محمود عيسى
يبدو أن المنافسة الإقليمية على استقطاب الاستثمارات التمويلية المتعلقة بالمشاريع المزمع تنفيذها في المنطقة قد انطلقت بالفعل وأصبحت الأبواب مفتوحة على مصاريعها أمام المستثمرين لانتقاء واختيار ما يناسبهم من هذه المشروعات التي تطرحها مختلف الحكومات في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قالت مجلة ميد انه فيما كانت المؤسسات الحكومية صاحبة المشاريع في جميع أنحاء المنطقة تتنافس في الماضي من اجل الحصول على الموارد اللازمة، فقد أصبحت اليوم تتنافس على استقطاب المستثمرين ورؤوس الاموال، في وقت تحول فيه المسؤولون الحكوميون من مديرين بيروقراطيين إلى مجرد باعة للمشاريع.
وتحدثت المجلة عن الإصلاحات الاقتصادية التي اجتاحت دول المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية، من بينها تقليص الإنفاق الحكومي على المشروعات الرأسمالية، التي دفعت الحكومات للتوجه نحو القطاع الخاص التماسا لتمويل المشاريع، وما إن بدأت هذه المشروعات تدخل في المراحل الجدية من تخطيط ودراسات جدوى حتى انطلقت جهود السباق نحو اجتذاب الاستثمارات بغية تمويل هذه المشاريع.
ومع طرح مئات المشاريع في السوق، اصبح المستثمرون قادرين على اختيار ما يناسبهم على نحو أدى الى بدء منافسة إقليمية على الاستثمار، وفي حين تبدو هذه المنافسة للوهلة الاولى غير مثمرة، إلا أنها على المدى الطويل ستعزز الإصلاحات الاقتصادية في ضوء مساعي الحكومات الرامية لإغراء الممولين المحتملين على الاستثمار.
وتعتقد ميد ان أحد التحديات الرئيسية في هذا المضمار تتمثل في قدرة الحكومات على تنفيذ الإصلاحات والتحول من كونها لاعبا نشطا في السوق يسيطر على مختلف المصالح والمؤسسات العامة إلى هيئة تنظيمية فقط معنية بمنح القطاع الخاص فرصة للازدهار.
ويدرك المسؤولون الحكوميون في المنطقة ضرورة وأهمية هذا الأمر، لكنهم يعترفون بأن تفكيك هذه البيروقراطية القائمة منذ عقود طويلة يمكن ان يتم ببطء.