-
الملهم الطيب: فكرة «سكر كنانة» هدفت إلى مزج الخبرة الغربية بالثروات المالية العربية وثروات السودان الطبيعية المتمثلة في الشمس والأرض الخصبة ومياه الري الوفيرة
-
محجـوب خليـل: دعم الكويت لمشروع سد مروي بلغ 45% من التكلفة وجــهــودها مشـهــودة فـي إنــجاز المشـروعـات الضـخــمــة فـي السودان
الخرطوم ـ كونا ـ منى ششتر وحسين حسن:
لم تكف الكويت يوما عن مد يد العون والمساعدة الى شقيقاتها العربية سواء كان ذلك على المستوى الحكومي أو الشعبي ايمانا منها بأهمية القومية العربية وضرورة الشراكات والمشروعات الاقتصادية الداعمة للاقتصاد العربي والاسلامي على حد سواء.
وكان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية على مدى العقود الخمسة الماضية الذراع الاساسية للحكومة في تمويل العديد من المشروعات في الدول العربية والاستثمار فيها بما يسهم في تطوير اقتصاداتها وتعزيز التنمية فيها وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة لشعوبها.
والامثلة على تـــــلك الشراكات الكويتية ـ العربية كثــيرة نـــذكر منـــها عـــلى سبيل المثال لا الحصر مشـــروعين في جمهورية السودان الشــــقيقة اطلع عليهما الوفد الصـــحافي الكويتي الاول الذي يزور السودان والتقى المسؤولين فيهما هما مشروع شركة سكر كنانة ومشروع سد مروي.
وضم الوفد في عضويته زملاء من جمعية الصحافيين ومن وكالة الانباء الكويتية (كونا) وهم عدنان الراشد رئيسا وسامي النصف ود.هيلة المكيمي ومنى ششتر وخالد معرفي ودينا الطراح. وبدأت حكاية الكويت مع شركة سكر كنانة في يوليو عام 1977 حيث يعد هذا المشروع كنزا ثمينا للسودان واكبر مشروع متكامل لإنتاج السكر في العالم اكتمل انشاؤه في اقل من أربع سنوات في ارض تقع على بعد 1200 كيلومتر من اقرب ميناء بحري (بورسودان) ويهدف الى توفير الاموال للسودان بدلا عن امتصاصها وانفاقها.
فكرة المشروع
ويقول المدير العام للشركة الملهم الطيب ان فكرة انشاء مشروع كنانة هدفت الى مزج الخبرة الغربية بالثروات المالية العربية وبثروات السودان الطبيعية المتمثلة في الشمس والارض الخصبة ومياه البري الوفيرة، وذلك من اجل انشاء مشروع صناعي زراعي يعود على السودان بالعديد من المزايا الاقتصادية منها خلق الوظائف ونقل التقنية المتقدمة وايجاد بديل جديد للواردات.
وأرجع الطيب مضي كنانة في مشروعها ومسيرتها رغم ما واجهته من صعوبات الى التمويل الذي حصلت عليه من دول عربية وعلى رأسها الكويت، حيث يقول «لولا مساهمة الحكومتين الكويتية والسعودية لما تمكنا من تخطي مرحلة التصميم».
واستذكر الطيب كيف بدأت الفكرة في بداية السبعينيات في ذهن الرئيس السوداني حينذاك جعفر نميري ورجل الاعمال رولاند تايني ورجل الاعمال السوداني الممثل لمجموعة شركات الخليج الكويتية في السودان د.خليل عثمان.
وقال: كان للرئيس نميري رؤيته في تحويل السودان الى سلة غذاء العرب استنادا الى امكانات السودان الزراعية ومصادر الري الهائلة من النيل ورؤيته كذلك ان احد المجالات التي يمكن ان يحقق بها ذلك هو مجال انشاء صناعة ضخمة للسكر.
وأشار الى ان المشروع بدأ بالانتاج في موسم 1981 - 1982 ويقوم حاليا بإنتاج اكثر من 430 الف طن من السكر سنويا، مبينا ان الشركة تسعى الى زيادة الانتاج بواقع 800 الف طن ليصل الى 1.2 مليون طن.
21% من رأس المال
وقال الطيب ان الكويت تساهم بنسبة 21% من جملة رأسمال المشروع الى جانب السودان والسعودية والشركة العربية للاستثمار والانماء الزراعي ومصرف التنمية الاجتماعية ومجموعة البنوك التجارية السودانية.
واوضح ان المشروع يعد واحدا من انجح مشروعات العمل العربي المشترك مبينا ان الشركة انشأت العام الماضي مصنعا لانتاج الايثانول من مخلفات السكر وهو الاول من نوعه في افريقيا بكلفة بلغت 15 مليون دولار ويتدرج انتاجه ليبلغ 200 مليون لتر خلال عامين وتحتل السودان المرتبة السادسة عالميا في انتاج الايثانول.
