اتفق منتجو النفط في «أوپيك» امس، على الإبقاء على مستويات الانتاج المستهدفة دون تغيير لكن ربما يواجهون معركة صعبة لتحسين الالتزام بهذه المستويات إذا ما أرادوا خفض مخزونات النفط العالمية الضخمة.
وقال رئيس الوفد الليبي في اجتماع «أوپيك» شكري غانم إن البيان الختامي لاجتماع «أوپيك» سيدعو إلى الالتزام بقيود الانتاج المتفق عليها والتي تركتها المنظمة دون تغيير.
وقال غانم إن البيان الختامي ينص على أن الدول الأعضاء «تريد الالتزام وأن الأمانة العامة ستراقب ذلك». وشهدت منظمة الدول المصدرة للنفط التي تضخ نحو 50% من صادرات الخام في العالم ارتفاعا في أسعار النفط لنحو المثلين منذ بداية العام بعد أن خفضت انتاجها عندما أضر الركود العالمي بالطلب على النفط.
و«أوپيك» راضية عن مستويات الأسعار التي بلغت اليوم 73.40 دولارا لبرميل الخام الأميركي.
وتراوحت الأسعار خلال الشهر الماضي بين 70 و80 دولارا وهو النطاق الذي يقول كثيرون في «أوپيك» إنهم يفضلونه.
وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي «عند سعر بين 70 و80 دولارا يشعر الجميع بالرضا، السعر الحالي جيد للمستهلكين والمنتجين والمستثمرين».
وأوضحت المملكة العربية السعودية أكبر منتج في «أوپيك» أنها لا تريد المخاطرة بخروج أسعار النفط عن السيطرة خشية عرقلة الانتعاش الهش في نمو الاقتصاد العالمي. لكن النعيمي وعدة وزراء آخرين عبروا عن قلقهم من تراجع الالتزام بحصص الانتاج الأمر الذي رفع المخزونات في الدول الصناعية المستهلكة إلى 60 يوما من الطلب، وقال النعيمي عن الالتزام «نتوقع المزيد». وبينما تلتزم السعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة بالكامل تقريبا بخفض الانتاج لم تقدم انجولا ونيجيريا وايران مساهمة تذكر في هذا الصدد. ويرى بعض المحللين في السوق أن أوپيك قد تحتاج للاقتراب من مستويات الانتاج المستهدفة إن أرادت ابقاء الأسعار فوق 70 دولارا للبرميل خلال عام 2010. وقال ادوارد مير من ام.اف جلوبال «نعتقد أن اتجاه الأسعار فيما بعد سيكون نزوليا».
وتابع: «على أقل تقدير سيشعر المشاركون في السوق بالقلق من استمرار رفض أوپيك تقييد حصص التصدير. وفي الحقيقة وفي ضوء تراجع العوامل الأساسية للطاقة فان المنظمة محظوظة لعدم هبوط الأسعار عما هي عليه بالفعل».
وسيقود التزام أكبر بخفض قررته «أوپيك» للانتاج بواقع 4.2 ملايين برميل يوميا طوال العام الحالي إلى خفض المخزونات إلى مستويات أكثر قبولا بالنسبة للمنتجين. وبلغ الالتزام ذروته في فبراير شباط عند 80% تقريبا لكنه تراجع من ذ ذلك الحين إلى 60% وهو ما أضاف قرابة 800 ألف برميل يوميا أو 3% إلى امدادات «أوپيك» خلال التسعة أشهر الماضية.
وذكر وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني انه يمكن للمنظمة التخلص من المخزونات الزائدة عن طريق الالتزام بالمستويات المتفق عليها.
وأردف «اذا ما الزم الأعضاء انفسهم بمستويات الانتاج المتفق عليها سيقلل هذا أكثر من مليون برميل يوميا من السوق، ليس هناك حاجة لتعديل الاتفاق كل ما نحتاجه هو الالتزام به».
وقال نيل اكتنسون من «كيه.بي.سي لخدمات السوق» على هامش الاجتماع في لواندا «في ضوء توقعات السوق بشأن الطلب التي لاتزال ضعيفة للغاية فقد تتعرض دول أوپيك لضغوط في الجزء الأول من العام المقبل لعمل شيء».
الرزوقي: الكويت تتطلع لالتزام أعضاء «المنظمة» بالحصص الإنتاجية
لواندا ـ كونا: قالت ممثلة الكويت لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) سهام الرزوقي ان الكويت تتطلع الى التزام اكبر بالحصص الانتاجية المحددة باعتبار ان ذلك يسهم في استقرار معدلات الاسعار مذكرة بأن دول الخليج من اكثر الدول التزاما بهذه الحصص.
واعربت الرزوقي التي ترأس وفد الكويت نيابة عن وزير النفط ووزير الإعلام الكويتي الشيخ احمد العبدالله الصباح قبيل افتتاح اعمال المؤتمر الوزاري لمنظمة أوپيك في العاصمة الانغولية لواندا، عن القلق ازاء تراجع معدل الالتزام بالحصص الانتاجية من مستوى 80% مطلع العام الحالي 2009 الى 60% مشددة على أهمية التزام بقية الدول بالحصص المحددة لها حفاظا على استقرار السوق والاسعار. وحول ابرز المواضيع المطروحة على جدول اعمال المؤتمر الوزاري أوضحت ان المؤتمر سيبحث جملة من المواضيع من ابرزها مراجعة وضع السوق النفطي بشكل عام وقضية الالتزام بالحصص الانتاجية. وفيما يتعلق بآلية الالتزام بالحصص التي تعتزم المنظمة تطبيقها لحث الدول غير الملتزمة على ابداء قدر اكبر من الالتزام رأت الرزوقي ان الآلية واضحة وتتمثل في الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين جميع الاطراف خلال المؤتمرات الوزارية.
وفيما اذا كان هناك توقع بتعديل سقف الانتاج خلال الاجتماع الوزاري الحالي استبعدت الرزوقي وهي عضوة لجنة مراقبة السوق الوزارية المنبثقة عن «أوپيك» أن تلجأ المنظمة لمثل هذا الخيار خلال هذه المرحلة معتبرة «ان واقع الاسعار يبدو افضل مما كان عليه في السابق الا ان الوضع لا يزال يتطلب الكثير من الحذر والمتابعة لتطورات السوق النفطية». ووصفت مستويات الاسعار الحالية عند 70 الى 75 دولارا بأنها مريحة ومناسبة لجميع الاطراف.