاولات كانت ترمي الى دفع الحكومة لتقديم استقالاتها.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 86.7 نقطة ليغلق على 6765.6 نقطة بارتفاع نسبته 1.3% مقارنة بأول من امس، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 6.89 نقاط ليغلق على 378.79 نقطة بارتفاع نسبته 1.85%.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 329 مليون سهم نفذت من خلال 5357 صفقة قيمتها 44.1 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 125 شركة من أصل 205 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 95 شركة وتراجعت اسعار اسهم 15 شركة وحافظت أسهم 15 شركة على اسعارها و80 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 138.8 مليون سهم نفذت من خلال 1737 صفقة قيمتها 11.3 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 102.7 مليون سهم نفذت من خلال 1209 صفقات قيمتها 8.3 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات الخدماتية على المركز الثالث بكمية تداول حجمها 54.2 مليون سهم نفذت من خلال 1332 صفقة قيمتها 15 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الصناعية في المركز الرابع بكمية تداولها حجمها 12.4 مليون سهم نفذت من خلال 480 صفقة قيمتها 3.9 ملايين دينار. واحتل قطاع الشركات غير الكويتية المركز الخامس بكمية تداول حجمها 10.1 ملايين سهم نفذت من خلال 156 صفقة قيمتها مليون دينار.
تطورت إيجابية
عكست الارتفاعات الجيدة لمؤشرات البورصة امس مجموعة من التطورات الإيجابية التي يتوقع ان تدفع السوق لمواصلة نشاطه، أولا: قبول رئيس الحكومة مواجهة الاستجواب في جلسة سرية امس، وكذلك مواجهة الوزراء الآخرين الاستجوابات المقدمة ضدهم وعدم تأجيلها، اعطى مؤشرا قويا على مرحلة جديدة للحكومة.
ثـــانيا: مــــعالجة الاستجوابات بمواجهتها، بددت الاطروحات التي كانت تهدف الى دفع الحكومة الى الاستقالة، الأمر الذي كان سيدخل البلاد في ازمات سياسية أخرى خاصة انه في حال الاستقالة حتما كان سيعقبها ايضا ازمات مع مجلس الأمة وبالتالي الدفع الى حل المجلس.
ثالثا: مواجهة الاستجوابات اعطت مؤشرا بأن الحكومة ستركز على الملفات الاقتصادية لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد خاصة ان اوضاع الشركات تزداد سوءا، ولن ينقذها سوى سرعة اقرار المشاريع التنموية في البلاد.
رابعا: جاء صعود السوق الكويتي في الوقت الذي تراجعت فيه باقي اسواق الدول الخليجية امس بنسب متفاوتة، فقد انخفض السوق السعودي بنسبة 2.4% وسوق دبي بنسبة 6.1%، وسوق ابوظبي بنسبة 3.3%، وسوق مسقط بنسبة 1.3%، وسوق قطر بنسبة 2%، وسوق البحرين بنسبة 0.30%، وفي هذا الشأن يجب الإشارة إلى أن هذه الاسواق حققت مكاسب سوقية كبيرة منذ بداية العام مقابل هبوط السوق الكويتي منذ بداية العام بنسبة 13.5%، وبالتالي، فإن هناك فرصة لأن يواصل السوق الكويتي الارتفاع خاصة ان استمرار صعوده سيؤدي الى تحويل لرؤوس الاموال من الاسواق الخليجية خاصة الاماراتية الى السوق الكويتي الامر الذي يزيد من وقود نشاط السوق الكويتي.
آلية التداول
حققت اغلب اسهم البنوك ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة ايضا لتستعيد البنوك الخسائر التي تكبدتها اول من امس، وفي ظل التطورات الايجابية الراهنة، فانه يتوقع ان تواصل اسهم البنوك الصعود. وحققت ايضا اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم وان كانت وتيرة التداول غلبت عليها عمليات المضاربة بشكل عام، فقد شهد سهم ايفا تداولات قياسية ادت لارتفاعه بالحد الأعلى، فيما انه رغم التداولات المرتفعة على سهم الديرة القابضة الا انه سجل ارتفاعا محدودا في سعره. وسجل سهم الصفاة للاستثمار ارتفاعا نسبيا في تداولاته وسعره السوقي، ويلاحظ ان اغلب اسهم الشركات الاستثمارية حققت مكاسب سوقية ملحوظة في تداولات ضعيفة نسبيا، الأمر الذي يشير الى ان عمليات الشراء أقوى من عمليات البيع، ما يعطي مؤشرات على ان هذه الاسهم يتوقع ان تواصل الارتفاع في حال استمرار عوامل الزخم الايجابية. كذلك حققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم، فقد شهد سهم عقارات الكويت تداولات قياسية ادت لارتفاعه بمقدار وحدتين، كذلك الأمر بالنسبة لأسهم جيزان والدولية للمنتجعات التي شهدت تداولات نشطة وارتفاعا ملحوظا في اسعارها، وحقق سهم الوطنية العقارية ارتفاعا بالحد الأعلى في تداولات نشطة نسبيا مدعوما بصعود سهم اجيليتي بالحد الأعلى.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهم الصناعات الوطنية الذي حقق مكاسب سوقية ملحوظة. وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها خاصة سهم اجيليتي الذي ارتفع بالحد الأعلى دون عروض بيع بدعم من معلومات انتشرت حول ان الشركة تقوم بعمل تسوية ودية لقضيتها في اميركا، وكذلك معلومات تتعلق بانها تلقت عرضا لشراء شركة الاتصالات الخاصة بها والعاملة في منطقة كركوك العراق، الامر الذي دفع ايضا سهم مركز سلطان للارتفاع بالحد الأعلى. ورغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم زين الا ان سعره ظل مستقرا كذلك واصل سهم ابراج القابضة الارتفاع بالحد الأعلى مع توقعات بأن يواصل الارتفاع لمستوى 50 فلسا كمرحلة اولى بدعم من الجهود التي تبذلها ادارة الشركة لمعالجة اوضاعها المالية والاستثمارية.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 56.2% من اجمالي قيمة الاسهم التي شملها التداول والبالغ عددها 124 سهما.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات والبالغة 24.8 مليون دينار على 56.2% من القيمة الاجمالية، وهذه الشركات هي: بيتك، ايفا، الديرة القابضة، عقارات الكويت، جيزان، الصناعات الوطنية، اجيليتي وزين.
استحوذت قيمة تداول سهم زين والبالغة 6.5 ملايين دينار على 14.7% من القيمة الاجمالية.
حققت جميع مؤشرات القطاعات ارتفاعا اعلاها قطاع الخدمات بمقدار 206.9 نقاط، تلاه قطاع البنوك بمقدار 171 نقطة، تلاه قطاع الاغذية بمقدار 124.6 نقطة.