قال تقرير الشركة الأولى للوساطة المالية إن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية أنهى آخر جلساته الأسبوع الماضي على تراجع 90.7 نقطة، ليستقر عند مستوى 6.639.8 نقطة، فيما تراجعت القيمة السوقية نهاية تعاملات الأسبوع بواقع 3.26% (1.05 مليار دينار) مقارنة بالأسبوع السابق لتستقر عند 31.187 مليار دينار.
وأشار التقرير إلى أن السوق تعامل بإيجابية ليوم واحد مع خبر الإعلان عن إتمام صفقة بيع معظم الأصول الأفريقية التابعة لمجموعة الاتصالات المتنقلة (زين) يوم الثلاثاء الماضي، حيث تقاربت في تعاملات هذه الجلسة معدلات العرض والطلب تقريبا بفارق مليوني دينار لصالح العرض، أما في الجلستين التاليتين فقد خالفت التداولات التوقعات، ووضع السوق حدا للتفاعل الإيجابي مع الأنباء الإيجابية، بالرغم من تحويل الأموال من المشتري الهندي «بهارتي إيرتل»، والتزام «زين» بالتوزيعات التي أقرتها الجمعية العمومية ضمن المهلة القانونية، وسجل المؤشر العام للسوق خسائر في تداولات الأربعاء والخميس بعد المكاسب التي حققها في جلسة الثلاثاء.
وعزا التقرير عدم تفاعل السوق إيجابا بشكل كامل مع إتمام صفقة «زين» إلى استمرار مناخ ضعف الثقة بأساسيات السوق عموما، بسبب عدم اليقين في شأن مصير الكثير من الشركات المتعثرة، وعدم بروز مؤشرات جدية على بدء استفادة الشركات من انطلاق المشاريع المنتظرة ضمن الخطة الخمسية الحكومية بالإضافة إلى ضعف أداء أسواق المنطقة والعالم.
وأضاف التقرير أن السوق كان رازحا تحت ضغط من بعض مديري الصناديق الذين سارعوا إلى جني الأرباح على وقع هذه الصفقة، مما رجح كفة العرض على الطلب.
وبعد ان كانت التوقعات تشير إلى ان تحضر المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية قبيل الإعلان عن الصفقة الرسمي للقيام بعمليات شراء استباقية خصوصا على اسهم مجموعة الخرافي، الا ان الصورة تبدلت بأخرى غير متوقعة ان الجميع تأكد من تحويل المبالغ الى «زين»، حيث ميزت التداولات حالة من الاحجام عن الشراء أو البيع في سوق يفتقر إلى عوامل الدعم اساسا.
ورأى التقرير أن انتهاء السباق على الاستفادة من الأرباح النقدية المقررة لمساهمي زين والبالغة نحو 650 مليون دينار بما يعادل 170 فلسا للسهم الواحد كان اعتبارا هاما ساعد في تراخي همة المستثمرين، فكما كانت السيولة النقدية المحققة للمستثمرين معطى هاما في السباق على السهم حتى قبل اقرار التوزيعة رسميا في الجمعية العمومية، فإنها كانت ايضا سببا في فقدان السهم جاذبيته بعد تفسيخه.
ولاحظ التقرير تكوينا غير عادي لمعدلات العرض والطلب في السوق. فخلال تداولات الأسبوع الماضي ارتفع المؤشر اليومي لكمية الاسهم المتداولة وعدد الصفقات وقيمتها وهي المؤشرات الاهم لتأثير صفقة زين على السوق بنسب 7.1 و13.7 % و30.5 % على التوالي، وبلغت القيمة السوقية الرأسمالية بنهاية تداولات الاسبوع الماضي 31.246 مليون دينار، بانخفاض قدره 1.055 مليون، وما نسبته 3.3 % مقارنة بنهاية الاسبوع قبل الماضي، والبالغة 32.302 مليون بارتفاع قدره 561.8 مليون دينار.
وذكر التقرير ان اداء الاسواق العالمية والخوف من تداعياتها كان له تأثير على اداء سوق الكويت للاوراق المالية وإن يكن محدودا، كما لفت التقرير إلى تأثير المشهد السياسي الداخلي على وضع التداول وزيادة المخاوف ولو في نطاق ضيق.
واشار التقرير إلى ان أكثر الأسهم المستفيدة من إقرار صفقة «زين» هي الأسهم الثقيلة، وتحديدا قطاع البنوك وغالبية اسهم الشركات التي ستحقق عوائد من توزيعات «زين» بداية من أسهم الخرافي مثل «الاستثمارات الوطنية» و«الساحل» و«المال» و«السفن» وغيرها، وبدا التركيز عليها واضحا من المستثمرين رغم التراجع. وبينت «الأولى» أن أسهم البنوك استمرت بالمرتبة الأولى في قيمة التداولات، حيث بلغت تداولاته 35.5 مليون دينار بنسبة 26.2 % من قيمة الاسهم المتداولة.
وتوقع التقرير أن تسود حالة من التفاؤل في تداولات البنوك كون الجهاز المصرفي سيكون من القطاعات الأكثر استفادة من صفقة «زين»، نظرا لتدفقات السيولة التي انتجتها من جهة، وإلى التوقعات بأن تؤدي إلى حل بعض مشكلات المديونية لدى بعض الذين استفادوا من توزيعات الشركات، سواء من الأفراد أو الشركات، ومن ثم ستكون هناك فرصة للبنوك بتحرير جزء لا يستهان به من مخصصاتها وتحويله إلى ارباح.
وتوقع التقرير أن تساهم توزيعات «زين» والتي بدأت يوم الخميس الفائت، في زيادة حجم السيولة في السوق في الأيام والأسابيع القادمة والتي ستؤثر إيجابا في أداء السوق.
معامل انتشار السوق
ولفت التقرير إلى انه فيما يتعلق بمعامل انتشار السوق بلغ عدد الاسهم المرتفعة في الاسبوع الماضي 36 سهما مقابل 28 في الاسبوع الذي سبقه، وبلغت الاسهم المتراجعة 77 سهما مقابل 96 في الفترة نفسها من الاسبوع قبل الماضي، اما الاسهم التي لم تشهد اي تغيير فبلغت 99 سهما مقابل 88، فيما وصل عدد الاسهم غير المتداولة 71 سهما مقابل 68 سهما لم يتم تداولها في الاسبوع قبل الماضي. وأوضح التقرير أن «زين» تصدرت بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي قائمة أكبر عشر شركات من الناحية السوقية، بقيمة بلغت 4.9 مليارات دينار بنسبة 15.7% من القيمة السوقية الإجمالية، وجاء البنك الوطني في المرتبة الثانية بقيمة سوقية بلغت 3.9 مليارات دينار بنسبة استحواذ من القيمة السوقية الإجمالية تبلغ 12.6%، واحتل بيت التمويل الكويتي المرتبة الثالثة بقيمة سوقية بلغت 2.5 مليار دينارا، بنسبة 7.9% من القيمة الإجمالية، وتصدر البنك التجاري المرتبة الرابعة بنسبة 3.5%، أما المركز الخامس فكان من نصيب بنك الخليج بنسبة 3.4% من القيمة السوقية الإجمالية للسوق.