بقلم: د.وليد الحداد
رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب
لشركة دار الخبير للتدريب والاستشارات
لقد جاءت فكرة السلة الاقتصادية عندما بدأت الكتابة الصحافية مع مجلة الفرقان الإسلامية، حيث طلب مني رئيس التحرير آنذاك د.وائل الحساوي ان أدير القسم الاقتصادي في المجلة، وبما ان المجلة تصدر شهريا فالإلمام بالأحداث الاقتصادية سيكون صعبا بسبب تلاحق الاحداث، فجاءت فكرة السلة بحيث تكون أربع أو خمس نوافذ اقتصادية تلم بأحداث الشهر مع تعليقنا عليها أو أن نسطر رأينا في الاحداث الاقتصادية، ولله الحمد لاقت السلة نجاحا منقطع النظير، فيذكر لي احد الأخوة الأفاضل ممن يحملون شهادة الدكتوراه في الإدارة «أننا مجموعة من الإخوة نحرص على اقتناء الفرقان لقراءة السلة الاقتصادية»، وأيضا قامت الإذاعة الكويتية بالاهتمام البالغ مع موضوع الرضاء الوظيفي في القطاع الحكومي وهو عبارة عن استبيان أجريناه مع مجموعة عشوائية ممثلة لجميع قطاعات موظفي الحكومة، واهتمت إذاعة القرآن السعودية حول دراسة نشرت في السلة عن حفظ المال العام فأذاعته كاملا، وأيضا يخبرني احد الأخوة الزملاء في وزارة الأوقاف بأن ادارة الدراسات غالبا ما تأخذ مواضيع السلة باهتمام وكمدخل لدراساتها في الاقتصاد الإسلامي، وأخيرا قام الأخ سالم الناشي بإجراء بحث عن السلة اثناء دراسته للاقتصاد الاسلامي في كلية الشريعة تحت اشراف د.الزميل وليد الشايجي والذي أشاد جدا بالبحث وبمواضيع السلة، وقال: لم اتوقع ان تنشر مواضيع بهذه الصورة في السلة. وبعد قيامي بدراسة الدكتوراه توقفت عن الكتابة الصحافية.
والآن وبعد حصولي على شهادة الدكتوراه ورئاستي لشركة استشارية في مجال الادارة والاقتصاد والتدريب، أحببت ان اعيد كتابة السلة وان أشارك القارئ كم المعلومات التي لدينا والخبرات على مدى اكثر من 26 سنة في كل من القطاع الخاص والقطاع الحكومي واسهاما في دفع عجلة التنمية في كويتنا الحبيبة، واشكر «الأنباء» وعلى رأسها رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق على اتاحة الفرصة لي لنشر السلة مجددا على صفحات جريدة «الأنباء» الغراء.
التحويل إلى مركز مالي
قام صاحب السمو الأمير حفظه الله مشكورا بوضع رؤيته للتنمية الاقتصادية للكويت في القرن الـ21 لتحويل الكويت الى مركز مالي واقتصادي عالمي. ووجود رؤية من الجهات العليا أمر جيد لأنها تساعد علي توحيد الجهود وتنسيقها، ولكن كما نعرف نحن خبراء الادارة ان أي رؤية او استراتيجية بدون آلية تنفيذ وجدول زمني محدد لتنفيذ هذه الاستراتيجية وما الجهات التي ستشرف على التنفيذ وما الميزانية المطلوبة فإن هذه الرؤية لا يمكن ان تتحقق ولا يمكن تنفيذها على ارض الواقع، فالمطلوب من صاحب السمو الأمير حفظه الله ان يكلف الحكومة بوضع هذه الآلية في القريب العاجل، وان نستفيد هنا من الدول التي سبقتنا في هذا المجال مثل ماليزيا التي وضعت استراتيجية 2020 وقامت بتنفيذها وتحولت على اثرها ماليزيا من دولة ريعية معتمدة على تصدير المواد الأولية الى دولة صناعية واستثمارية وتحول الشعب الماليزي بالاخص المالاي من شعب فقير غير متعلم الى شعب ذي تعليم ومهارات حرفية وذوي دخل عال، فهل نستطيع اللحاق بالركب الماليزي من خلال تنفيذ رؤية صاحب السمو الأمير؟