- مناسبة جسَّدت حقبة عمل شهدت إنجازات وتحديات ورسالة لمستقبل أفضل
زكي عثمان
شهدت الكويت مساء امس الاول الاحتفال الرسمي لشركة نفط الكويت بمناسبة احتفالها بمرور 75 عاما على تأسيسها برعاية وحضور صاحب السمو الامير وبمشاركة الرئيس التركي عبدالله غول ولفيف من الشخصيات السياسية والاقتصادية التي التفت حول بعضها بهذه المناسبة التاريخية التي توثق جهود العاملين في تلك الشركة. وقد حظى الاحتفال بقدر كبير من الاهتمام لاسيما من قبل «نفط الكويت» التي سعت جاهدة وعلى مدار أشهر للتجهيز والترتيب لتنظيم تلك المناسبة التاريخية وبما يليق مع سمعة الكويت كواحدة من كبرى الدول النفطية على مستوى العالم من حيث الانتاج وحجم الاحتياطي النفطي المؤكد لديها. ولا شك ان الاوبريت الغنائي الرائع الذي اختتم به الاحتفال قد جسد لمحات سريعة من تاريخ عمل الشركة التي انطلقت في عام 1934 وواصلت عطاءها على مدار 75 عاما محققة العديد والعديد من الانجازات التي يقف امامها كل الشعب الكويتي بكل تقدير واحترام، لاسيما ان الاقتصاد الوطني قائم على انتاج النفط وبيعه واستخدام جزء آخر منه في عمليات التكرير بشركة البترول الوطنية وفي صناعة البتروكيماويات من خلال شركتي صناعة الكيماويات البترولية وايكويت. «الأنباء» استطلعت آراء مجموعة من النفطيين للوقوف معهم على اهمية هذا الحدث والمستوى الرائع الذي خرج به حيث اكدوا ان الاحتفال كان على مستوى الحدث وعكس اهمية «نفط الكويت» وتاريخ عملها الكبير، كما اعتبروا ان حضور صاحب السمو الامير للحدث قد اضاف له بعدا آخر وألبسه حُلّة غير اعتيادية في حدث غير اعتيادي.
في البداية، قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتـــــدب لشركة البترول الوطنية والرئيس السابق لشركة نفط الكويت فاروق الزنكي ان احتـــــفال امس الاول جسد حقبة تاريخية في عمل الشركة بعد أن أتمت عامها الـ 75 بعد سنوات حافلة بالانجازات وايضــــا بعد تجاوز مجموعة من التحديـــات على مختـــــلف المستويــــات والتي منها بداية استكشاف النفط وتطوير تلك الحقول لرفـــع الطـــــاقة الانتاجية ووصولا الى انتاج الغاز الحر والذي بدأت ملامحه في العام 2006.
وأضاف ان الفترة المقبلة تفرض على الشركة مجموعة تحديات أكبر، لاسيما في كيفية الحفاظ على معدلات الانتاج وكيفية ادارة المكامن النفطية التي صار لها سنوات من العمل، وبالتالي فهي تحتاج الى اهتمام خاص واعتماد على التكنولوجيا الحديثة، مما يعتبر احد اكبر التحديات المقبلة.
وذكر الزنكي ان تلك المناسبة تستدعي من الجميع وقفة تأمل وتحديدا للوقوف على اهمية العنصر البشري الوطني في هذه الصناعة المهمــــة والخطيرة، كما انها مناسبـــــة تاريخية لتقديم التهنئة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والشعب الكويتي، متطلعين لمزيد من الانجازات التي تكلل جهود العاملين بالشـــركة وتحافظ على مستقبل اقتــــصاد هذا الوطن.
لمحات فنية رائعة
كما قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة الاستكشافات البترولية الخارجية فهد العجمي ان احتفال «نفط الكويت» بمرور 75 عاما يعتبر مفخرة كل كويتي بعد ان حمل العديد من اللمحات الفنية التي تجسد تاريخ عمل الشركة.
واضاف قائلا: أنا واحد من ابناء تلك الشركة التي تعلمت فيها على مدار سنوات عملي حتى انتقلت لرئاسة شركة «كوفبيك» وشاهد على حجم الجهود الكبيرة التي يبذلها كل العاملين بالشركة للحفاظ على ثروة هذا الوطن ومصدر الدخل الوحيد.
وأوضح ان الجميـــع مطالب بدعم ومساندة تلك المؤسسة في مسيرة عملها، ولتدعيم الاجيـــــال القادمة من العامـــــلين فيها من خلال نقل كل الخبرات اللازمـــــة لهم، فضلا عن توفير الحكومـــــة لكل سبــــل الدعم لهم ولمشــــاريع الشركة المستقبلية للمحافظة على هذا الكيان الذي يمثل نبض جميع المواطنين.
جهد كبير
من جانبه، قال وكيل وزارة النفط السابق ورئيس مجلس ادارة شركة تربللي للطاقة م.عيسى العون ان ما شهده على ارض ستاد الاحمدي امس الاول هو من افضل الاحتفالات الوطنية التي شاهدها، حيث جاء الحدث بشكل منظم جدا وبعد جهد كبير على مدار اشهر فضلا عن تضمنه لأفكار عكست اهمية ومكانة «نفط الكويت» في قلوب الكويتيين.
