تعتزم أوروبا تقديم مساعدات مالية للدول النامية تقدر قيمتها بــ 7.2 مليارات يورو على الأقل (10.6 مليارات دولار) لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المناخ.
هذا ما أعلنه ديبلوماسيون امس في بروكسل في ختام قمة الاتحاد الأوروبي، وتفاوض رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال يومين على حجم هذه المساعدات.
وتقدم هذه المساعدات على مدار ثلاث سنوات من 2010 إلى 2012، ومن المقرر أن تعطي إشارة قوية لقمة المناخ المنعقدة حاليا في كوبنهاغن.
من جهة اخرى، كثف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الضغط على نظرائه في الاتحاد الاوروبي من خلال عرض مضاعفة اسهام بلاده في صندوق مكافحة ظاهرة تغير المناخ.
وقال ساركوزي ان الاتحاد الأوروبي على استعداد لعرض تخفيض انبعاثاته من ثاني اكسيد الكربون بنسبة 30% بحلول 2020 اذا ما قدمت الدول الأخرى عروض مماثلة.
وفي تصريحات بعد محادثات في بروكسل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزعماء آخرين في الاتحاد الاوروبي، قال براون ان اسهام بريطانيا في صندوق «البداية السريعة» الذي مدته ثلاث سنوات للدول الفقيرة سيصل الى 1.2 مليار جنيه استرليني (مليارا دولار).
وقال ديبلوماسيون ان براون قال ايضا انه مستعد لزيادة عرضه الى 1.5 مليار جنيه استرليني في مؤتمر تغير المناخ المنعقد برعاية الامم المتحدة في كوبنهاغن اذا اقتضت الضرورة، وكانت بريطانيا قد عرضت 800 مليون جنيه استرليني خلال الفترة من عام 2010 الى عام 2012 في قمة للكومنولث عقدت مؤخرا في الكاريبي.
وقال براون «اسهامنا سيكون 1.5 مليار جنيه استرليني على الاقل على مدى ثلاث سنوات».
وقدمت فرنسا على الفور عرضا مماثلا لعرض بريطانيا. ومع تعهد المانيا ـ اكبر مساهمة باموال في الاتحاد الاوروبي ـ فإن الاتحاد الاوروبي امامه فرصة جيدة الآن للوصول الى الرقم الذي كان مستهدفا وهو ستة مليارات يورو على الاقل. وقال براون «اننا نعتقد ان اوروبا ستكون قادرة على ان تظهر اليوم انها سوف تدفع حصتها». ووافق اكثر من نصف الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي البالغ عددها 27 دولة على تقديم اسهامات اختيارية للبدء بسرعة في انشاء صندوق لمدة ثلاث سنوات يهدف الى مساعدة الدول النامية على التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال مسؤولون فرنسيون رفيعو المستوى انه تم التعهد بتقديم نحو خمسة مليارات يورو مساء امس الخميس ولكن الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي تأمل في زيادة اجمالي المبلغ بعد المناقشات الصباحية امس في بروكسل.
وقال الاتحاد الاوروبي أمس انه يتعين على الدول الغنية ان تقدم ما بين خمسة مليارات الى سبعة مليارات يورو في الفترة ما بين عامي 2010 و2012 مع قيام الاتحاد بتقديم نحو ثلث هذا المبلغ ويأتي الباقي من الولايات المتحدة واليابان والدول الغنية الاخرى.
وجاء في مسودة البيان الختامي للقمة ان الاتحاد الاوروبي «واثق من التوصل الى اسهامات تبلغ قيمتها نحو سبعة مليارات يورو». ومع ذلك، فان البيان الختامي لم يحدد رقما بشأن اجمالي اسهامات الاتحاد الاوروبي.
وسيأتي اي تمويل فوري بالاضافة الى مساعدات متوسطة المدى تقدر قيمتها في المنطقة بعدة مليارات من الدولارات.
وفي بروكسل، ناشد براون وساركوزي ايضا زملاءهما بالضغط من اجل اجراء تخفيضات كبيرة في الانبعاثات لمنع زيادة حرارة الارض بمعدل درجتين مئويتين، الامر الذي من شأنه ان يشكل خطورة على كوكب الارض.
وقال براون «الاتفاق العالمي في كوبنهاغن يجب ان يكون طموحا وشاملا وعمليا وملزما قانونا في غضون ستة اشهر».
وقال ساركوزي «فرنسا والمملكة المتحدة ترغبان في التوصل الى اتفاق يقضي بخفض الانبعاثات بنسبة 30%. اننا نأمل في ان تساند كل اوروبا هذا الهدف».
ومع ذلك، اعترف مستضيف القمة، رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت، اول من امس انه من غير المحتمل التوصل الى اتفاق بشأن خفض الانبعاثات بنسبة 30% بسبب معارضة پولندا والدول الاخرى.