أسهم ثلاثة مجاميع تقود النشاط.. «إيفا» وشركاتها و«أجيليتي» و«الصفوة»
استحواذ قيمة تداول أسهم 9 شركات على 54% من القيمة الإجمالية
هشام أبوشادي
على الرغم من كثرة الاشاعات السلبية التي تدور حول اوضاع الشركات والمخاوف من ارتفاع المخصصات على البنوك الا ان سوق الكويت للأوراق المالية حقق ارتفاعا في جميع مؤشراته خاصة المتغيرات الثلاثة مع استمرار تركيز حركة التداول على اسهم الشركات الرخيصة بفعل عمليات المضاربة القوية الا ان المؤشر الايجابي يتمثل في ارتفاع قيمة التداول ما يشير الى ان هناك سيولة مالية جديدة تدخل السوق والتي بعضها اموال ساخنة من المضاربين والبعض الآخر من مؤسسات حكومية.
وعلى الرغم من ان السوق يتوقع ان تزداد فيه وتيرة عمليات جني الأرباح في تعاملات اليوم الاثنين خاصة على اسهم الشركات التي حققت مكاسب ملحوظة في تعاملات امس الا ان الاتجاه العام للسوق خلال الشهر الجاري سيغلب عليه الصعود قبل ان تبدأ الشركات خاصة البنوك في الاعلان عن نتائجها المالية، فإذا كانت النتائج المالية للشركات شبه متوقعة في شقها السلبي فإن اداء البنوك يحظى بالأولوية والاهتمام لدى الاوساط الاستثمارية، وفي هذا الصدد ايضا يمكن القول ان البنك المركزي سيواصل سياسته في اخذ المزيد من المخصصات خاصة ان هناك العديد من الشركات وبعض كبار العملاء يواجهون تعثرا في سداد التزاماتهم المالية، وهذا سيدفع البنك المركزي للطلب من البنوك زيادة رؤوس أموالها، فغدا سيجتمع البنك المركزي مع رؤوساء البنوك، وهناك قضايا في غاية الاهمية ستكون على جدول الاجتماع اهمها مدى التزام البنوك بالتعليمات التي طلبها البنك المركزي خاصة استراتيجيتها خلال عام 2010، ومدى حاجة كل بنك لزيادة رأس المال ومشاكل تعثر الشركات وكبار العملاء وكيفية مواجهتها.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 46.9 نقطة ليغلق على 7058.5 نقطة بارتفاع نسبته 0.67% كذلك ارتفع المؤشر الوزني 2.01 نقطة ليغلق على 388.31 نقطة بارتفاع نسبته 0.52%.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 719.7 مليون سهم نفذت من خلال 8696 صفقة قيمتها 81.5 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 129 شركة من اصل 205 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 73 شركة وتراجعت اسعار اسهم 23 شركة وحافظت اسهم 33 شركة على اسعارها و76 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 282.3 مليون سهم نفذت من خلال 2941 صفقة قيمتها 27.7 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 181.6 مليون سهم نفذت من خلال 1521 صفقة قيمتها 13.9 مليون دينار.
واحتل قطاع الخدمات المركز الثالث بكمية تداول حجمها 168.2 مليون سهم نفذت من خلال 2553 صفقة قيمتها 26 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 53.3 مليون سهم نفذت من خلال 579 صفقة قيمتها 4.9 ملايين دينار.
وجاء قطاع الشركات الصناعية في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 16.3 مليون سهم نفذت من خلال 548 صفقة قيمتها 3.6 ملايين دينار.
الأسهم الرخيصة
على الرغم من النتائج المالية السلبية المتوقعة لاغلب الشركات لعام 2009 خاصة اسهم الشركات الرخيصة الا ان هذه الاسهم تشهد نشاطا مضاربيا محموما، ويبدو ان هناك اتجاها لدى المجاميع الاستثمارية لرفع قيم اسهمها قبل الاعلان عن نتائجها المالية، ورغم كثرة اسهم الشركات الرخيصة الا ان التداولات مركزة بقوة على اسهم إيفا والشركات المرتبطة بها ومجموعة الصفوة والشركات المرتبطة بها، وفي مرحلة ما سوف تشهد هذه الاسهم عمليات جني ارباح حادة يعقبها هدوء في تداولاتها لتنتقل حركة النشاط الى اسهم شركات اخرى رخيصة، الامر الذي يستدعي الحذر من جانب صغار المتداولين، الا انه بشكل عام فإن السوق في حاجة الى النشاط والصعود خاصة انه قياسا باداء الاسواق الخليجية والعربية والعالمية في عام 2009. فإن السوق الكويتي يعتبر الاسوء وهذا يعود الى ان السوق عكس الاداء السلبي للحكومة في التفاعل مع الازمة العالمية، وتداعياتها على الاقتصاد المحلي، فجميع الدول الخليجية والعربية والدول الكبرى قامت بضخ المليارات من الدولارات في مشاريع البنية التحية إلا الكويت، لذلك كان من الطبيعي ان يكون اداء البورصة سيئا، ورغم ذلك فإن استمرار نهج الحكومة سيجعل عام 2010 اسوأ من عام 2009، فهناك العديد من الشركات كانت تقوم بسداد خدمة ديونها بصعوبة شديدة، والوفاء بالتزامات الرواتب الا انه في عام 2010 سيكون الوضع اسوأ على الشركات ما لم تتحرك الحكومة بشكل سريع لزيادة الإنفاق وتقديم دعم غير مباشر للشركات للخروج من ازمتها.