واضاف ان الشركة هي صرح عظيم يسعى بكل جهد لدعم مسيرة التنمية في الكويت، وذلك بفضل ما يبذله العاملون من جهد طموح في استخراج النفط الثقيل، وهو ما تكلل امس الاول بالاعلان عن اكتشاف حقل نفطي جديد شمال غرب الكويت بطاقة 80 الف برميل يوميا و110 ملايين قدم مكعبة من الغاز الحر، وهو عمل يؤكد ان سواعد وابناء الشركة ستمضي قدما لتحقيق اهداف الخطة الاستراتيجية الرامية للوصول بالطاقة الانتاجية الى 4 ملايين برميل يوميا.
مستوى رائع
هذا، وقال الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة البترول الكويتية ورئيس مجلس ادارة شركة ايكاروس للخدمات النفطية نادر سلطان ان الاحتفال الذي نظمته «نفط الكويت» بمناسبة مرور 75 عاما من افضل واحسن الاحتفالات التي شاهدها، مؤكدا ان ادارة الشركة كانت على مستوى الحدث بهذا التنظيم الفريد الذي عكس حجم الاحتفال الذي تشرف بحضور صاحب السمو الأمير والرئيس التركي.
واضاف أن الفيلم الوثائقي الذي عرض قد لخص تاريخ عمل الشركة بشكل رائع، مبينا ان شباب القطاع النفطي وتحديدا العاملين بشركة نفط الكويت عليهم السير قدما على نفس الطريق الذي سلكه اوائل العاملين بتلك الشركة لاستكمال المسيرة وللحفاظ على هذا الكيان الحيوي من اي مخاطر.
واشاد سلطان بجهود الشركة طيلة 75 عاما في ارساء دعائم الاقتصاد الوطني والصناعة النفطية وصولا بها لاحتلال موقع ريادي على مستوى العالم ومؤكدا ان ثمار تلك الجهود واضحة للجميع وله شخصيا بحكم الفترة التي تولى فيها مقاليد مؤسسة البترول الكويتية.
حضور رفيع المستوى
اما نائب العضو المنتدب لمصفاة الشعيبة احمد الجيماز، فأكد ان احتفال امس الاول لا يمكن وصفه في كلمات بعد ان عكس حضارة الكويت ومكانتها الحقيقية لاسيما ان شركة نفط الكويت من اوائل الشركات النفطية بالمنطقة واكد فخره بهذا الحدث وبجهود جميع القائمين عليه واللجنة المنظمة له والذي تكلل بحضور رفيع المستوى يتقدمهم صاحب السمو الامير والرئيس التركي.
واضاف ان جهود العاملين في الشركة متواصلة على مدار 75 عاما وستتواصل لصالح الاقتصــــاد الوطني وهو الامر الذي ينعكس على صناعة التكرير والبتروكيماويات معا، موضحا ان شركة البتـرول الوطنية تبنى خطط عملها على تطور قدرات انتاج شركة نفط الكويت وهو ما يجسد اهمية تلاحم الجسد النفطي في كيان وقالب واحد لخدمة الاقتصاد الوطني.
واوضح الجيماز ان ما تحقق من انجازات على مدار تلك السنوات يستحق الاشادة من الجميع بحكم انه ثمرة جهود العاملين في هذا الكيان ومتمنيا من الاجيال القادمة مواصلة المشوار والحفاظ على ثروة هذا الوطن والعمل بكل جد لصالح الاقتصاد الوطني.
الشكر للجميع
وبدوره قال رئيس فريق الاطفاء الكويتي واحد ابناء شركة نفط الكويت والمتقاعد حاليا عيسى بويابس ان ما شاهده الجميع مساء امس الاول في احتفال «نفط الكويت» بيوبيلها الماسي يعكس اهمية ومكانة هذا الكيان في قلوب جميع العاملين فيه سواء الحاليون او السابقون كما انه مفخرة للجيل القادم من ابناء هذا الوطن.
واضاف قائلا: «نحمد الله الذي بارك لنا في هذه الثروة على مدار 75 عاما حيث مازالت حقولنا النفطية منتجة وهو ما يستدعي من الجميع ان يتقدموا بالشكر للمولى عز وجل على هذه النعمة».
واوضح انه عمل 30 عاما في هذا الكيان وساهم بدور مع زملائه السابقين في ابرز حدث في عمر وتاريخ هذه الشركة والمتمثل في اطفاء الآبار الكويتية المشتعلة عقب اندحار قوات الغزو وهو الامر الذي يشهد به الجميع ويسجله في ذاكرته بعد ان واصل الجميع الليل بالنهار لانجاز تلك المهمة سعيا لعودة هذا الشريان الحيوي للعمل من جديد بعد ان امتدت اليه يد الغدر.
وتمنى بويابس من جميع العاملين الحاليين والجيل القادم ايضا المحافظة على هذا الصرح والعمل فيه بكل حب واخلاص وصدق سعيا لدعم خطط التنمية الوطنية.