- المستثمرون المحترفون في الخليج مستخدمون فاعلون لصناديق المؤشرات بغرض إستراتيجيات التداول التكتيكية
منى الدغيمي
كشف نائب الرئيس في شركة ishares لإدارة الصناديق روبرت برودويل أن صناديق المؤشرات المتداولة etf شهدت نموا بارزا عما كانت عليه عندما دخلت السوق لأول مرة عام 1993 بثلاثة منتجات تشمل أصول مدارة بقيمة 0.8 مليار دولار، حتى وصلت في نهاية الربع الثاني من العام 2009، إلى 1707 صناديق، بقيمة أصول بلغت 789 مليار دولار من 93 مزودا في 42 بورصة حول العالم، لافتا إلى أن هناك خططا لإطلاق 777 صندوقا إضافيا خلال السنوات المقبلة.
وأضاف برودويل خلال المحاضرة التي أقيمت أمس تحت عنوان «صناديق المؤشرات المتداولة etf: كيفيتها وماهيتها وطبيعتها» ان شركة ishares منظم المحاضرة، تعد أكبر مزود لصناديق المؤشرات المتداولة على الصعيد الدولي، من حيث عدد المنتجات بـ 386 صندوقا، وأصول بقيمة 380 مليار دولار، أي ما يشكل حصة في السوق تبلغ 48%، مشيرا إلى أن صناديق المؤشرات المتداولة هي أداة استثمارية مستحدثة تشبه في تصميمها الصناديق الاستثمارية، إلا أن تداولها يشبه تداول السندات الفردية في البورصة، وفي حقيقتها تجمع etf العديد من مميزات الصناديق الاستثمارية التقليدية، ولكنها تختلف عن الصناديق الاستثمارية المغلقة التي يتم تداولها في البورصة أيضا، ويمكن للمشاركين المخولين إنشاء أو سحب وحدات etf بحسب الحاجة، وفي حين أن صناديق المؤشرات المتداولة مدرجة في البورصات تماما مثل الأسهم، يمكن التداول بها عندما تكون البورصة مفتوحة.
دول مجلس التعاون
وعن كيفية استخدام المستثمرين لصناديق المؤشرات في دول مجلس التعاون الخليجي، قال برودويل ان المستثمرين المحترفين ينظرون إلى صناديق المؤشرات على أنها أدوات استثمارية سائلة وشفافة وقليلة الكلفة، تساعد في بناء المحفظة الاستثمارية، لذا فإن المستثمرين المحترفين في الخليج يستخدمونها في وسائل مختلفة، وأن احدى الاستخدامات الرئيسية لصناديق المؤشرات هي لجمع فئات أصول مختلفة في الشق الجذري من المحافظ الاستثمارية إلى جانب الصناديق المدارة بفعالية وخيارات الاسهم الفردية، وتصبح النتيجة خليطا بين الادارة الفعالة والهامدة والتي تنسق لتكون ملائمة بأفضل طريق مع التوزيع المثالي للأصول ومستوى المجازفة لدى العميل، كما يعتبر المستثمرون المحترفون في الخليج مستخدمين فاعلين لصناديق المؤشرات بغرض استراتيجيات التدوال التكتيكية، والتي تتضمن عادة قطاعا محددا، أو بلدا واحدا، أو صناديق مؤشرات تابعة لأسواق نامية.
إدارة التدفقات
وأوضح أنه على عكس العديد من أنواع الصناديق الأخرى، لا يوجد مدير صندوق يختار الأسهم الرئيسية، بل يكون المستثمر على بينة من جميع الشركات المشكلة للمؤشر الذي يتعقبه الـ etf، وكما في جميع الاستثمارات يمكن لقيمة الممتلكات في صناديق المؤشرات أن تنخفض أو ترتفع، وقد لا يسترجع المستثمر المبلغ الذي تم استثماره.
وأشار برودويل الى أن مديري الصناديق الفاعلين يحافظون على مستوى سيولة يتراوح بين 1% و3% من قيمة إجمالي أصول الصندوق من أجل مجاراة استردادات العملاء بشكل فعال، كذلك يمكن لاستثمارات جديدة في الصندوق أن توفر رصيدا ماليا قد يفوق الموازنة المطلوبة، وفي كلتا الحالتين قد يشكل امتلاك etf حلا فعالا للتخفيف من تأثير «الانجراف المالي» أو تعثر الأداء الذي قد ينجم عن الاحتفاظ بالسيولة فضلا عن الأسهم، وقد يجادل البعض بأنه بإمكان المستثمرين أن يستخدموا الاستثمارات المحسوبة بأسعار مستقبلية لتحقيق ذلك، ولكن هناك بعض المواقف حيث لا توجد أموال محسوبة بأسعار مستقبلية، كما في محاولة المستثمر للحصول على منفذ إلى مؤشر سوق نامية على سبيل المثال.
