إذا كنت تصوت في الانتخابات السياسية رغبة منك في اختيار الأفضل لإحداث التأثير الذي تنشده في المستقبل، فإن «محفظتك» هي أداتك للتصويت في الاقتصاد، لذا فعليك أن تتعامل مع ما تخرجه منها من أموال بحرص شديد لأنه سيؤثر على مستقبلك كله.
هذا هو شعار حملة أميركية انطلقت على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم «صوت باستخدام محفظتك»، وتقوم على توعية المستهلكين بضرورة الإنفاق فقط على السلع الجيدة، لأن ذلك من شأنه أن يدعمها ويجعلها تتحسن، بينما ستتراجع السلع الرديئة وتضطر للتحسن للبقاء أو حتى للاختفاء كلية بحسب تقرير لموقع «أرقام».
حملات مقاطعة تتسع
وتبدو تلك الحملة متسقة مع اتساع نطاق حملات المقاطعة لمنتجات أو شركات عدة، ولعل أبرزها خلال العامين الماضيين شركة «أوبر» بسبب بعض المواقف العنصرية والتهرب من دفع الضرائب، و«فيسبوك» بسبب انتهاك الخصوصية وتسريب بيانات المستخدمين.
ويرى موقع «فاست كمبوني» المتخصص في الإدارة أن الكثيرين يقعون في خطأ مقاطعة الشركات التي يعترضون على أدائها فقط، أو تلك التي تنطلق ضدها حملات شعبية لمقاطعتها، دون أن يفكروا في أي الشركات يدعمون.
فعلى سبيل المثال إذا كان المستهلك حريصا على حالة البيئة، فليس عليه أن يقاطع شركة إنتاج السيارات فقط لأن منتجاتها تلوث البيئة، بل عليه أيضا أن يبحث عن شراء منتجات الشركة الأكثر محافظة على البيئة وهكذا.
هل المقاطعة وسيلة ناجحة؟
وتكشف دراسة لـ «مؤسسة أبحاث السياسات» المتخصصة في الإدارة التابعة لجامعة «نورث ويسترن» «IPR» أنه في كثير من الأحيان لا تكون المقاطعة وسيلة ناجحة في توجيه سياسة الشركات، وأن الكثير من الشركات تتجاهل حملات المقاطعة تماما لعلمها بمحدودية تأثيرها.
وما يلحق الضرر بالشركات من حملات المقاطعة غالبا لا يتعلق بعدد هؤلاء الذين يستجيبون لها ويقررون الانضمام إليها، ولكن بمدى التغطية الإعلامية التي تحظى بها حملة المقاطعة بما يعكسه ذلك من تأثير على حملة الأسهم والسوق بشكل عام.
وعلى الرغم من أن حملات المقاطعة غالبا لا تحقق أهدافها إلا أن حالة سلسلة مطاعم «تاكو بيل» هي الأشهر في النجاح، حيث بدأ عمال الشركة إضرابا عن العمل، ثم عن الطعام واحتجاجات عنيفة من أجل الحصول على زيادة في الأجر وظروف عمل أفضل غير أن الشركة قررت تجاهلهم.