- المصرفيون في المنطقة أشادوا بالإجراءات التي اتخذتها «جلوبل» معتبرين أنها نموذجاً تحتذي به الشركات الأخرى المتعثرة
- نالت «جلوبل» ثناء الدائنين على النهج البنّاء الذي اتبعته والذي كان مختلفاً عن عمليات إعادة الهيكلة الأخرى في المنطقة
- سيتم تعيين عضوين جديدين مستقلين في مجلس الإدارة أواخر هذا العام
أبوظبي: بقلم روبين ويغيلز ورث
نشرت صحيفة «فاينانشال تايمز» العريقة في عددها الصادر امس موضوعا عن شركة بيت الاستثمار العالمي «جلوبل» ونجاحها المتواصل في عملية اعادة الهيكلة التي تطبقها بشفافية كاملة، وفيما يلي نص الموضوع:
نادرا ما يعرف عن الشركات الخليجية الشفافية وتكون أكثر غموضا في أوقات الضائقة المالية. ولكن بيت الاستثمار العالمي «جلوبل»، البنك الاستثماري الكويتي الذي تخلف عن سداد ديونه في ديسمبر 2008، اختار أن يسلك مسارا مختلفا.
فبدلا من أن يتوارى في الظل، اختار أن يكون صريحا وشفافا فيما يتعلق بإعادة هيكلة ديونه. وأصدرت إدارة «جلوبل» كتيبا يبين بالتفصيل الظروف التي مرت بها الشركة كما وزعت على موظفيها شارات تحمل عبارة «أنا قادر على مواجهة التحدي».
وعندما وقعت «جلوبل» على خطة إعادة الهيكلة خلال العام الماضي، ارتدى موظفو الشركة شارات تحمل عبارة «لقد نجحنا» كما احتفلوا بهذه المناسبة من خلال نصب لافتة كبيرة زرقاء خارج المقر الرئيسي للشركة في مدينة الكويت، احتفالا بإعادة جدولة ديون «جلوبل»، ووضعوا قائمة بأسماء جميع البنوك الدائنة.
وقالت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في «جلوبل» مها الغنيم: «لقد كان العام 2009 مليء بالتحديات ومثقلا بالألم لكن الأمور تبدو أفضل الآن».
وقد أشاد المصرفيون في المنطقة والذين كان يشك بعضهم في قدرة «جلوبل» على تخطي هذه الأزمة بالإجراءات التي اتخذتها «جلوبل» على مدار العام الماضي وأشاروا إليها بوصفها نموذجا يحتذى به للشركات الأخرى المتعثرة.
وواصلت «جلوبل» الوفاء بسداد فوائد القروض والسندات خلال فترة إعادة الهيكلة، ونالت «جلوبل» إشادة من الدائنين للنهج البناء الذي اتبعته والذي كان مختلفا عن عمليات إعادة الهيكلة الأخرى في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، مازال أمام الشركة الكثير من العمل الذي يجب عليها القيام به لاستعادة مكانتها. وفي الوقت الذي تعثرت الشركة في السداد في ديسمبر 2008، كانت تدين بمبلغ مقداره 611 مليون دولار لصناديق وشركات تديرها ومن ضمنها شركة تابعة لها تستثمر في الملكيات الخاصة ومدرجة في بورصة لندن وذلك من خلال عمليات إعادة شراء الأسهم وما يسمى بالمرابحة وهي أدوات مالية إسلامية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ومن ضمن هذه الديون مبلغ مقداره 150 مليون دولار تدين به «جلوبل» لشركة مزايا السعودية، وهي إحدى الشركات الجديدة التابعة لها، والتي تم إيداع أموال المستثمرين فيها في البنك التجاري الكويتي الذي توقع تعثر الشركة. وعلى الرغم من أن الحساب كان لصالح عملاء «جلوبل»، إلا أن البنك التجاري الكويتي قام بمصادرة الحساب لمواجهة انكشافه على الشركة الاستثمارية.
وقالت الغنيم: «لا أعتقد أننا ارتكبنا ما يخالف قواعد البنك المركزي. وعموما فقد كان الاستثمار في المرابحة بغرض تحقيق عوائد مرتفعة للمستثمرين، لكنه لم يكن ينبغي أن نستثمر في مرابحات أصدرتها «جلوبل» وهذا أمر لن يتكرر في المستقبل».
وقامت «جلوبل» بتسديد جميع المرابحات التي أصدرتها وتركز حاليا على تحقيق الإيرادات لسداد مبلغ 1.72 مليار دولار الذي تدين به لدائنيها.
