أشارت شركة الأولى للوساطة المالية في تقريرها الأسبوعي الى أن التراجعات التي شهدها سوق الكويت للأوراق المالية في بداية الأسبوع الماضي عكست إشارات غير مبشرة حول مستويات الدعم الممكنة وحواجز المقاومة المأمولة لتعاملات الفترة المقبلة. فقد تراجع المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية الأسبوع الماضي بواقع 56.7 نقطة ليستقر عند مستوى 6583.1 نقطة، فيما تراجعت القيمة السوقية نهاية تعاملات الأسبوع بواقع 1.74% (543 مليون دينار) مقارنة بالأسبوع قبل الماضي لتستقر عند 30.644 مليار دينار.
وأشار التقرير الى أن التراجعات ترافقت مع نشاط عمليات البيع من قبل بعض المحافظ المالية، الأمر الذي يشير إلى احتمال أن تكون عمليات البيع تهدف إلى الاحتفاظ بالسيولة ريثما يستقر السوق نسبيا، أو أن تكون هناك عمليات ضغط متعمد لدفع الحكومة إلى التدخل بفاعلية أكبر في سوق المال، خاصة أن عمليات البيع استهدفت أسهما استفادت من توزيعات نقدية جيدة لشركة زين مع وجود بعض المحاولات لصد هذا الضغط والعمل على إعادة التوازن والأسعار إلى مستويات ما قبل إيقاف سهم زين.
ولاحظ التقرير وجود هذه المحاولات في اليومين الأخيرين من تداولات هذا الأسبوع وخصوصا يوم الخميس الذي شهد عمليات شراء على بعض الأسهم، ما أدى إلى ظهور اللون الأخضر لمؤشر سوق الكويت للأوراق المالية بقيادة «زين» الذي قاد المؤشر إلى 40 نقطة صعودا. ومنذ بداية الأسبوع فاقت كمية وقيمة العرض بكثير الطلب، حيث ان الرغبة في الشراء كانت غير متوافرة في ظل الغموض الذي كان يحيط بالسوق والخوف من المجهول، لكن ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي بدأ الفارق يتضاءل ليتساوى الطلب في نهاية الأسبوع مع العرض لوجود الرغبة في الشراء مع تحسن وضع بعض الأسهم.
وتوقع التقرير أن تشهد التداولات مزيدا من الضغط على حركة المؤشرين السعري والوزني، بعد أن سجل المؤشر العام للسوق خلال تعاملاته الأسبوع الماضي أدنى مستوى له منذ مارس 2009، الذي شهد تسجيل المؤشر أدنى مستوى له على الإطلاق منذ بداية الأزمة عند 6376 نقطة. وبين التقرير أن أكثر من معطى قد يدعم النظرة السلبية لسوق الكويت للأوراق المالية والأداء الضعيف في التداولات القريبة ما لم يستجد ما يغير هذه الحالة بقوة. وأشار الى أنه من مسببات الأداء الضعيف للسوق غياب أي آفاق لمعالجة الأزمات المستحكمة في الكثير من الشركات المدرجة، والمخاوف من أن خسائر السوق في الأسابيع الماضية ستجر المزيد من التعقيدات بسبب الخسائر التي تتراكم في ميزانيات شركات كثيرة يرتبط نشاطها بأداء السوق بشكل وثيق. وذكر التقرير بعض الأسباب الخاصة التي ساعدت في الهبوط، منها: استمرار التكهنات الغامضة التي تلف ملف «أجيليتي» منذ فترة طويلة، من دون أن يقابل ذلك توضيحات من مجلس إدارة الشركة خلال الجمعية العمومية الأخيرة. وأشار الى إنه من الاعتبارات التي قادت أيضا إلى تراجع أداء السوق ردة الفعل بعد قراءة المشهد السياسي وإمكانية أن ينمو جيل كامل من الاستجوابات دون أن يتقاطع ولو بعضها مع الحاجة إلى تعزيز الاستقرار في البورصة، في وقت تتلاشى التوقعات ان تخرج الحكومة على السوق كما لم تفعل من قبل بضخ بعض السيولة، ولو من جيب المحفظة الوطنية الضيق في الأساس.