محمود عيسى
قال كبير الاقتصاديين في مجلس التنمية الاقتصادية البحريني جارمو كوتيلين ان محركات النمو الهيكلي للديمغرافيات والتنويع والربط ستستمر في تلبية احتياجات بالغة الاهمية من الهياكل الأساسية.
وقال كوتيلين في مقابلة مع مجلة ميد ان دول مجلس التعاون الخليجي حققت نموا سريعا للغاية في مشروعات البنية التحتية منذ عام 2000.
وتفاوتت وتيرة التنفيذ نوعا ما استجابة لديناميكيات أسعار النفط، حيث يعتبر الإنفاق الرأسمالي الحكومي على راس قائمة الأمور التي ستتضرر نتيجة انخفاض أسعار النفط.
وقد خلفت عملية تصحيح الأسعار في عام 2008 وديناميكيات أسعار النفط الجديدة منذ أواخر عام 2014 إرثا كبيرا من تأخير المشاريع وحتى تعليقها.
غير أن هذه الانتكاسات كانت، بوجه عام، قصيرة الأجل نسبيا، ولا يزال جدول أعمال الهياكل الأساسية البالغ عدة تريليونات من الدولارات يتسم بدرجة عالية من الاستمرارية. فعلى سبيل المثال في العام الماضي، وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط بصورة تاريخية، ارتفعت نسبة المشروعات قيد التنفيذ والتخطيط 11%.
ولا تزال معدلات النمو السكاني الخليجي المرتفعة ـ وفقا للمستويات العالمية - تستلزم استثمارات ضخمة في مجال الإسكان والخدمات الاجتماعية، ناهيك عن التعليم والرعاية الصحية.
ويتطلب إيجاد أسس النمو المستدام غير النفطي استثمارات في مجموعة كاملة من المرافق الإنتاجية واللوجستية، بالاضافة الى البنية الأساسية للنقل والاتصالات. وتؤدي الخصائص الديمغرافية والتنويع معا إلى نمو قوي في الطلب على الطاقة والمياه والموارد الأخرى.
ويعتبر الربط مهما بشكل خاص بالنظر إلى الخصائص الفريدة لمنطقة الخليج. وحتى مع النمو السريع، فإن قاعدة سكان دول مجلس التعاون الخليجي متواضعة نسبيا ولا تتجاوز 50 مليون شخص.
وقد أدى ذلك على مدى سنوات إلى الاعتماد الشديد على العمالة الوافدة، وفي الوقت نفسه، فقد تواكب التطور السريع لأسواق العقارات الإقليمية مع الجهود الرامية إلى جذب المواهب والمستثمرين ورجال الأعمال إلى الخليج.
ومن المرجح أن تزداد هذه الجهود أهمية في ظل المنافسة العالمية على المواهب الإبداعية.
واضاف ان مجموعة من العوامل المعاكسة للدورات الاقتصادية والاستراتيجية تحفز ضخ النفط غير المسبوق لرأس المال.
وقد عززت قدرة الحكومات على تنفيذ هذا الاستثمار من خلال الاعتماد المتزايد على حلول التمويل الجديدة، مثل الخصخصة الجزئية أو الكاملة والشراكات بين القطاعين العام والخاص وسندات المشاريع.