على الرغم من انقضاء 24 يوما من عام 2010 فإن الشركات المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية لم تعلن أرباحها أو خسائرها الأمر الذي اثر في مجريات التداولات وفي نفسيات المتداولين، «الأنباء» أجرت استطلاعا حول مدى تأثير أداء السوق في تأخر افصاحات عام 2009 وما اذا كان هذا الأمر سيستمر طويلا أم أن هناك مستجدات ستغير في نمطية تداولات البورصة.
وكانت البداية مع رئيس مجلس الادارة في مجموعة الزمردة محمود حيدر الذي استغرب من تأخر اعلان بعض الشركات عن بياناتها من دون أسباب واضحة أو انها لم تحقق ارباحا في العام الماضي ومع ذلك تنتظر اي اخبار قد تفيدها او قرارات تدعم موقفها.
واضاف حيدر ان بعض الأنباء المتعلقة بشركة زين السعودية اثرت في اداء المتداولين وألقت بظلاها على بعض الاسهم في السوق الكويتية، على اعتبار انها من الشركات القيادية في السوق وكثير من المستثمرين يتلهفون على تطورات نشاطها، وتوقع ان يعاود السوق قفزاته القياسية مع بداية اعلانات ارباح البنوك التي تحرك منوال الاداء في معظم القطاعات المدرجة لاسيما قطاع الشركات الاستثمارية الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمصارف. وعزا رئيس فريق دريال للتحليل الفني محمد الهاجري تأخر اعلانات ارباح الشركات عن عام 2009 الى ترقب موافقة بنك الكويت المركزي على افصاحات المصارف الأمر الذي أثر سلبا في مجريات تداولات البورصة.
وأضاف الهاجري أن تعطيل الاقراض للكثير من الشركات ألقى بظلال الخوف على مستقبل بعض الشركات المدرجة، مما يعني أن السوق متعطش للسيولة، خصوصا للأسهم الصغيرة التي تحتاج الى دوران كي تجني ثمار وجودها في البورصة.
وتوقع استمرار وتيرة الاداء المتذبذب للمؤشرات القيادية في السوق بفعل حالة الانتظار التي أثرت ومازالت تؤثر في اداء القطاعات الرئيسية لاسيما شركات الاستثمار المتعثرة بفعل الأزمة التي لم تف بالتزاماتها المالية.
وقال ان السوق الكويتية تأثرت كثيرا خلال الاسبوع الماضي بسبب تراجعات الاسواق الأميركية علاوة على تأثرها بإعلانات شركة زين السعودية، الامر الذي استمر أيضا مع تداولات أمس.
اما مدير ادارة المحافظ المالية في شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ميثم الشخص، فأكد أن التأخر في اعلانات عام 2009 لم يكن المحرك الاساسي في تراجع السوق، ولكن هناك عوامل أخرى منها حالة السوق الاميركية.
ورأى الشخص ان المؤشر السعري سيظل في مستواه الحالي عند الـ 7000 نقطة على الاقل خلال الاسبوع الحالي وسط حالة من المضاربات الشديدة التي من المتوقع ان تزداد حدتها مع انطلاق اعلانات ارباح البنوك.
من جهته اعتقد مدير الاستثمار في شركة «أيدل جروب» أحمد صادق معرفي ان تأخر اعلانات أرباح عام 2009 جاء لأن البنوك لم تأخذ الموافقة من بنك الكويت المركزي للافصاح عنها، حيث ان هناك تأثيرا سلبيا على أداء البورصة مما يعني وجود ضبابية أمام المستثمرين وضحت في تداولات أمس.
وأضاف معرفي أن بعض الأخبار الايجابية التي تأتي من أسواق المال العالمية لا تؤثر على السوق الكويتي على العكس من الأخبار السلبية.
وقال الوسيط المالي في شركة «الوسيط للوساطة المالية» يحيى مرعي ان أسباب تأخر اعلانات الشركات غير معروفة ولم تؤثر بشكل مباشر وكبير على وضع البورصة حاليا، ولكن التأثير يأتي من وضع نزول السوق الأميركي بما يعادل 500 نقطة خلال يومين كما أن وضع زين السعودية اثر نفسيا في وضع السوق.
يذكر ان سوق الكويت للاوراق المالية تعتبر ثاني أنشط أسواق المال في المنطقة نظرا الى الشركات المدرجة في السوق الرسمية والبالغة 216 شركة بقيمة رأسمالية تصل الى 29.16 مليار دينار.