وافاد ان الشركة صدرت في نهاية شهر ديسمبر الماضي اول شحنة من الايثانول الى هولندا (خمسة ملايين لتر من الايثانول) وتلتها شحنات اخرى مماثلة الى الاتحاد الاوروبي، مشيرا الى ان قيمة الشحنة الاولى بلغت ثلاثة ملايين و300 الف دولار اميركي بواقع 660 دولارا للتر الواحد.
أرباح كبيرة
وقال الطيب ان شركة كنانة حققت خلال الاعوام المنصرمة ارباحا كبيرة حيث ارتفعت العام الماضي بنسبة 25% مضيفا ان الشركة لم تأل جهدا في تأسيس شركات أخرى تدعم جهودها وتعمل على تأمين تنفيذ خطة السكر الكبرى.
وذكر أن ذلك يتماشى مع رؤيتها في تعزيز المبادرات الزراعية الرائدة التي تندرج ضمن برنامج النهضة الزراعية الوطنية ومنها تلك الشركات المنتجة للاعلاف والالبان ومزارع الخضراوات اضافة الى انتاج اللحوم.
سد مروي
وعن مشروع سد مروي قال المهندس المقيم بالمشروع محجوب ادريس خليل ان التخطيط لقيام السد الذي يفتتح رسميا في شهر ابريل المقبل بدأ في اربعينيات القرن الماضي ووضعت اول دراسة متكاملة له عامي 1993 و1999 حيث اصدر الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير قرارا بتأسيس وحدة لتنفيذ السد.
وذكر ان تكلفة بناء السد بلغت نحو ملياري دولار وشاركت في انجازه شركات صينية وفرنسية والمانية وجاء اغلب التمويل من دول عربية مثل الكويت والسعودية وقطر وعمان على شكل قروض ميسرة ومنح وقدمت الصناديق العربية للمشروع 850 مليون دولار فيما قدم السودان 575 مليون دولار والصين 520 مليون دولار.
45% من التكلفة
واضاف م.خليل ان نسبة دعم دولة الكويت في مشروع السد بلغت نحو 45% من التكلفة مشيدا بالمساعدات التي قدمتها الكويت لقيام السد وجهودها في دعم المشروعات الضخمة في بلاده اضافة الى المؤسسات الخيرية والاستثمار.
وكشف عن ان السد يتكون من عشرة توربينات ينتج الواحد منها 125 ميغاواط من الكهرباء ويبلغ طول البحيرة نحو 9.500 كيلومتر وارتفاعها نحو 67 مترا فيما يبلغ حجمها نحو 12.5 مليار متر مكعب.
نقلة نوعية
واعتبر م.خليل سد مروي انطلاقة بالنسبة للزراعة والصناعة وصناعة الكهرباء ونقلة نوعية اضافية للربط الكهربائي بين السودان ومصر واثيوبيا مبينا ان هذا السد هو واحد من بين 22 قطعة سدية في مجرى نهر النيل.
وقال ان سد مروي هو مشروع طاقة مائية متعددة الأغراض يهدف في الأساس لتوليد الطاقة الكهرومائية لمقابلة الطلب المتزايد عليها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير مصدر طاقة رخيص نسبيا لتحسين الزراعة المروية في كل البلاد.
واضاف ان المشروع يهدف كذلك الى استخدام الطاقة الكهربائية في استخراج المياه الجوفية للتوسع في الزراعة وانشاء مشاريع صناعية وصناعات غذائية ومشاريع تعدين تعتمد على الكهرباء كمصدر أساسي للطاقة وادخال صناعات الأسماك في بحيرة المشروع وحماية مناطق المجاري الدنيا من الفيضانات المدمرة.
كما يهدف المشروع الى تحسين الملاحة النهرية وتحسين مستوى المعيشة بالنسبة للسكان في منطقة المشروع بخلق استثمارات وفرص عمل جديدة وتخفيف العبء عن الخزانات القائمة خاصة فيما يتعلق بالتضارب بين استخدام المياه في الري وانتاج الطاقة.
وذكر م.خليل ان السد يقع على بعد نحو 350 كيلومترا شمال الخرطوم ويتمركز في الجزء الجنوبي الغربي من بلاد النوبة في صحراء بيوضة في منطقة منبسطة تتكون بصورة رئيسية من الجرانيت والحمم.
واضــــاف ان انــــشاء سد مروي صاحبه عـــدد من المشاريع منها طريق مروي الذي موله الصندوق العربي وجسر الصداقة بين مدينتي مروي وكريمة وطريق بري اخر ومطار دولي وخط للسكك الحديد.