آلية التداول
حافظت اغلب اسهم البنوك على اسعارها ثابتة في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهمي البنك الدولي والتمويل الكويتي، ويلاحظ انه منذ بداية العام تتسم حركة التداول على اسهم البنوك بالضعف، استمرارا لوتيرة التداول الضعيفة التي تشهدها منذ الربع الاخير من العام الماضي، وهذا يعود الى ترقب الاوساط الاستثمارية لنتائج البنوك لعام 2009، فهناك بنوك تكبدت خسائر في التسعة اشهر، وهناك بنوك استمرت في تحقيق الارباح، الا ان العامل المشترك لقطاع البنوك في نتائجها يتمثل في مخاوف اوساط المتداولين تجاه ما اذا كان البنك المركزي سيطالب البنوك بأخذ المزيد من المخصصات ام لا، كذلك زيادة رؤوس اموال البنوك، والاتجاه العام للبنك المركزي سيكون نحو المزيد من التشدد في المخصصات، لذلك فإن الاوساط الاستثمارية تعطي اهمية قصوى لنتائج البنوك في 2009 بشكل عام والربع الاول من عام 2010 بشكل خاص.
حققت اسعار اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم خاصة سهم الديرة القابضة الذي شهد تداولات قياسية وارتفاعا ملحوظا في سعره بفعل عمليات المضاربة التي يقوم بها مجموعة من المضاربين بدعم من بعض المحافظ المالية التابعة، فيما انه رغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم ايفا الا انه سجل ارتفاعا محدودا في سعره ويتوقع في وقت قريب ان تحدث عمليات تحول من التداولات القياسية على سهم الديرة القابضة الى سهم ايفا الذي يتوقع ان يشهد قريبا صعودا قويا فوق حاجز الـ 100 فلس، حيث يشهد عمليات تجميع تحت هذا الحاجز، واستمرت التداولات القياسية ايضا على سهم الصفاة للاستثمار الذي حقق ارتفاعا بمقدار وحدتين رغم عمليات جني الارباح، الا انه من الواضح ان السهم سيواصل ارتفاعه التدريجي.
ورغم التداولات المرتفعة على سهم صكوك والتي غلب عليها عمليات جني الارباح، الا انه سجل انخفاضا محدودا في سعره، وايضا حققت اسهم الاستثمارات الوطنية والمال للاستثمار والساحل للتنمية ارتفاعا متباينا في اسعارها اعلاها سهم الساحل للتنمية.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة تركزت على اسهم شركة عقارات الكويت والدولية للمنتجعات وجيزان والمستثمرون مع تحقيق هذه الاسهم ارتفاعا في اسعارها، خاصة الدولية للمنتجعات التي ارتفع سهمها بالحد الاعلى.
وشهد سهم الوطنية العقارية تداولات نشطة ايضا وارتفاعا في سعره بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض بدعم من الارتفاع الملحوظ لسهم اجيليتي في ظل المعلومات الايجابية حول التوصل الى تسوية مرضية لقضية الشركة في اميركا.
الصناعة والخدمات
اتسمت حركة تداول اسهم الشركات الصناعية بالضعف مع تباين اسعار اسهم القطاع التي حافظت اغلبها على اسعارها ثابتة، ويعد سهم ايكاروس الوحيد في قطاع الصناعة الذي شهد ارتفاعا نسبيا في تداولاته مع استقرار سعره.
وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها، خاصة اسهم الشركات الرخيصة في القطاع والتي شهد اغلبها ارتفاعا في تداولاتها.
فقد شهد سهم اجيليتي تداولات نشطة ادت لارتفاع السهم بالحد الاعلى خلال مراحل التداول ليصل الى 660 فلسا، الا ان عمليات جني الارباح التي شهدها قلصت مكاسبه ليغلق على 640 فلسا، وجاء صعود السهم بدعم من المعلومات الايجابية حول قرب التوصل لتسوية ودية لقضية الشركة في اميركا، خاصة فيما يتعلق بالتعويضات التي ستدفعها الشركة، حيث تشير معلومات الى ان الشركة تصر على دفع 300 مليون دولار على ان يكون هناك ضمانات ان تدخل مناقصات الجيش الاميركي مرة اخرى، وفي ظل حاجة الحكومة الاميركية للامكانيات اللوجستية الضخمة لشركة اجيليتي، فإنه يتوقع ان يعلن عن تسوية مرضية للطرفين، وفي الوقت الذي حقق فيه سهم مجموعة الصفوة ارتفاعا محدودا في سعره، حقق سهما صفاتك وصفاة طاقة ارتفاعا ملحوظا في اسعارهما، واستقر سهم زين على سعر الدينار في تداولات محدودة، واستمرت التداولات محدودة على اسهم الشركات غير الكويتية باستثناء التداولات النشطة على سهم التمويل الخليجي الذي حقق ارتفاعا نسبيا في سعره.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات على 54% من اجمالي اسهم الشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 129 شركة.
أرقام ومؤشرات:
-
استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات والبالغة 44.4 مليون دينار على 54% من القيمة الاجمالية، وهذه الشركات هي: ايفا، الديرة، جيزان القابضة، الدولية للمنتجعات، اجيليتي، زين، الصفوة، مشاعر والتمويل الخليجي.
-
استحوذت قيمة تداول سهم ايفا البالغة 11.8 مليون دينار على 14% من القيمة الاجمالية.
-
سجلت مؤشرات اربعة قطاعات ارتفاعا اعلاها قطاع الخدمات بمقدار 204.9 نقاط، تلاه قطاع الاستثمار بمقدار 62.6 نقطة، تلاه قطاع الأغذية 32.7 نقطة، فيما تراجعت مؤشرات ثلاثة قطاعات اعلاها البنوك بمقدار 42.3 نقطة، تلاه قطاع الشركات غير الكويتية بمقدار 11.4 نقطة.