قال التقرير الأسبوعي لشركة المشورة ان سوق الكويت للأوراق المالية سجل خلال الأسبوع الماضي أداء عاصفا وتراجع في جميع جلساته وبشدة تزايدت مع اقتراب الأسبوع من نهايته، وبعد بداية حمراء كان يغلب عليها عمليات تصحيح جزئي على المؤشر الوزني انطلقت بعض الشائعات والتقديرات في أرجاء البورصة لتفاقم الوضع السلبي ليزداد خسارة، تنتهي به إلى فقد 3.1% على مستوى المؤشر الوزني والذي تراجع إلى مستوى 434.7 نقطة بعد ان حذف 14 نقطة، ووسط هذه الأجواء تراجع مؤشر المشورة للأسهم الإسلامية بنسبة 3.2% فاقدا 15 نقطة ومتوقفا عند مستوى 472.7 نقطة، فيما خسر مؤشر المشورة للأسهم المتوافقة مع الشريعة بنسبة 4.2% وفقد 24 نقطة عادت به إلى مستوى 542 نقطة.
ولفت التقرير إلى ان تدفق السيولة أثناء الموجة الحمراء طيلة الأسبوع تباين، حيث تراجعت على مستوى المؤشر الإسلامي بنسبة 21% فيما ارتفعت سيولة أسهم مؤشري السوق العام والأسهم المتوافقة مع الشريعة بنسبة 13.2% و8% على التوالي وهو مؤشر سلبي يشير إلى زيادة عمليات البيع على الأسهم القيادية إذا ما علمنا تراجع كمية الأسهم المتداولة على مستوى المؤشرين بنسبة 5 و13% على التوالي، وتراجع كمية الأسهم المتداولة أيضا على مستوى مؤشر المشورة للأسهم وفق الشريعة بنسبة 25%، وقد كان لإيقاف مجموعة من الأسهم الإسلامية المهمة الأثر في تراجع كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف التقرير ان الأسبوع الماضي سجل أسوأ أداء خلال هذا العام، وبعد ان استبشر متعاملو السوق باسترجاع جزء من خسائرهم التي تكبدوها خلال السنتين الماضيتين عادت وتيرة التراجع بشكل مقلق وبعد أن انتعش السوق على وقع صفقة بيع زين أفريقيا وعوامل ايجابية أخرى لعل منها نتائج البنوك السنوية وخفض سعر الخصم، وبقيت أوضاع عالقة كان من أهمها قضية أجليتي مع الحكومة الأميركية والتي استفادت منها بعض الشركات لتحقق مكاسب كبيرة جدا في محاولة لأخذ مكان الشركات الكويتية والعربية الكبرى في مجال النقل اللوجستي، مع تراجع السوق في بداية الأسبوع في حركة تصحيحية، انطلقت شائعات في أروقة السوق بشأن وجهة العقود الأميركية وانحصرت بين شركتي الرابطة وأجيليتي في شكل متعادل غير أن النتيجة النهائية جاءت في غير صالح الشركتين وبشكل مفاجئ تخرج لطرف ثالث خارج إطار البورصة الكويتية ليعمق الخسائر، وتتراجع الثقة في البورصة وشركاتها المدرجة بشكل واضح لتستمر عمليات بيع الأسهم القيادية والتي بدأت مع جلسة الأسبوع الأولى وتفاقمت في منتصفه ولم تنته حتى إقفال الجلسة الأخيرة منه.
واكد التقرير أهمية قضية أجيليتي والتي تحبس أنفاس السوق حتى انتهائها، غير ان المفاجئ انه حتى قبل نهايتها تتأثر شركات تابعة للرابطة وتتراجع قبل نهاية جلسة الأربعاء بوقت محدود بشكل دراماتيكي ليخسر السوق مستويات مهمة حققها بشق الأنفس خلال الشهرين الماضيين.
ورغم تراجع الثقة إلى مستويات متدنية غير مسبوقة منذ انطلاق مسيرة مكاسبه التي سجل في أحدها 11 جلسة خضراء متتالية تبقى توزيعات زين المنتظرة وإعلانات البنوك للربع الأول محفزات ايجابية من الممكن أن تعيد للسوق ثقته المفقودة خلال الفترة القادمة، خصوصا إذا ما واكبها تجانس نيابي - حكومي مرر قرارات وتشريعات مهمة للاقتصاد الكويتي خلال الفترة المقبلة، كما حصل في الأسبوع الماضي بعد إقرار مشروع الخصخصة والذي يعد من أهم المشاريع الاقتصادية للدولة الحديثة إذا ما واكبته تشريعات متوافقة بإدارة كفؤة وطموحة تقود الاقتصاد الوطني خلال المراحل المقبلة إلى نمو منتظر.