ناقش قادة التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة وتبادلوا الرؤى حول مستقبل القطاع خلال حلقة نقاشية خاصة ضمن انشطة المؤتمر العالمي السنوي السادس عشر للمصارف الإسلامية الذي عقد في البحرين خلال في الفترة من 6 الى 8 الجاري، حيث استشرف المشاركون أداء إيجابيا للقطاع خلال العام المقبل على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة.
وكشفت الموضوعات التـــــي أثيـــرت في الحوار، الذي نظمته واستضافته مؤسسة التجارة والاستثمار البريطانية، عن الدور القيــــادي الفاعل للمؤسسات البريطانية في قطاع التمويل الإسلامي، وأدارت الحلقة النقاشية نعمـــة أبو وردة، مقدمة تقـــــرير الأعمال في الشرق الأوسط على تلفزيون «بي بي سي وورلد»، بمشــــاركة متحدثين من سوق لندن للأوراق الماليــــة و«سيمونز آند سيمونز» وبنك لندن والشرق الأوسط وبنك «جيتهاوس» و«كيه بي إم جي». وافتتح الجـــــلسة سفير بريطانيا لدى البحرين، «جامي باودين» الذي أعرب عن ثقته بأن المملكة المتحدة بوصفها مركزا عالميا للأنشطة المالية لديها مستوى مميزا من الخبرة والسجل الناجح في تطوير منتجات وخدمات التمويل الإسلامي في بريطانيا، التي أصبح من الممكن استخدامها والاستفادة منها أكثر من أي وقت مضى.
وطرحت مقدمة الحلقة النقاشية نعمة أبو وردة الأسئلة الحيوية المتعلقة بإدارة المخاطر وسط التطورات التي شهدتها الأسواق مؤخرا في منطقة الخليج مما أدى إلى احتدام النقاش بين المشاركين في الحوار حول مستوى مخاطر الائتمان والانكشاف بالنسبة لمزودي خدمات التمويل الإسلامي في العالم. وأكد مدير إدارة الخـــــدمات المالية والاستثمارية الإسلامية في «كيه بي إم جـــــي» دارشـــــان بيجور أن لندن تعد المركز العالمي للتميز في صناعة التمويل الإسلامي، حيث يشهد قطاع الخدمات المتخصصة والاحترافية والاستشارات فيها تطورا كبيرا ويستطيع مساعدة مراكز التمويل والصيرفة الإسلامية في التعاطي مع التحديات الراهنة واتخاذ وضعية أقوى في المستقبل.
من جانبه تناول الرئيس التنفيذي لبنك لندن والشرق الأوسط همفري بيرسي مسألة إدارة السيولة والتسعير في التمويل الإسلامي، وقال إن مشاكل السيولة توجد في كل من فترات الاستحقاق طويلة وقصيرة الأجل، ولكن التسعير في التمويل الإسلامي أكثر تنافسية مقارنة بالتمــويل التقليدي ويعد شكلا بديلا للتمــويل.
وحول وضعية التمويل الإسلامي أكد الرئيس التنفيذي في بنك «جيتهاوس» ريتشارد توماس على قوة القطاع وتنامي أهميته في الأسواق المالية، وقال إن تطوير الأدوات المالية بالمعنى التقليدي تسبب في تكلفة على المستهلك، وأشار إلى عدم صحة ارتفاع التسعير في التمويل الإسلامي، ولفت إلى أن هناك حاجة إلى إعادة هيكلة المنتجات مع العناية بالجهد والتفاصيل. وخلال نقاش قادة التمويل الإسلامي حول الموضوعات الرئيسة المؤثرة في نمو القطاع، بدا واضحا النظرة الإيجابية المتفائلة حول قطاع التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة فيما يتعلق بنموه وتنافسيته مقارنة بالتمويل التقليدي، وأهم من ذلك الفرص الاستثمارية المتاحة خلال العام المقبل. وعندما طرحت أبو وردة أسئلة مثل: ولماذا المملكة المتحدة بالذات؟ وما وضعها في الأزمة؟ ومتى تزدهر الأسواق الخليجية من جديد؟ أكد المشاركون من جديد على نفس الآراء الإيجابية وعلى قدرة المؤسسات البريطانية على التكيف والتعاطي مع كافة التحديات.
وأعرب شريك في «سيمونز آند سيمونز» منير خان عن اعتقاده بالتوفر الدائم للفرص خلال الأزمات، ولفت إلى اكتساب الكثير من الخبرة والمعرفة، وأشاد بالسياسة الحكومية الداعمة والتي تلقى تقديرا واسعا في الأسواق العالمية، وأكد على ثقته في استمرار نمو القطاع في المستقبل.