سيطرت حالة من التباين في أداء سوق الكويت للأوراق المالية بسبب جني الأرباح وتبديل المراكز والسعي نحو تجميل الإغلاقات السنوية التي عادة ما تتم في هذه الآونة مما يشكل منحنى جديدا لتداولات الأسبوع الجاري. وعزا اقتصاديون في تصريحات لـ «كونا» امس التذبذب الذي مر به السوق الى تحكم الصناديق التابعة للشركات القيادية لاسيما في قطاع الاستثمار بامتلاك زمام التداولات التي تأثرت على مدار الـ 11 شهرا الماضية بفعل تداعيات الأزمة المالية وترغب في إقفالات قد تعوضها جزءا من خسائرها.
وقال نائب الرئيس التنفيذي في شركة مرابحات الاستثمارية مهند المسباح ان مجريات تداولات البورصة خلال الأسبوع سترتبط الى حد بعيد بتوجهات البنوك والشركات المدرجة في إقفالات اسعار أسهمهم اما الشركات التشغيلية فلن تنظر الى السعر السوقي بصورة أساسية لأن أداءها يكون جيدا. واضاف المسباح انه ستؤثر على مستثمري المحافظ والصناديق عمليات الإغلاقات التي تعود بشكل سلبي على الشركة والمستثمر معا لأنها وببساطة شديدة تشكل عبئا على بداية العام الجديد وهو ما سينطبق على تداولات العام والربع الاول من عام 2010. وتوقع ان تسيطر على التداولات فيما تبقى من إغلاقات العام الحالي عمليات العروض على الأسهم التي ستغلب على الطلبات لان معظم شرائح المستثمرين يرغبون في التخارج والسعي الى التكييش. وأوضح ان السوق سيميل في الأيام المتبقية من تداولات العام الى مزيد من الاستقرار في المستويات او سيشهد نزولا طفيفا قد لا يؤثر في المؤشرات الرئيسية التي وصل إليها. واضاف ان مديري الصناديق والمحافظ يدركون تماما معنى عمليات الإقفالات كما انهم ينتظرون اي تطورات تتعلق بالقرارات الحكومية الداعمة التي تؤثر في تداولات المرحلة المتبقية أو بداية تداولات العام «ولذا نجدهم يتوخون الحذر والحيطة في تحركاتهم». وتوقع المحلل المالي علي النمش ان يشهد السوق ارتفاعات ايجابية بسبب إقفالات الشركات لموازناتها المالية السنوية حيث تسعى مجالس إدارات هذه الشركات وهي محدودة الإيعاز لمديري صناديقها او محافظها بطرق مختلفة الى تجميل أرقامها حتى تكون نتائجها جيدة. واستبعد النمش ان تشكل عمليات التجميل في إغلاقات العام عبئا على الشركات للعام الذي يليه حيث انها تراهن على عامل الوقت الذي عادة ما يكون في مصلحتها معللة ذلك بضرورة الاستفادة من هذا الأمر ولذا تلجأ الى التجميل حتى تخرج من العام بصورة تعود على المساهمين بالربحية.
وتوقع رئيس مجموعة الزمردة القابضة محمود حيدر ان تشهد تداولات الأسبوع الجاري مزيدا من عمليات جني الأرباح خصوصا لصغار المستثمرين الذين يرغبون في تسييل الاسهم لإعادة خريطة استثماراتهم مع بداية العام الجديد. واضاف حيدر ان الأيام المتبقية من العام ستكون فيها التداولات من جانب صغار المستثمرين الأكثر جرأة، لاسيما على الأسهم الصغيرة التي لا تزيد أسعارها على الـ 100 فلس وهم كثر في حين سيكون هناك تردد في أوامر الشراء او البيع على الأسهم الكبيرة وهذا التباين سيكون في مصلحة السوق بشكل عام.