- أول مشروع لي كان بالفحيحيل عام 1973.. عبارة عن مجمع محال تجارية
يروي أمين سر اتحاد العقاريين قيس عبدالله ثنيان الغانم ذكرياته كعقاري قائلا إنه بدأ حياته العملية مبكرا وهو في أوائل العشرينيات، وذلك بعد أن خاض تجربة الوظيفة التي لم يستسغها ولم يستمر بها سوى شهرين كمتدرب في أحد البنوك الكويتية نظرا للروتين الوظيفي، قبل ان يقرر البدء في خوض العمل العقاري، حيث كانت الأمور والقوانين سهلة آنذاك، ناهيك عن أن التعامل مع الناس كان سهلا في وقتها، وهذه العوامل سهلت الجانب المادي.
ويقول إن اول مشروع عقاري له كان في العام 1973 في منطقة الفحيحيل كان عبارة عن مجمع تجاري به محلات تجارية، والتي كانت تؤجر في الستينيات بواقع 5 دنانير شهريا، قبل أن ترتفع أسعار تأجيرها بعد حرب أكتوبر 1973 وما تبعها من ارتفاع أسعار النفط الى 60 دينارا، مضيفا القول «لأن عقاراتنا في العام 1973 كانت بين العقارات الجديدة في المنطقة في وقتها، كان الطلب على محلاتنا التجارية كبيرا، حتى أننا استطعنا تأجير المحلات في مجمعنا التجاري بواقع 65 دينارا للمحل شهريا».
ويؤكد الغانم أن العمل العقاري كان يأخذه من بيته وأولاده بشكل كبير، حيث كان يعود لبيته الساعة الرابعة فجرا ليخرج من جديد في الثامنة من صباح اليوم نفسه، متناسيا الجهد الكبير والتعب الذي كان يجازى بمردود جيد يدفعه للعمل أكثر وأكثر.
ويشير الى أن من بين اسباب نجاح الاعمال في السابق هو البنوك والشركات الكويتية التي كانت تبني علاقة ثقة متبادلة مع التجار، وهنا يسرد الغانم احدى القصص التي قال انه لا ينساها في هذا الصدد، حيث يقول إنه واجه في احدى السنوات نقصا حادا في الاسمنت اللازم لتنفيذ أحد مشاريعه، في وقت لم يكن يوجد في الكويت سوى شركة اسمنت واحدة، حيث توجه حينها الى مدير عام الشركة الذي لم أكن أعرفه، ليكشف له عن حاجته الى 5000 كيس اسمنت لبناء مجمع تجاري، مؤكدا أن المدير المذكور لم يتأخر عن تلبية طلبه من الاسمنت الذي تسلمه في اليوم التالي مباشرة دون أن يدفع أي فلس مقابله..وهذا يدل على الثقة المتبادلة بين الشركات والتجار في ذلك الوقت.
تجربة أخرى يرويها الغانم مع مديري أحد البنوك الكويتية، حيث كانت تلك البنوك تتخذ قرارها في نفس الوقت وبدون الحاجة الى لجان أو اجتماعات، مشيرا الى أنه احتاج للسيولة في فترة من الفترات لتنفيذ بعض الاعمال وسداد بعض الديون، حيث توجه الى أحد البنوك وعمره آنذاك لا يتجاوز العشرينيات، حيث فوجئت بمدير البنك يقول له «يا ولد عبدالله ثنيان لا تدمع عينك، فأنت ابن رجل طيب»، وعندها نادى الموظف المختص ليأمره بايداع 50 ألف دينار في حسابي بدون أي ضمانات، علما بأن هذا المبلغ في السبعينيات يعادل 5 ملايين دينار في أيامنا هذه، لذا فانني ما زلت أحتفظ بنفس الحساب الذي أودع فيه هذا المبلغ وما زلت أستعمل نفس الحساب حتى يومنا هذا».
ويؤكد الغانم على أن عمله لم يقتصر على الجانب التجاري فحسب، حيث كانت له اليد الطولى بداية التسعينيات في تأسيس اتحاد العقاريين بمعية المرحوم ناصر سعود الصباح الذي ترأس الاتحاد حتى آخر أيام حياته، حيث لعب الاتحاد دورا في العديد من القوانين العقارية في الكويت، الى جانب تقديم العديد من الدراسات والبحوث والندوات.
واختتم الغانم قائلا: «إننا لم نصل الى ما وصلنا اليه الا بعد تعب واخلاص بالعمل، حتى أني أتشرف بأنني كنت اعمل على تقييم أسعار أراض في الفحيحيل في تلك الفترة بأرقام دقيقة وفي محلها، وذلك كله بفضل الله وتوفيقه».