القطاع الخاص استشعر أهمية قطاع النقل وأكبر صفقة في الملكيات الخاصة في الكويت كانت من نصيبه
«بيزنس مونيتور انترناشيونال» توقعت أن يساهم القطاع بـ 5.2% من الناتج الإجمالي المحلي في الأعوام الخمسة المقبلة
فواز كرامي
يشكل قطاع النقل الحلقة الاساسية والعنوان العريض لاي دولة ترغب في التحول الى محور مواصلات في المنطقة والكويت بحكم موقعها الجغرافي الحيوي واطلالتها على الخليج العربي مؤهلة للعب دور رئيسي واستراتيجي في هذا القطاع الحيوي المدر للدخل وخصوصا ان العديد من المحللين يعتبرون هذا القطاع هو الثروة النفطية الثانية في الكويت اذا تم استغلاله وتطويره بشكل يتناسب مع الموقع الجغرافي للكويت لاسيما ان جميع المقومات للتحول الى محور مواصلات في المنطقة موجودة من ناحية الموقع الجغرافي غرب آسيا وشرق اوروبا، اضافة الى البنى التحتية والفوقية على حد سواء، ناهيك عن امتلاك الكويت لشركات لوجستيك محلية تعتبر الافضل على مستوى العالم من جهة الامكانيات والخبرات الا ان ما ينقص هذا القطاع الحيوي والضروري المهم هو بعض الاهتمام والعناية اضافة الى اعطاء هامش اكبر للقطاع الخاص للعب دور محوري فيه.
ومع توقعات ان يبلغ معدل النمو السنوي في هذا القطاع نحو 2.2% خلال الاعوام الخمسة المقبلة كمعدل وسطي لفروعه المختلفة من شحن بري وشحن بحري وترانزيت ونقل بضائع فان قطاع النقل سيساهم بنسبة 5.2% من الناتج الاجمالي المحلي رغم وجود العديد من التحديات التي تقف امام تحقيقه مرتبة افضل كتطوير شبكة النقل البري وتطوير المواني وبناء موانئ جديدة اضافة الى المناطق الحرة التي تعتبر عصب هذا القطاع.
وتتباين نسب النمو في الفروع المختلفة لقطاع النقل حيث من المتوقع ان ينمو قطاع النقل البري والشحن الجوي بنسبة 2.2% فيما تصل نسبة النمو المتوقعة للشحن البحري الى 2.4% اما النقل الترانزيت فمن المتوقع ان يصل الى 2.1% بحسب احصائيات بيزنس مونيتور انترناشيونال.
لاسيما ان الانظار تلتفت في الوقت الحالي الى الفرصة الكبيرة امام النقل بالترانزيت التي فرضها واقع اعادة اعمار العراق وحاجاته الضخمة من مواد اولية ومواد خام يحتاج الى تمريرها اليه عن طريق البحر حيث ان العديد من الدول المجاورة للعراق تبذل جهودا جبارة لقطف الكعكة الاكبر من سوق النقل العراقية رغم احتلالها لمراتب متخلفة من حيث التنافسية مع الكويت.
اما فيما يخص الشحن الجوي فان سياسة الاجواء المفتوحة التي اتبعتها الكويت ساهمت بصورة مباشرة في تحقيق معدلات نمو جيدة بحسب احصائيات الادارة العامة للطيران المدني، كما ان القطاع الخاص الكويتي انتبه مبكرا الى اهمية هذا القطاع ومعرفة جيدة للامكانات الكامنة التي يحملها حيث شهد اكبر صفقة في الكويت حين أعلنت مجموعة صناديق الملكيات الخاصة في بيت الاستثمار الكويتي «جلوبل» عن الاستحواذ على حصة الاغلبية في شركة جاسم للنقليات والمناولة جي تي سي «احدى شركات مجموعة بودي» في بداية العام الحالي حيث صنفت الصفقة على انها الاكبر في الملكيات الخاصة في المنطقة والاكبر على مستوى الكويت باستحواذها على 60% من الشركة.
وفي حينها ذكرت جلوبل ان قطاع النقل في المنطقة سينمو ويحقق هوامش عالية خصوصا مع خروج الشركات الصغيرة من السوق تدريجيا واندماجها في شركات اقوى واكبر.
وكانت شركة «جي تي سي» قد قامت في العام 2008 باستثمار ما يزيد على 35 مليون دولار في معدات جديدة وذلك بهدف الاستمرار في تطوير الشركة التي تأسست في عام 1979 وتعتبر من كبرى الشركات الكويتية الرائدة بمجال الخدمات اللوجستية المتكاملة وتقدم خدمات مناولة الحمولات والحاويات والتخزين ورفع الحمولات الثقيلة والنقل وتأجير المعدات وتدير «جي تي سي» كبرى عمليات تأجير للمعدات في منطقة الخليج حيث يتجاوز اسطول الشركة اكثر من 1000 معدة في كل من الكويت والعراق وقطر وتشمل هذه المعدات الروافع ومولدات الكهرباء.