الاستثمار الجذري
وقال برودويل ان كثيرا من المستثمرين يعول على الاستثمارات الجذرية التابعة لتحقيق متطلبات محددة على صعيد المجازفة والعائدات، ويرتكز الاستثمار الجذري التابع على نمط بسيط يقضي بفصل المحفظة الاستثمارية إلى شقين حيث ان الشق الأول- الجذري يشكل أساسا للاستراتيجية التي تفتح المجال لزيادة استثمارات تابعة أكثر تخصصا وتشكل الاستثمارات الجذرية القسم الأكبر من المحفظة الاستثمارية بالإجمال، حيث تشغل عادة حوالي 70% منها، ويكون الشق الجذري عادة أداة استثمارية متنوعة تتضمن استثمارات بمستوى مجازفة أقل، وفي معظم الأحيان تكون هذه الاستثمارات في صناديق مرتبطة بمؤشر، مثل صناديق المؤشرات المتداولة etf التي تتضمن تشكيلة واسعة من الاستثمارات قليلة الكلفة.
اما الشق الثاني ـ الاستثمارات التابعة وتكون هذه الاستثمارات عادة أكثر تخصصا بما يتيح عائدات إضافية بحسب رؤية مدير المحفظة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التوجه إلى أسواق محددة، وصناديق مدارة بفعالية وحقوق استثمارية وضمانات فردية، وتنطوي الاستثمارات التابعة عادة على مجازفة وتكاليف أعلى من الاستثمارات الجذرية.
غياب المعرفة
وأكد برودويل أنه على الرغم من أن كثيراً من المستثمرين يعدون خبراء في فئات استثماراتهم الخاصة، فهم قد لا يملكون المعرفة اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة في مناطق غير مألوفة جدا لديهم، وبالطبع في بعض المناطق قد لا يملكون البحوث الكافية لتعليل خيارهم الاستثماري بالكامل على مستوى الضمانة، وتوفر هنا صناديق المؤشرات المتداولة الملائمة حلا بسبب حذفها للضمانات المعروفة المجازفة، حيث يمكن لرؤية المستثمر أن تترجم إلى ممتلكات بسرعة وسهولة، في حين يكون التنوع الناتج أفضل بكثير من اختيار بعض الممتلكات التي لا يعرف المستثمر الكثير عنها.
التحوط المثالي
ولفت إلى أن التداول في صناديق المؤشرات سهل وقليل الكلفة، لذا فهي تشكل أدوات تحوط فعالة، وعلى سبيل المثال في حال اتخذ مدير محفظة فكرة سلبية قصيرة المدى عن أحد الأسواق، أو أراد حماية المحفظة من تأثير حدث معين فبإمكانه بيع صندوق المؤشرات للتخفيف من عرضة المحفظة إلى فئة معينة من الأصول أو سوق معينة، وهذا أبسط وأقل كلفة بكثير من تحطيم محفظة مخططة بحذر، ومن ثم إعادة شراء جميع الضمانات بعد أن تنتهي فترة التحوط.
الزمن الحقيقي
وأوضح برودويل أنه من الممكن التداول بصناديق المؤشرات في الزمن الحقيقي عبر البورصة عوضا عن التداول لمرة واحدة يوميا كما هي الحال مع الكثير من الصناديق الأخرى، وقد شهدت الأسواق المتقدمة تفاوتا غير مسبوق خلال العام الماضي، حيث تقلبت الأسواق بشكل روتيني إلى حدود نسبة 6% يوميا، لذا فإن المستثمرين لم يعودوا راضين عن انتظار أسعار نهاية النهار، كما هي الحال في صناديق الاستثمار التقليدية في حين يعلمون أنه بإمكانهم القيام بقرارات استثمارية مباشرة مع صناديق المؤشرات.
أسواق السندات
وقال: ان كثيرا ما تستخدم صناديق المؤشرات المتداولة كوسيلة للحصول على دخول مباشر إلى سوق معين، عوضا عن استثمار تدفقات مالية جديدة في صناديق الأسواق المالية أو سندات الدولة المرتبطة بأسعار مستقبلية خلال مرحلة اتخاذ قرارات استثمارية، أو انتظار إصدار جديد يمكن لمدير المحفظة الآن شراء ممتلكات متنوعة في سوق سندات الدولة والشركات من خلال العديد من صناديق المؤشرات التي أطلقت مؤخرا.
رؤية قصيرة المدى
ولفت برودويل الى أن الأحداث غير الاعتيادية وغير المتوقعة تمنح فرصا تكتيكية قصيرة المدى لإضافة المزيد من القيمة للمحفظة الاستثمارية، وأن أحد طرق تطبيق رؤية قصيرة المدى كهذه، قبل ضياع الفرصة، هي اختيار مجموعة من الأوراق المالية الفردية، غير أن ذلك يحتاج إلى قرارات وتداولات خاصة بهذه الضمانات لذا ففي العديد من الحالات يشكل استخدام صناديق المؤشرات لتطبيق رؤية كهذه خيارا فعالا من أجل الحصول على منفذ إلى مجموعة من الضمانات في تداول واحد.