أحمد العلي - باحث اقتصادي
من الملاحظ خلال العقد الأخير هروب اموال الكويتيين الى الخارج بشكل مضاعف، حيث لم تخل احصائية من وجود الجنسية الكويتية كأكبر الملاك والمستثمرين، فقد استحوذ المستثمرون الكويتيون في عام 2015 على 6947 وحدة في دبي، ليشكلوا نسبة تملك وصلت إلى 59% من إجمالي مالكي الوحدات العقارية الخليجيين بالإمارات.
وذكرت هيئة الإحصاء التركية ان الكويتيين يحتلون المرتبة الثالثة بعدد الوحدات السكنية للمستثمرين الاجانب، كما لا تخلو قائمة العقار البريطاني، حيث أظهرت بيانات صادرة عن دائرة تسجيل الأراضي في لندن، ونشرها موقع «سيتي إيه إم»، أن حكومة الكويت تحتل المرتبة السابعة في قائمة أكبر الملاك في حي «السيتي» وهو المركز المالي لمدينة لندن، إذا فكيف نجعل الأجانب يستثمرون بالكويت ونحن نرسل استثماراتنا الى الخارج؟!
ففرض الرسوم على الاجانب ليس حلا للمحافظة على هروب الاموال، وما يحدث الآن من شد وجذب وتأييد شعبي على رسوم التحويلات ما هو الا رسم من جيب المواطن، وطرد المستثمرين بشكل رسمي وتحذير اي مستثمر من دخول السوق الكويتي.
فبعد اختتام ملتقى الكويت للاستثمار المباشر واستضافة مجموعة من المستثمرين العالميين، نفاجأ بقرار ينسف اولويات جذب الاستثمار من اللجنة المالية البرلمانية لتوافق على مشروع قانون يجيز فرض ضريبة على تحويلات الوافدين.
فعلى مجلس الأمة التأني وفهم أبعاد القرارات التي قد تؤدي الى هروب أكثر للأموال، فالعامل المنزلي بالتأكيد سيلجأ الى طرق ملتوية للتهرب من الرسوم وخلق سوق سوداء جديدة لتهريب الأموال إلى الخارج.
أما بالنسبة الى الطبقة الثانية من الوافدين وهي موظفو القطاعين الخاص والحكومي من ذوي الدخل المتوسط المقتدرون على الانفاق داخليا، لكن للأسف قوانين الدولة تمنع الاجانب من الاستثمار داخليا وتملك عقار للأجانب، فنلاحظ ان كل شهر هناك معرض عقاري بالكويت وعند زيارته نفاجأ بأن اكثر من 90% من العقارات المعروضة خارجيا (الامارات، تركيا، مصر، لندن)، وغيرها من الدول التي تسمح بان تتملك عقارا وبكل سهولة دون الحاجة اصلا الى الذهاب الى تلك الدول!
لذلك يجب دراسة التحويلات الخارجية الى اين تذهب وخلق فرص استثمارية منافسة في المنطقة، فذلك الأمر سيقلل التحويلات بل قد يساهم بجلب الأموال من الخارج.
ورغم تحذيرات خبراء الاقتصاد وصندوق النقد الدولي من الآثار السلبية بفرض ضرائب التحويلات، الا ان بعض النواب اصروا على رأيهم!!
[email protected]