وتتضمن عملية إعادة الهيكلة تحويل محفظة استثمارات الشركة، والتي تم تقييمها من قبل برايس ووترهاوس كوبرز، وتقدر بقيمة 1.7 مليار دينار إلى صندوق «جلوبل ماكرو» وشركة عقارية.
وسوف يكون هذان الصندوقان بمثابة ضمان إضافي للدائنين، وسيتم التخارج من الاستثمارات فيهما تدريجيا في غضون السنوات الثلاث المقبلة من أجل سداد ديون الشركة.
إضافة إلى ذلك، يتعين على جلوبل سداد سندات بقيمة 400 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، ونجحت الشركة في سداد أول هذه السندات والذي تبلغ قيمته 69 مليون دولار في الثالث والعشرين من ديسمبر.
ويحق للدائنين تحويل ديونهم إلى مساهمة في الشركة حال عجز «جلوبل» عن سداد 700 مليون دولار من 1.72 مليون دولار خلال السنة الثانية من برنامج إعادة الهيكلة.
وفي إطار الجهود التي تبذلها من أجل استعادة مكانتها، قامت «جلوبل» بترقية بدر السميط أحد مؤسسي «جلوبل»، إلى منصب الرئيس التنفيذي. وسوف يتم تعيين عضوين جديدين مستقلين في مجلس الإدارة أواخر هذا العام.
وقال السميط: «لم أقبل المنصب لأنني أسعى إلى اللقب، بل قبلته لأن هناك عملا مهما يتعين علي أن أؤديه».
فقد مررت بظروف صعبة من قبل، مثل أزمة سوق المناخ التي حدثت في الثمانينيات، والغزو العراقي، ولكن لم أشهد أزمة بمثل هذا الحجم»، ومن أجل العودة إلى تحقيق الأرباح خفضت الشركة عدد موظفيها بواقع الخمس كما خفضت الرواتب بنسبة 20% وتخطط للتركيز على خدمات إدارة الأصول والوساطة المالية مع التركيز على أسواق المملكة العربية السعودية ومصر.
وقالت الغنيم: «لدينا تراخيص للوساطة المالية تتمتع بانتشار جغرافي واسع في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، ونستطيع أن نمنح المستثمرين في هذه الأسواق خدمات سهلة وشاملة».
وتسعى أيضا الشركة إلى تعزيز خدماتها الاستشارية وقد عملت مؤخرا في صفقة بهارتي إيرتل التي تقدر بقيمة 10.7 مليارات دينار لشراء زين أفريقيا.
ولم تكن «جلوبل» الشركة الاستثمارية الكويتية الوحيدة التي تعثرت بسبب ظروف الأزمة المالية، فقد ذكر المصرفيون أن معظم شركات الاستثمار الكويتية المائة تجد صعوبة في سداد ديونها، كما يتوقعون عدم مقدرة عدد من هذه الشركات على الاستمرار.
وقال السميط: «على شركات الاستثمار أن تعمل مع جميع الأطراف لحل مشاكلها. إن التعثر في السداد أمر صعب، ولكن عليك أن تتقبل حقيقة تعثرك عن السداد. لا يمكنك أن تعيش في حالة إنكار ولكن هناك الكثير من شركات الاستثمار التي مازالت تعيش هذه الحالة حتى اليوم».
واقرأ ايضاً:
«وضوح»: الفرصة مواتية للمضارب الجيد والمستثمر صاحب الأهداف بعيدة الأجل
«غلف إنفست»: التشاؤم بعودة التأزيم السياسي يؤثر على السوق
شركات الخرافي تقود صعود السوق وضغوط على «زين».. وتدفق تدريجي للسيولة للاستفادة من النشاط المرتقب
السفير التركي: «الوطني» يلعب دوراً هاماً في تعزيز التعاون بين البلدين
«التجارية العقارية» تربح 19.05 مليون دينار في 2009 بنمو نسبته 31.7% وبواقع 11.53 فلساً للسهم
حيدر: 20% ارتفاعاً متوقعاً في 2010 لمبيعات الألماس بالكويت
توقعات بتحقيق «أولى تكافلي» أرباح تتجاوز 350 ألف دينار
11 شركة وساطة غير مؤهلة لتطبيق المرحلة الأولى من التداول الآلي الجديد
9.4 ملايين دينار خسائر «كميفك»
2.6 مليون دينار خسائر «الصناعات الوطنية»